بشير عباس هو واحد من أهم نجوم الموسيقى والغناء في السودان الذي ترك وراءه إرثًا فنيًا خالدًا وأمتع المستمعين بأغاني وألحان رائعة، وقد كان له دور بارز في تطوير فن موسيقى الطرب والغناء في السودان والترويج له عالميًا، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو بشير عباس؟
هو موسيقي وملحن وعازف عود سوداني ولد في 1 يناير عام 1940 في حي الحلفايا في ولاية الخرطوم، ويعد واحد من أبرز الفنانين الذين كان لهم دور بارز في تطوير فن الموسيقى والطرب في السودان والترويج له عالميًا.
انتقل بشير مع أسرته إلى مدينة أم درمان، وهناك تعلم العزف على الآلات الموسيقية، وكانت أول آلة موسيقية تعلم العزف عليها هي آلة الصفارة أو المزمار، حيث أهداها إليه والده كمكافأة لنجاح في امتحان الالتحاق بمدارس المرحلة الابتدائية. وقد قال بشير عباس إن آلة الصفارة كانت مصنوعة من عود الأبنوس.
بعد التعلم على آلة الصفار تعلم بشير على آلة العود في مسقط رأسه بالخرطوم البحري، وقد بدأ حياته المهنية كعازف لآلة العود في الإذاعة السودانية في نهاية الخمسينات، وقد عمل في أوركسترا الإذاعة القومية، وتولى إدارة قسم الموسيقى في الإذاعة فيما بعد.
أقام بشير طوال حياته في عدة دول بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وقد سجل عدة برامج موسيقية في إذاعات عالمية منها مونت كارلو وهيئة الإذاعة البريطانية.
في رصيده الفني أكثر من 45 مقطوعة موسيقية وعشرات الألحان لكبار النجوم في السودان منهم أحمد المصطفى ومحمد وردي وعبد العزيز محمد داود وزيدان إبراهيم وغيرهم، وقد نجح في الترويج للموسيقى السودانية في العالم بمشاركته في فعاليات موسيقية دولية.
وفاة الموسيقار بشير عباس
غيب الموت الموسيقار السوداني بشير عباس في 28 يناير عام 2022 عن عمر 85 عامًا بعد صراع مع المرض، حيث مكث لفترة في مستشفى دبي، وقد كان آخر ظهور له قبل وفاته قبل حوالي أسبوعين من وفاته في إكسبو دبي حيث شارك في حفل الفنانة السودانية إنصاف فتحي.
وبعد وفاته نعته العديد من المؤسسات في السودان، منها مجلس السيادة السوداني الذي قال عنه بأنه رائد من وراد الموسيقى السوداني ومثقف أصيب وعمل على نشر الثقافة السودانية داخل وخارج السودان.
وقد كتبت ابنته ألحان خبر وفاة والدها على صفحتها الرسمية على فيسبوك، حيث قالت: "انتقل إلى رحمة مولاه راضيا مرضيا والدي الحبيب بشير عباس إثر علة لم تمهله طويلا بمستشفى دبي بدولة الإمارات، وسوف يقبر في أرض بلاده السودان في مسقط رأسه حلفاية الملوك".
كما كتب عباس حمد نجل شقيق الفنان الراحل على إنستغرام: "السودان ينعى عليك اليوم عمي كنزنا الوطني. موهوب في العود. أول موسيقي أسس موسيقى الآلات كشكل فني في السودان. سفير عالمي لثقافتنا الموسيقية. مصدر إلهام ونور موجه لنا جميعاً. أنا فخور بأن أسمّي نفسي ابن أخيك.
مسيرته المهنية
عمل الفنان بشير عباس في الإذاعة السودانية كعازف على العود في عام 1959، وبعدها تم تعيينه في وظيفة سكرتير أوركسترا الإذاعة القومية، واستمر في هذا العمل حتى عام 1963.
قرر بشير بعدها الاستقالة من العمل في الإذاعة والعمل لحسابه الخاص، ثم عمل كمحاسب في الهيئة القضائية في الخرطوم، ولكنه عاد مجددًا إلى الإذاعة السودانية وعمل مسؤولًا عن قسم الموسيقى.
في عام 1966 تم تعيينه ضابط الموسيقى في الإذاعة، وفي العام التالية تولى مسؤولية إدارة قسم الموسيقى في الإذاعة وظل في هذا المنصب لعدة سنوات. في عام 1990 قرر بشير عباس السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وظل فيها 5 سنوات، ثم سافر إلى عدة دول منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وخلال إقامته في هذه البلدان سجل بشير عدد من الحلقات برامج موسيقية في إذاعة مختلفة، منها إذاعة مونت كارلو في فرنسا، وهيئة الإذاعة البريطانية في لندن. انتقل بعدها للإقامة في كندا للعلاج، وقد تنقل بين كندا والسودان، وتوفي في الإمارات.
ألحان بشير عباس
قدم الفنان بشير عباس العديد من الألحان لكبار النجوم في السودان، فقط وصل عدد الألحان التي قدمها إلى 120 لحنًا موسيقيًا، وقدم ألحانه لمغنيين كبار منهم أحمد المصطفى، ومحمد وردي، وعبد العزيز محمد داود، وزيدان إبراهيم، وحسن عطية، وفرقة البلابل المكونة من 3 شقيقات وهن آمال وهادية وحياة وقد حققت هذه الفرقة نجاحًا في السبعينات والثمانينات.
كانت أولى مؤلفاته الموسيقية ثلاث مقطوعات، وهي "أمي"، و"أحاسيس"، و"نهر الجور" وقد قدمها للإذاعة السودانية في أم درمان عام 1960 وعزف فيها على المزمار، وبعد هؤلاء المقطوعات توالت ألحانه وأعماله الموسيقية المسجلة لدى الإذاعة السودانية.
مقطوعات موسيقية لبشير عباس
قدم الموسيقار بشير عباس طوال مسيرته الفنية منذ الستينيات حتى وفاته حوالي 48 مقطوعة موسيقية، وكانت أولها 3 مقطوعات قدمهم للإذاعة السودانية في أم درمان حملت أسماء "أمي"، وأحاسيس"، و"نهر الجور".
قدم بعدها للإذاعة مقطوعات أخرى مسجلة منها "مريدي"، و"النيلين"، و"الأخت"، و"ليالي الخرطوم"، و"أضواء"، وغيرها من المقطوعات الناجحة.
شاركت مقطوعات بشير عباس في العديد من الفعاليات الموسيقية الدولية والمسابقات الفنية، ففي عام 2003 سافر إلى ألمانيا للمشاركة في يوم الموسيقى العالمي بجانب 22 مشاركًا من دول مختلفة، وقد فاز في هذه المسابقة بالمرتبة الثالثة من خلال موسيقى أغنية "عشت يا سوداني" للمغني أحمد المصطفى.
في عام 2005 شارك في مسابقة نظمتها جامعة الدول العربية للمقطوعات الموسيقية، وقد أحرز المرتبة الثانية بمقطوعة "نبتة حبيبتي" من بين 25 مرشحًا من دول عربية مختلفة. قدم أيضًا مقطوعات موسيقية في إذاعات عربية وعالمية، منها إذاعة صوت أمريكا وإذاعة موناكو والإذاعة البريطانية وإذاعة الشرق الأوسط العربية.
دوره في تطوير الموسيقى السودانية
ارتبط اسم الملحن والموسيقار لشير عباس بفرقة "البلابل" السوداني المكونة من 3 شقيقات وهن آمال وهادية وحياة طلسم، وقد تولى مهمة تلحين وتوزيع موسيقى أغنياتهن التي لاقت رواجًا كبيرًا في السودان في السبعينات والثمانينات.
لحن حوالي 35 أغنية متنوعة لهذه الفرقة، وقد تنوعت موضوعات هذه الأغاني ما بين الرومانسية والأغاني الحماسية، ومن أغاني بشير عباس "لون المنقة"، "مشوار"، و"اللي يسأل ما بتوه"، و"متعالي علينا"، و"مشينا" وغيرها.
