اليوم العالمي للكتاب.. ما هو ولماذا يحتفل به العالم؟

في يوم 23 أبريل من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وهو اليوم الذي نعترف فيه بدور الكتاب والمؤلفين المهم في بناء الحضارات ونشر الثقافات، واحتفاء بإنجازاتهم المهمة. لا يعد هذا اليوم يومًا للقراءة فقط، بل للاعتراف بدور الكتب في تغيير المجتمعات وصياغة العقول، فما هو اليوم العالمي للكتاب، ولماذا يتم الاحتفال به، وما هي الأنشطة والفعاليات التي تقام فيه.. كل هذه المعلومات وأكثر تجدها في هذا المقال.

ما هو اليوم العالمي للكتاب؟

اليوم العالمي للكتاب، ويُعرف أيضًا باسم اليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر والتأليف، هي مناسبة عالمية يتم الاحتفال بها في يوم 23 أبريل من كل عالمة من تنظيم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وهدفها تعزيز ثقافة القراءة، والتوعية بأهمية حقوق المؤلفين، وتشجيع صناعة النشر.

وفي هذا اليوم، تتم العديد من المبادرات والفعاليات للتشجيع على القراءة ودعم حقوق الناشرين والمؤلفين، ولعل أبرز تلك المبادرات مبادرة "عاصمة الكتاب العالمية" التي تنظمها اليونسكو سنويًا بالتعاون مع ممثلين عن القطاعات الكبرى في مجال النشر وصناعة الكتب.

متى بدأ الاحتفال بيوم الكتاب العالمي؟

تم الاحتفال بهذه المناسبة لأول مرة في 23 أبريل عام 1995، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مناسبة عالمية يتم الاحتفال به في كل أنحاء العالم، ما عدا بريطانيا وأيرلندا، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم في شهر مارس.

سبب اختيار يوم 23 أبريل

أما  عن سبب اختيار يوم 23 أبريل ليكون يومًا عالميًا للكتاب، فتعود القصة إلى أوائل القرن العشرين، حينما اقترح الناشر الإسباني فيسينتي كلافيل، صاحب دار نشر اسمها سرفانتس في برشلونة، عام 1992، تخصيص يوم للاحتفال بالمؤلف الإسباني ميغيل دي سرفانتس

وقع الاختيار في البداية على تاريخ ميلاده في السابع من أكتوبر، لكن تم تغيير اليوم لاحقًا في عام 1930 ليناسب تاريخ وفاته في 23 أبريل، ليتم تخليد اسمه في الذاكرة الثقافية الإسبانية وحول العالم كذلك.

وتزامن يوم الكتاب في إقليم كتالونيا مع احتفال شعبي اسمه "عيد القديس جورج"، لذا تم دمج الحدثين معًا في تقليد عرف باسم "يوم الكتب والورد"، وفيه يهدي الناس بعضهم بعضًا الكتب والورود.

وفي عام 1995، قررت اليونسكو توثيق هذا اليوم كيوم عالمي، لكنها لم تختر تاريخ 23 أبريل بشكل عشوائي، فبالإضافة إلى سرفانتس، يعد يوم 23 أبريل ذكرى وفاة الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، والمؤرخ والشارع الإنكا غارسيلاسو دي لا فيغا.

الجدير بالذكر إن إسبانيا، عند وفاة ثيرفانتس، كانت تستخدم التقويم الغريغوري، بينما تستخدم إنجلترا التقويم اليولياني، وهذا يعني أن تاريخ وفاة شكسبير جاء بعد وفاة سرفانتس ب10 أيام، وذلك وفقًا للتقويم الحديث المستخدم حاليًا.

ما هو الهدف من اليوم العالمي للكتاب؟

قررت اليونسكو الاحتفال باليوم العالمي للكتاب احتفاء بالقوة الخفية للكتابة والكتب، وقدرتها على نسج الروابط بين الأزمة، والتقريب بين الثقافات وجمع الأجيال. لا تعتبر اليونسكو الاحتفال بهذا اليوم مجرد احتفالا رمزي، بل مناسبة سنوية هدفها تجديد العهد متعة القراءة وبهجة المعرفة.

أما الهدف الأسمى من هذه الفعالية الثقافية التي ترعاها اليونسكو هو تعزيز ثقافة القراءة بين الناس، وتقدير الكتاب كأداة حضارية تمنح الإنسان فرصة للمعرفة والتأمل، فالكتاب ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل جسر يربط الماضي بالحاضر.

فعاليات اليوم العالمي للكتاب

خلال اليوم العالمي للكتاب، تنتشر العديد من الفعاليات والمبادرات للاحتفاء بهذا اليوم، ولعل أبرز هذه المبادرات التالي:

مبادرة العاصمة العالمية للكتاب

هي مبادرة تنظمها اليونسكو تعمل فيها بالشراكة الجهات الفاعلة في عالم النشر حول العالم، مثل المكتبات ودور النشر وبائعي الكتب لاختيار "العاصمة العالمية للكتاب"، وهي مبادرة تمنحها المنظمة سنويًا لمدينة تلتزم طوال عام كامل بتنظيم مبادرات وبرامج هدفها تعزيز القراءة ونشر الثقافة بين سكانها، حتى تصبح نموذجًا يحتذى به في احتضان الفكر والإبداع.

اعتمدت اليونسكو  هذه المبادرة لأول مرة في عام 2001، وأطلق على مدينة مدريد اسم أول مدينة لعاصمة الكتاب العالمية. تتألف اللجنة القائمة على اختيار المدينة من اليونسكو، والرابطة الدولية للناشرين، والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، والمنتدى الدولي للمؤلفين، والاتحاد الدولي لبائعي الكتب.

مبادرة مكتبات بلا حدود

بهدف تعزيز القراءة، تنظم اليونسكو حملة سنوية هدفها جمع الكتب لصالح منظمة "مكتبات بلا حدود"، وهي منظمة غير حكومية هدفها تعزيز وصول الفئات الفقيرة إلى التعليم والثقافة.

شبكة المدن الحضرية

شبكة المدن الحضرية هي مبادرة من منظمة اليونسكو هدفها دعم الدول الأعضاء في تحقيق خطة عام 2030 من خلال المدن الأعضاء، من خلال تعزيز السياسات والاستراتيجيات القائمة على الثقافة والإبداع على مستوى لمدينة.