خيم الحزن الأوساط الفنية في سوريا إثر وفاة قامة من قامات الفن والدراما السورية الفنان بسام لطفي الذي يعد من أهم مؤسسي نقابة الفنانين السوريين، وأحد أبرز الوجوه الفنية في أشهر الأعمال الدرامية السورية مثل "يوميات مدير عام"، "بطل من هذا الزمان"، تعرف على مسيرته الفنية وحياته في السطور التالية.
حياة بسام لطفي ونشأته
بسام لطفي سليمان أبو غزالة هو ممثل سوري فلسطيني ولد في 1 يناير عام 1940 في مدينة طولكرم الفلسطينية التي تقع في شمال غرب الضفة الغربية لوالد فلسطيني وأم سورية، وتلقى تعليمة في مدارس مدينته طولكرم.
درس لطفي في المدرسة الفاضلية التاريخية في مدينة طولكرم، وكان والده يعمل معلمًا في مدارس المدينة.
لم يُكمل بسام حياته في مدينته التي ولد بها، ففي عام 1948 اتخذ جيش الإنقاذ العربي السوري من مدينة طولكرم مقرًا لها، وشهدت المدينة عدة معارك كبيرة أصيب خلالها عدة جنود عرب وسوريين خلال دفاعهم عن المدينة.
بسبب شدة الإصابات تم إنشاء مستشفى ميداني في المدينة من قبل الأهالي، وكانت والدة بسام إحدى المشاركات في تأسيس المشفى بجانب نساء أخريات في المدينة، كما تطوعت لطهي الطعام للجنود الجرحي.
بعد انسحاب جيش الإنقاذ انتقلت عائلة بسام إلى سوريا على أمل العودة إلى المدينة مرة أخرى بعد حوالي شهر، ولكن استقرت الأسرة في مدينة دمشق في سوريا، ومنها بدأ بسام حياته الفنية من خلال المسرح عام 1957.
عاد بسام مع عائلته إلى مدينة طولكرم لفترة من الزمن، ولكن بسبب نكسة 1967، واحتلال الضفة الغربية قررت الأسرة العودة إلى سوريا والاستقرار فيها.
تزوج الفنان بسام من سيدة من خارج الوسط الفني ولديه منها 3 أبناء أحدهم الفنان إياس أبو غزالة الذي شارك في عدة أعمال فنية، واشتهر في دبلجة بعض الأعمال وخاصة المسلسلات التركية.
وفاته
توفي الراحل بسام لطفي يوم الجمعة الموافق 19 أغسطس عام 2022 في مدينة دمشق عن عمر 82 عامًا، وكانت وصيته أن يدفن في مدينة طولكرم، ولكنه لصعوبة تحقيق ذلك دُفن في مقبرة الدحداح في دمشق يوم السبت 20 أغسطس 2022.
بعد وفاته نعته نقابة الفنانين السوريين، وعدد من الفنانين العرب والسوريين منهم أيمن زيدان، وأمل عرفة، وسلاف فواخرجي وغيرهم.
نعته أيضًا وزارة الثقافة الفلسطيني التي قالت عنه بأن وفاته خسارة كبيرة للدراما العربية وللفن الإسلامي وله مساهمات في العشرات من المسلسلات العربية.
مشواره الفني
بدأ الفنان بسام لطفي مشواره الفني في عام 1957 في دمشق من خلال المسرح، حيث شارك في العديد من الأعمال المسرحية الشهيرة، وساهم في تأسيس عدة مؤسسات فنية في سوريا، منها نادي الشباب العربي، والمسرح القومي السوري، والمسرح العسكري السوري، والمسرح الوطني الفلسطيني.
شارك الراحل كذلك في تأسيس نقابة المهن التمثيلية في سوريا، وعلى الرغم من أنه فلسطيني إلا أنه حصل على لقب "عميد الدراما السورية" لما قدمه طوال مشواره الفني من أعمال هامة وشخصيات خالدة.
بداية من عام 1960 انتقل بسام إلى التلفزيون وشارك في تمثيلية "الغريب"، وبعدها بثلاثة أعوام شارك في مسلسل "ساعي البريد"، وفي الستينيات شارك في الكثير من المسرحيات منها "شعب لن يموت"، و"قسمًا بالدماء"، و"الطريق".
في السبعينيات شارك بسام في فيلم "فدائيون حتى النصر"، وفي العام نفسه شارك في فيلم "رجال تحت الشمس"، وفي عام 1972 شارك في مسلسل "حكايا الليل"، وفيلم "المخدوعون"، و"السكين"، ومسلسل "الدولاب".
