بعد الرسوم الأمريكية… أسعار النفط تهبط لأدنى مستوى منذ 2021

شهدت أسعار النفط الأميركي تراجعاً حاداً هذا الأسبوع، لتسجل أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل تصاعد المخاوف بشأن الركود العالمي، وتزايد المعروض النفطي من قبل تحالف "أوبك+".  

أسعار النفط تسجل تراجعاً قياسياً  

انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 6% يوم الجمعة، ليهبط سعر البرميل إلى 62.72 دولاراً، بعد أن اقترب لفترة وجيزة من حاجز الـ61 دولاراً. 

ويأتي هذا الهبوط بعد خسائر بنسبة 6.6% خلال تداولات يوم الخميس، ما يعكس تراجعاً حاداً في السوق النفطي خلال يومين فقط.  

مخاوف الركود تعصف بأسواق الطاقة  

تأتي هذه الانخفاضات وسط توترات اقتصادية ناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً، والتي يرى محللون في "وول ستريت" أنها قد تدفع بالاقتصاد العالمي نحو الركود.  

وتعد التوقعات الاقتصادية من أبرز العوامل المؤثرة في الطلب على النفط، سواء من قبل المستهلكين، أو من قبل المصانع التي تعتمد على الطاقة في عملياتها الإنتاجية.  

بي مورغان: اتجاه أسعار النفط "واضح" نحو الهبوط  

في مذكرة وجهتها إلى المستثمرين، أوضحت ناتاشا كانيفا، رئيسة أبحاث السلع العالمية في بنك "جي بي مورغان"، أن الاتجاه العام لسوق النفط يميل نحو الانخفاض، رغم الضبابية التي تكتنف المشهد الاقتصادي.

وقالت: "من الصعب التنبؤ بما سيحدث، لكن من الواضح أن أسعار النفط تتجه في مسار واحد فقط حالياً".  

كما زادت الضغوط على أسعار النفط بعد إعلان ثماني دول من تحالف "أوبك+" عن رفع إنتاجها المشترك بمقدار 411 ألف برميل يومياً، وهي زيادة فاجأت الأسواق من حيث الحجم والسرعة.  

وترى حليمة كروفت، رئيسة استراتيجيات السلع في RBC كابيتال ماركتس، أن هذه الخطوة جاءت نتيجة خلافات داخلية بين دول التحالف، مضيفة في تصريح لقناة CNBC: "بعض الدول تريد أن تثبت أنها لا تحتاج إلى أسعار مرتفعة، وأنها مستعدة لتحمل مرحلة من الأسعار المنخفضة".  

سياسة واشنطن تجاه إيران وفنزويلا قد تغير المعادلة  

أشارت كروفت إلى أن موقف الولايات المتحدة تجاه كل من إيران وفنزويلا، وهما من كبار منتجي النفط، قد يكون له تأثير كبير على مستقبل أسعار الطاقة.  

في المقابل، يرى بعض المراقبين أن انخفاض أسعار النفط قد يساعد في تقليص تأثير ارتفاع أسعار السلع الأخرى، الناتج عن الحرب التجارية العالمية. 

وتواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد على أهمية إنتاج الطاقة المرتفع وانخفاض أسعارها كأداة لمواجهة التضخم الذي لا يزال أعلى من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.