أكثر من 30 عامًا كانت هي المدة التي متّعنا فيها الأسطورة بروس ويليس بأفلامه المميزة، وأكثر من 100 فيلم شارك فيها، ولكن تنتهي مسيرته الفنية بسبب مرض الحبسة التي أجبرته على الاعتزال ليغيب عنا أسطورة فنية خالدة.
والتر بروس ويليس هو ممثل أمريكي معتزل ولد في 19 مارس في عام 1955 في إيدار أبورشتاين في ألمانيا الغربية، والدته مارلين ألمانية من مدينة كاسل، ووالده ديفيد ويليس كان جنديًا أمريكيًا، وله أخت صغرى اسمها فلورنس، وشقيقان صغيران هما روبرت وديفيد.
بعد تسريح والده من الخدمة العسكرية عام 1975 انتقلت الأسرة إلى مسقط رأس الأب في مارنيز بوينت في نيو جيرسي، وعملت والدته هناك موظفة في أحد البنوك، أما والده فعمل لحامًا، وميكانيكيًا وعاملًا في مصنع.
عانى ويليس في طفولته من التلعثم، وتعرض للتنمر في مدرسته "بنس جروف" الثانوية حيث أطلق عليه زملاؤه لقب "باك باك"، لكنه وجد أن التمثيل قلل من تلعثمه فانضم إلى نادي الدراما، وانتخب فيما بعد رئيسًا لمجلس الطلاب.
تخرج من الثانوية في عام 1973 وبعد التخرج عمل كحارس أمن، كما عمل كمحقق خاص لفترة وبعدها انتقل للعمل في التمثيل.
التحق ببرنامج الدراما في جامعة ولاية مونتكلير، وبعدها تم اختياره للتمثيل في فيلم Cat on a Hot Tin Roof عام 1977، وبعدها انتقل للعيش في مدينة نيويورك، وعمل كنادل في بار.
في عام 2000 بدأ ويليس وشريكه في العمل أرنولد ريفكين بتأسيس شركة إنتاج Cheyenne Enterprises ولكنه ترك لصديقه مسؤولية إدارتها في عام 2007.
تزوج ويليس من الممثلة الأمريكي ديمي مور في 21 نوفمبر عام 1987، وأنجبا ثلاث بنات أشهرهن رومور الممثلة التي ولدت في أغسطس عام 1988، وبعدها أعلن الزوجان انفصالهما عام 2000.
وبعدها كان على علاقة بالممثلة بروك بيرنز ولكنها انفصلا في عام 2004 بعد 10 أشهر، وتزوج فيما بعد عارضة الأزياء إيما همسنج في مارس 2009، ولها منها ابنتان، واحدة من مواليد 2012، والثانية من مواليد 2014.
بدأ بروس ويليس مسيرته الفنية عام 1982 حينما ظهر في المشهد الختامي لفيلم The Verdict، كما عمل كبديل للمثل إد هاريس في مسرحية Fool for Love عام 1983، وبعدها تولى هذا الدور في العام التالي، كما ظهر في إحدى حلقات المسلسل التلفزيوني No Exit.
في عام 1985 نجح في اختبار أداء دور ديفيد أيسون في المسلسل التلفزيوني Moonlighting، حيث تم اختياره من بين 3000 ممثل آخر لهذا الدور، وبسبب دوره في هذا المسلسل في مواسمه الخمسة حصل على جائزة إيمي، وجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل رئيسي.
أما أول بطولة له في فيلم روائي طويل كان في عام 1987 في فيلم Sunset، وفي العام التالي شارك في بطولة فيلم Die Hard وحقق الفيلم نجاحًا تجاريًا كبيرًا وصل لأكثر من 138 مليون دولار أمريكي إيرادات.
وبعدها شارك في بطولة فيلم In Country، كما قدم صوتًا لطفل في الفيلم الأمريكي Look Who's Talking Too، وفي أواخر الثمانينات حقق نجاحًا كبيرًا كمغني أيضًا حيث سجل ألبوم The Return of Bruno، كما شارك في عدة مهرجانات غنائية وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا كمغني.
وفي التسعينات شارك في الجزء الثاني من فيلم Die Hard في عام 1990، وبعدها قدم الجزء الثالث من الفيلم Die Hard with a Vengeance في عام 1995، وحققت تلك الأفلام إيرادات هائلة وصلت لأكثر من 700 مليون دولار ليصبح في المرتبة الأولى بين نجوم هوليوود.