في عام 1974 شارك في مسلسل "انتقام الزباء"، وبعدها بعام شارك في فيلم "الرجل الصامد"، و"الاتجاه المعاكس"، وفي عام 1976 شارك في دبلجة مسلسل الرسوم المتحركة "وداعًا يا ماركو".
في عام 1977 قدم بسام لطفي واحد من أهم أعماله الإذاعية التي امتدت لأكثر من 30 عامًا، وهو المسلسل الإذاعي "حكم العدالة" من تأليف هائل منيب اليوسفي، وشارك فيه أماني الحكيم، ونور الدين مارديني، ومروان سباعي، وجرجس جبارة، وحسام عيسى، وعباس الحاوي.
في عام 1981 شارك بسام في فيلم "حب للحياة"، ومسلسل "بأم عيني"، وفي عام 1983 شارك في مسلسل "بيوت في مكة"، وبعدها بعام شارك في مسلسل "المجنون طليقًا"، وفي عام 1988 شارك في مسلسل "دائرة النار"، و"الحريق".
في عام 1989 شارك في مسلسل "المكافأة"، وفي عام 1991 شارك في مسلسل "هجرة القلوب إلى القلوب"، و"عسل الشوك"، و"سحبان السرحان"، و"في عام 1992 شارك في فيلم "أحلام في الهواء".
وفي عام 1993 شارك في الجزء الثاني من مسلسل "أبو كامل"، وبعدها بعام شارك في مسلسل "نهاية رجل شجاع"، و"قريش"، و"حمام القيشاني"، وفي عام 1995 شارك في واحد من أشهر أعماله الفنية وهو مسلسل "يوميات مدير عام" بشخصية أبي شريف بجانب الفنان أيمن زيدان.
في العام نفسه شارك في مسلسل "يوم بيوم"، و"حنظلة أبو ريحانة"، و"أيام أبي المنقذ"، وفي عام 1996 شارك في مسلسل "مدير بالصدفة"، وسهرة تلفزيونية بعنوان "الشجر لا ينبت على الحجر"، و"الحصام"، ومسلسل "إخوة التراب".
وفي عام 1997 شارك كضيف شرف في عدة أعمال منها مسلسلات "تل الرماد"، و"هوى بحري"، ثم شارك في مسلسلات "بنت الضرة"، و"أيام الغضب"، و"الفرارى"، وفي عام 1998 شارم في مسلسل "صرخة ليل طويل"، و"الطويبي"، و"إخوة التراب".
وفي عام 1999 شارك في مسلسل "جواد الليل"، و"بطل من هذا الزمان" بشخصية أبو زهير النايحة"، وفي عام 2000 شارك في مسلسل "ليل المسافرين"، و"أنت عمري"، و"أسرار المدينة".
وفي عام 2001 شارك الفنان بسام لطفي في مسلس "ذي قار"، و"بقعة ضوء"، و"البحث عن صلاح الدين"، وبعدها بعام شارك في "هولاكو"، وفيلم "صورة"، و"صقر قريش"، و"صراع الزمن".
وفي عام 2003 شارك في "مخالب الياسمين"، و"قانون ولكن"، و"ربيع قرطبة"، و"خط النهاية"، و"أيامنا الحلوة"، وبعدها بعام شارك في "قتل الربيع"، وفارس بني مروان"، و"أهل المدينة"، و"التغريبة الفلسطينية"، و"أحلام كبيرة".
شارك في عام 2005 في مسلسل "عياش" وجسد فيها شخصية جد يحيى عياش، كما شارك في مسلسل "المحطة 30"، وبعدها بعام شارك في مسلسل "طعم السفرجل"، و"شمائل عربية".
في عام 2007 شارك في "كوم الحجر"، و"سقف العالم"، و"جرن الشاويش"، وبعدها بعام شارك في مسلسل "مواسم الخطر"، وفيلم "صباح الليل"، ومسلسل "شركاء يتقاسمون الخراب"، و"الخط الأحمر"، و"الحوت".
شارك بعد ذلك في مسلسل "قاع المدينة"، و"رجال الحسم" في عام 2009، وبداية من عام 2010 شارك في أعمال فنية شهيرة منها "ما ملكت أيمانكم"، و"ساعة الصفر"، و"فيلم "دمشق مع حبي"، و"ولادة من الخاصرة"، و"الزعيم"، و"طوق البنات"، و"بانتظار الياسمين".
شارك أيضًا في فيلم "زهرة حلب"، ومسلسل "يا ريت"، و"شبابيك"، وفيلم "دمشق- حلب"، ومسلسل "شوارع الشام العتيقة"، و"باب الحارة"، وآخر عمل فني له كان عام 2020 في مسلسل "حارس القدس".
طوال مسيرته الفنية شارك في أكثر من 100 عمل فني بين المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة.