إعلامي رياضي، عرف بثقافته الواسعة وتمكنه اللغوي وحضوره القوي على الشاشة، بدأ عمله في الإذاعة كما مارس الصحافة وانتقل إلى التلفزيون ليصبح أحد أشهر المذيعين الرياضيين في الوطن العربي، إنه المذيع السعودي بتال القوس مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
ولد "بتال ساير دغيليب القوس المرشدي العتيبي" في عام 1977، في محافظة عفيف بمنطقة الرياض في السعودية، وبدأ الدراسة في مدارس المنطقة على مدار مختلف المراحل التعليمية حتى التحق بجامعة الملك سعود وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب، ويبلغ من العمر حاليا 45 عاما.
كان بتال يمتلك شغفا بالعمل الإعلامي وكرة القدم منذ الصغر، وخلال مرحلة الدراسة الجامعية قرر العمل في الإعلام وانضم إلى إذاعة الرياض، وفي عام 2000 قدم برنامج "سهرة بلا عنوان".
حقق أول برامج بتال نجاحا جماهيري كبير بسبب حضوره القوي وقدرته على التواصل مع الجماهير عبر الإذاعة بجانب لغته العربية السليمة، وكان ذلك بوابته نحو الشهرة في الأوساط الجماهيرية السعودية.
بعد النجاح الإذاعي انضم بتول إلى القناة الرياضية السعودية، وبدأ بتقديم برنامج "المواجهة" الذي أحدث حالة من الجدل في الإعلام الرياضي السعودي وحقق البرنامج نجاحا كبيرا ليتعرف عليه الجمهور بشكل أكبر بعد ظهوره على الشاشة.
وكانت فكرة برنامج "المواجهة" تقوم على استضافة المسؤولين الرياضيين في المملكة العربية السعودية وطرح القضايا الرياضية بشكل جريء ومناقشتهم فيها ما أدى لانتشار البرنامج بشكل كبير لدى الجماهير السعودية.
وتميز البرنامج باستضافة أشهر رموز الرياضة السعودية سواء المسؤولون أو اللاعبون، ومنهم الأمير نواف بن فيصل، والأمير عبد الرحمن بن سعود، والأمير بندر بن محمد، والأمير ممدوح بن عبد الرحمن بن سعود، وماجد عبد الله وسامي الجابر وياسر القحطاني.
وتم تصنيف برنامج "المواجهة" على أنه أكثر البرامج الرياضية شعبية في الشارع السعودي كما اعتبر سببا في اشتعال المنافسة الرياضية، كما كانت الحلقة التي استضاف فيها الأمير عبد الرحمن بن سعود من أقوى حلقات البرنامج.
في عام 2006 انتقل بتال إلى قناة العربية السعودية ليقدم برنامج "في المرمى" وهو برنامج رياضي اجتماعي يناقش الأخبار والمستجدات على ساحة الكرة السعودية، وبدأت حلقات البرنامج مع كأس العالم 2006 من إعداد وتقديم بتال القوس.
ويعرض البرنامج يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع ويستضيف نجوم الكرة السعودية لمناقشة أهم القضايا الرياضية وحقق البرنامج نجاحا كبيرا أيضا وحظي بمشاهدات واسعة في السعودية وخارجها.
وبجانب برنامج "في المرمى" قدم القوس عددا من البرامج الموسمية على القنوات التلفزيونية السعودية التي ترتبط بالفعاليات الرياضية الشهيرة في السعودية وخارجها.
وقدم في عام 2007 برنامج "آسيا في عيون عربية" لتغطية بطولة آسيا وحقق البرنامج نجاحا كبيرا على الرغم من إذاعته على القناة السعودية الثالثة التي تعتبر قناة سياسية إخبارية ولا تهتم بالأمور الرياضية.
وفي عام 2009 قدم بتال برنامج "كأس القارات بعيون عربية" لتغطية بطول كأس القارات لكرة القدم والتي أقيمت في جنوب إفريقيا، وفي عام 2014 قدم برنامج "المونديال بعيون عربية" لتغطية فعاليات نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل.
وبجانب التقديم التلفزيوني عمل بتال في الصحافة حيث كان محررا في جريدة الاقتصادية السعودية وتولي عددا من المناصب في الجريدة ثم رحل عنها قبل أن يعود مجددا في عام 2012 ويصبح كاتب زاوية رياضية.
كما ترأس تحرير صحيفة "شمس" التي بدأت كجريدة متخصصة في الرياضة، قبل أن تتحول لصحيفة أكثر شمولا، واعتبر أصغر رئيس تحرير لصحيفة مستقلة في الوطن العربي.
ويقيم بتال بشكل شبه دائم في دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب العمل في قناة العربية حيث يعتبر مدير القسم الرياضي في القناة بجانب تقديم برنامجه الرياضي "في المرمى".
طول مسيرته المهنية التي امتدت لنحو 22 عاما كان بتال مرشحا لعدد كبير من الجوائز والتكريمات الرياضية وحصل على عدد منها، حيث فاز بجائزة أفضل مذيع سعودي في عام 2007 في استطلاع جريدة الرياض.
كما فاز بتال بجائزة أفضل مذيع رياضي في عام 2008 في استفتاء مجلة روتانا، وفاز بلقب أفضل مذيع سعودي متفوقًا على زميله المذيع تركي الدخيل، ولقب أفضل إعلامي رياضي عربي متفوقا على مصطفى الآغا وأحمد شوبير.
وحصل على لقب الشخصية الإعلامية الأفضل في العقد الأول من القرن العشرين في استفتاء جريدة الوطن السعودية الذي شارك فيه عدد كبير من الجماهير، كما حصل على جائزة أفضل مذيع من صحيفة الرياضي في عام 2010.
لا تتوفر الكثير من المعلومات عن الحياة الخاصة لبتال حيث يفضل إبعاد أسرته وتفاصيل حياته عن وسائل الإعلام، ولكنه تحدث عن نفسه في أحد الحوارات التلفزيونية حيث قال إن ذكريات طفولته مرتبطة بالدراسة وكرة القدم.
وأضاف أن هناك عدداً من الشخصيات التي أثرت فيه ومنها والده وشقيقه الأكبر الذي كان يهتم به وكان متفوقا في دراسته وحرص على تعليمه اللغة العربية التي كان يتقنها كثيرا.
كما قال بتال إنه متذوق للشعر وتربى عليه في مجالس والده، لكنه لم يكتب الشعر قبل ذلك، وأشار إلى فضل حلقات القرآن عليه في تصحيح مخارج الحروف وصحة اللسان.
وقال بتال إن لاعبه المفضل هو اللاعب فهد الهريفي الذي يعتبره أفضل لاعب خط وسط في تاريخ الكرة السعودية وبعده اللاعب محمد نور، وأضاف أنه كان أول وجه ظهر على قناة الرياضية السعودية بعد النشيد الوطني عام 2003، كما بدأ العمل بمكافأة 600 ريال سعودي عندما كان طالبا وغادر المملكة وراتبه 70 ألف ريال.
وحول رأيه في تنافس الأندية على ضم لاعبي كرة القدم قال بتال: "كل الأندية في كل مكان تتنافس على التوقيع مع لاعبين، هذا الوضع الطبيعي وسوق اللاعبين مثل أي سوق آخر عرض وطلب، واللاعب يختار وفق العرض المالي ومعايير أخرى.
وأضاف "وهذا وضع طبيعي سيستمر كما هو، وليست بطولات بل نجاحات في التفاوض ورغبة اللاعبين، ولا تعني السيطرة التامة على السوق، وستظل هذه الضربات متبادلة بين الأندية ما بقيت كرة القدم".
