بشار معروف.. المؤرخ العراقي الذي أعاد قراءة التراث الإسلامي

عالم
  • معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      بشار عواد معروف عبدالرزاق محمد بكر البعيدي البغدادي الأعظمي

    • اسم الشهرة

      بشار معروف.. المؤرخ العراقي الذي أعاد قراءة التراث الإسلامي

    • الفئة

      عالم

    • اللغة

      العربية، الإنجليزية، الألمانية، الفارسية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      04 سبتمبر 1940 (العمر 84 سنة)
      الأعظيمة، العراق

    • التعليم

      دكتوراه - جامعة بغداد

    • الجنسية

      العراق

    • بلد الإقامة

      العراق

    • سنوات النشاط

      1962 - حتى الآن

  • معلومات خفيفة

    • البرج الفلكي

      برج العذراء

السيرة الذاتية

برز اسم المؤرخ والمفكر العراقي بشار معروف كواحد من أهم أعلام التحقيق والدراسات التاريخية في العراق والعالم العربي، فقد عرف بجهوده في تحقيق ونشر المخطوطات الإسلامية، وترك بصمة بارزة في ميدان الدراسات الأكاديمية، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو بشار معروف؟

بشار عواد معروف عبدالرزاق محمد بكر البعيدي البغدادي الأعظمي، هو مؤر وباحث ومفكر ومحقق عراقي، ولد عام في 4 سبتمبر 1940 في الأعظمية بالعراق، ويعد من أبرز وأهم المؤرخين في العراق والعالم العربي الذين لديهم خبرة واسعة في تحقيق التراث الإسلامي، وخاصة في التاريخ.

تدرج بشار في السلك الأكاديمي، حتى أصبح من الأسماء اللامعة في ميدان تحقيق التراث الإسلامي. نال شهاداته العليا في الدراسات الإسلامية والتاريخ من الجامعات العراقية، وتخصّص في الحديث النبوي وعلومه، حيث ركّز على دراسة المخطوطات وتحقيقها وفق منهج علمي دقيق.

بدأ بشار معروف مسيرته المهنية في جامعة بغداد، وأسهم في تأهيل أجيال من الباحثين في هذا المجال. كانت لديه العديد من الإسهامات العلمية، أبرزها تحقيق كتب التراث الإسلامي. تميز بشار بالنزاهة العلمية والمنهجية الدقيقة، وبفضل جهوده، أصبح اسمه مرادفًا للاحتراف في علم التحقيق.

نشأته وعائلته

ولد المؤرخ بشار معروف في أسرة متدينة وثرية في الأعظمية، فقد امتلكت عائلته الأراضي، وعملت في مجال الزراعة. والده هو المحامي عواد معروف، الذي لم يعمل بالمحاماة، بل عمل في إدارة أراضي العائلة.

ولد معروف لعائلة تنتمي إلى قبلية العبيد، والدته رضية أحمد الصالح كان عمها رئيس البلد خلال العهد العثماني، وهي أكبر خالات الشاعر وليد الأعظمي. أما والده عواد معروف، وكان من الشخصيات المعروفة في الأعظمية.

كانت لعائلته علاقة واضحة بالهاشمية، فعمه ناجي من المقربين للهاشميين، فقد كانت عائلته من مؤيدي الملكية، وكانوا من بين رجال الدولة.

دراسته

نشأ بشار معروف في عائلة محبة ومهتمة بالتعليم، فقد حفظ القرآن الكريم منذ صغره، وتخرج من المدرسة الثانوية عام 1960، وقد كان من الطلاب المتفوقين، وحصل على منحة لدراسة علم الاجتماع في إنجلترا، إلا أنه عاد من إنجلترا، ولم يحب الدراسة هناك، لكنه تعلم وأتقن اللغة الإنجليزية خلال فترة تواجده هناك.

 التحق بعدها بكلية الآداب جامعة بغداد، وتخرج عام 1964، وكان من بين الطلاب المتفوقين في الجامعة، وتخرج الأول على الدفعة، وقد حصل على جائزة المجمع العلمي العراقي خلال دراسته الجامعية.

خلال سنوات دراسته الجامعية، تعرف بشار معروف على عدد من علماء العراق البارزين، ومنهم عمه ناجي معروف، الذي يعد من أبرز المؤرخين في العراق في ذلك الوقت، وعبدالعزيز الدوري، وصالح أحمد العلي، وغيرهم من العلماء، ونمت لديه بذرة المؤرخ.

بشار معروف.. المؤرخ العراقي الذي أعاد قراءة التراث الإسلامي

أول من حصل درجة امتياز في الدراسات العليا

بعد التخرج من الجامعة، عمل في التدريس لفترة، ومن ثم بدأ دراسته الماجستير في دائرة التاريخ والآثار بجامعة بغداد، وكان موضوع الماجستير تحقيق كتاب "التكملة لوفيات النقلة" للحافظ زكي الدين المنذري، وكانت الرسالة على 8 مجلدات، ومكونة من 3 آلاف صفحة، وتعد من أغرب رسائل الماجستير على الإطلاق لكبر حجمها، واستمرت المناقشة 7 ساعات.