وعلى الرغم من النجاح الكبير لتلك الأفلام إلا أنه عانى من الركود فيما يتعلق بإيرادات الأفلام والنجاح في شباك التذاكر، حيث شارك في بطولة بعض الأفلام التي لم تحقق النجاح المطلوب، ومنها فيلم The Bonfire of the Vanities عام 1990، وفيلم Color of Night
في عام 1994 لعب دور البطولة في فيلم Pulp Fiction، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وفي عام 1996 قام ببطولة فيلم الرسوم المتحركة Beavis and Butt-Head Do America، وفيلم Bruno the Kid.
وعلى الرغم من تلك النجاحات عانى أيضًا من فشل فني متكرر في نهاية التسعينات في أفلام مثل The Jackal، وفيلم Mercury Rising، وفيلم Breakfast of Champions.
ولكن في عام 1998 شارك في بطولة فيلم Armageddon الذي أصبح الفيلم الأكثر ربحًا لهذا العام، وفي العام التالي شارك بصوته في لعبة Apocalypse.
في عام 2000 شارك في مسلسل Friends كضيف شرف وفاز بجائزة إيمي أفضل ممثل ضيف في مسلسل كوميدي، كما تم ترشيحه لجائزة الكوميديا الأمريكية لعام 2001، وشارك في بطولة فيلم The Whole Nine Yards.
كان من المفترض أن يكون ويليس في فيلم Ocean 's Eleven ولكنه لم يشارك في الفيلم، وفي عام 2005 شارك في فيلم Ocean' s Twelve كضيف شرف، وفي العام التالي شارك بصوته في القصة الهزلية Over the Hedge.
وفي العام نفسه شارك مع ابنته رومور في فيلم Hostage، وفي عام 2006 ظهر في فيلم Alpha Dog، وفي عام 2007 ظهر في فيلم Perfect Stranger، وفيلم Live Free or Die Hard.
في عام 2008 شارك في فيلم What Just Happened، وفي العام التالي شارك في فيلم Surrogates المقتبس من كتاب هزلي يحمل الاسم نفسه.
وفي عام 2010 لعب دور البطولة في فيلم Cop Out، كما أصدر أغنية منفردة Stylo، كما شارك في بطولة فيلم RED المقتبس من كتاب هزلي يحمل الاسم نفسه.
وفي عام 2012 لعب دور البطولة في فيلم Moonrise Kingdom، كما شارك في فيلم The Expendables 2 مع سلفستر ستالون، وظهر في فيلم الخيال العلمي Looper، كما لعب دور البطولة في فيلم Fire with Fire.
وفي عام 2013 ظهر في البرنامج الموسيقي الكوميدي Saturday Night Live، ومنذ هذا العام ظهر في سلسلة أفلام الحركة والإثارة الأمريكية The Expendables.
وطوال مسيرته الفنية حققت أفلامه غيرادات ما بين 2 إلى 3 مليارات دولار في شباك التذاكر في أمريكا الشمالية فقط، مما يجعله ثامن أعلى ممثل في دور قيادي من حيث إيرادات الأفلام.
حصل أيضًا على جائز إيمي مرتين كأفضل ممثل، وجائزة غولدن غلوب مرة لأفضل ممثل، كما تم ترشيحه لجائزة ساتورن أربع مرات.
في مارس 2022 أعلنت ابنة الممثلة ويليس أنه مضطر لإنهاء مسيرته الفنية بسبب مشكلات صحية تتعلق بفقدانه القدرة على الكلام، وهو مرض يُعرف باسم "الحبسة" وهو خلل دماغي أكثر شيوعًا يحدث في مرض الباركنسون ويصيب نحو مليوني أمريكي، ويُشخص به 180 ألف شخص بهذا المرض سنويًا.
ويُعتبر مرض الحبسة حالة مدمرة تجعل المريض فاقد القدرة على التواصل، ويجد صعوبة في الكتابة والكلام، وحتى في فهم ما يقوله الآخرون، كما يستخدمون كلمات خارج السياق، ويتحدثون بطريقة متعثرة وغير مفهومة، وبجمل غير كاملة.
ويختلف تأثير الحبسة من شخص لآخر وفقًا لمدى الضرر الذي أصاب الدماغ، فبعض الأشخاص يفقدون قدرتهم على الكلام، ولكنهم يفهمون محتوى الكلام، وهناك أشخاص لا يفهمون الكلام ولا يستطيعون التعبير.
وقال عدد من العاملين المهنيين في قطاع السينما إنهم لاحظوا تراجعًا في قدرات ويليس في التحدث بعد عملهم معه لفترة، وخصوصًا أنه مشوش ويجد صعوبة في تذكر النص.
وبعدها خرجت ابنته الممثلة رومور ويليس بتصريح أحزن محبي الفنان، حينما أعلنت اعتزال والدها بسبب مرض الحبسة الذي جعله غير قادر على استيعاب نصوص أفلامه أو قولها.