حصل بشار على درجة امتياز على رسالة الماجستير، وكانت المرة الأولى التي يحصل فيها طالب دراسات عليا  على درجة الامتياز في جامعة بغداد.

حصل معروف بعد ذلك على منحة للدراسة في ألمانيا من جامعة هامبورغ، وهناك تعلم اللغة العربية، وعمل معلمًا للغة العربية في الجامعة عام 1965، ودرس التاريخ على يد المستشرق الألماني الشهير برتولد شبولر.

عاد بعدها إلى العراق، وحصل على درجة الدكتوراه عام 1976 من كلية الآداب بجامعة بغداد، وكانت أطروحته حول "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام"، وقد شارك في مناقشة الرسالة عمه الدكتور ناجي معروف.

مسيرته المهنية

من صفوف الدراسة في جامعة بغداد، بدأ المؤرخ بشار معروف مسيرته العلمية عام 1962، حيث عمل في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا، وتدرج إداريًا إلى منصب معاون ملاحظ.

في عام 1967، التحق بكلية الشريعة كمساعد باحث، ثم عُين معيدًا في العام نفسه، وما بين عام 1967 إلى عام  1969، عمل كمحاضر في كلية الإمام الأعظم والجامعة المستنصرية، قبل أن يستقر أستاذًا في قسم التاريخ بكلية الآداب، وترقى إلى درجة مدرس ثم أستاذ مساعد عام 1974، ومن ثم أصبح أستاذا جامعيا عام 1981.

ولم تكن الإدارة غائبة عن مسيرته، فقد تولّى رئاسة قسم التاريخ في كلية الآداب لعامي 1980 - 1981، ثم أصبح أستاذًا متفرغًا للبحث العلمي في مركز إحياء التراث العلمي العربي، أحد أبرز مراكز الدراسات في جامعة بغداد.

في خطوة لافتة عام 1989م، أوكلت إليه مهمة تأسيس وإدارة جامعة صدّام للعلوم الإسلامية (الجامعة العراقية حاليًا)، حيث قادها لثلاث سنوات بوضع مناهجها وهويتها الأكاديمية المتخصصة، لتُصبح من أبرز المؤسسات الدينية التعليمية في العراق.

ثم انتقل إلى الأردن، ليواصل إشعاعه الأكاديمي، فعُيّن أستاذًا في جامعة عمّان الأهلية (1992 - 1994م)، ولاحقًا أستاذًا في جامعة البلقاء التطبيقية منذ 2004.

ولم تكن عضويته مقتصرة على الجامعات فحسب، بل اختير خبيرًا في المجمع العلمي العراقي عام 1981م، ثم انتُخب عضوًا عاملاً عام 1986. كما انضم إلى مجمع اللغة العربية الأردني عام 1988م، ثم مجمع اللغة العربية في دمشق عام 2002م، وصدرت إرادة ملكية بمنحه عضوية المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) في عمّان عام 1988م، ليصبح منذ عام 1992م عضوًا في مجلسها.

امتدت عضوياته إلى العالم العربي والإسلامي، حيث انتخب عضوًا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة 1987، وعضوًا في هيئة أمناء المعهد الإسلامي العالي في الولايات المتحدة 1988، ثم عضوًا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة.

وفي عام 2001م، تولّى الإشراف العلمي العام على مشروع "التفسير الكبير"، الذي يُعدّ من أعظم مشروعات تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث، حيث تولته مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، وقدّمته للعالم الإسلامي عبر الإنترنت هديةً علمية فريدة ومجانية من الهاشميين.

بشار معروف.. المؤرخ العراقي الذي أعاد قراءة التراث الإسلامي

مؤلفاته وإنجازاته في  مجال التحقيق

خلال مسيرته العلمية، ألف بشار معروف عشرات المؤلفات التاريخية حول تاريخ العراق والإسلام، وخاصة في علم الحديث، كما حقق عشرات الدينية والتاريخية.

من بين مؤلفاته المبكرة كتاب "أثر الحديث في نشأة التاريخ عند المسلمين"، صدرت عام 1966م في بغداد، حيث تناول فيها التداخل العميق بين علمي الحديث والتاريخ في الثقافة الإسلامية، مبينًا كيف شكل علم الرواية الإطار الذي نشأ فيه الحس التاريخي عند المسلمين.

ثم قدّم بعد ذلك دراسته عن المنذري وكتابه التكملة، والتي طُبعت في النجف عام 1968م، فكانت خطوة جريئة نحو تسليط الضوء على الشخصيات الثانوية في التاريخ الإسلامي التي غفلت عنها الموسوعات الكبرى.

وفي عام 1974م، صدرت له دراسة مرجعية تحت عنوان "تواريخ بغداد التراجمية"، استعرض فيها مسيرة المؤرخين الذين أرخوا لبغداد عبر العصور، وأعاد ترتيب سياقاتهم الفكرية ومنهجياتهم التراجمية.

ومن مؤلفاته في التحقيق "كتاب الوفيات لأبي مسعود الحاجي"، وكتاب "التكملة لوفيات النقلة"، و"أهل المئة فصاعدًا" للحافظ المذهبي، و"مشيخة النعال البغدادي"، و"سير أعلام النبلاء"، و"معرفة القراء الكبار على الطبقات والإعصار".