حفرت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد اسمها بأحرف من ذهب في سماء الشعر العربي في الإمارات والخليج العربي، فقد ظهرت موهبتها الشعرية في سن مبكرة وأصدرت عدة روايات لاقت رواجًا كبيرًا في الوطن العربي ما جعلها من أبرز الأصوات النسائية في الوطن العربي وصاحبة تجربة شعرية صادقة ومميزة، تعرف أكثر على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي الهنوف محمد؟
هي شاعرة إماراتية ولدت في دبي وتعد واحدة من أهم الشاعرات في الإمارات والخليج العربي شغلت سابقًا السيدة منصب رئيس اتحاد أدباء وكتاب الإمارات.
بدأت الهنوف مسيرتها الشعرية في سن مبكرة، حيث كتبت الشعر منذ أن كانت بعمر 15 عامًا وقد تميزت تجربتها الشعرية بالصدق والعمق والبساطة، كما عبرت عن قضايا المرأة وتجاربها في الحياة بشكل صادق في أشعارها.
على الرغم من موهبتها فإنها تعتبر من الشعارات المقلات في نشر الأعمال الأدبية، فهي تؤمن بصدق التجربة، فلا تحب أن تنشر العديد من الدواوين لمجرد أن تظل حاضرة على الساحة الشعرية وإنما تنشر دواوينها بتأنٍ.
واختلفت الموضوعات التي تتناولها الهنوف في شعرها ما بين الإنسانية والعاطفية والاجتماعية وغيرها من الموضوعات وقد تم اختيارها سفيرة الإبداع الفكري والثقافي لدول مجلس التعاون الخليجي العربي، كما أنها تشغل منصب نائب الأمين العام في مجلس الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب.
وبجانب الشعر لدى الهنوف إسهامات في مجال المسرح فقد نشطت في هذا المجال منذ سنوات وتشغل حاليًا منصب أمين السر العام لمسرح دبي الوطني، كما شاركت في العديد من المهرجانات المسرحية.
دراستها
درست الهنوف الأدب الإنجليزي في جامعة الإمارات، وبدها حصلت على رسالة الماجستير في تخصص الترجمة التحريرية من جامعة سانت جوزيف في لبنان.
خلال دراستها برزت الهنوف في مجال الترجمة، فقد ترجمت العديد من القصائد الشعرية لشعراء بارزين منهم شهاب غانم وغانم السامرائي وغيرهم، كما برزت في مجال ترجمة المسرحيات أيضًا.
بداية تجربتها الشعرية
أحبت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد الشعر منذ صغرها، وقد بدأت كتابة الشعر في سن 11 عامًا ولكنها لم تكن مدركة لحدود موهبتها، وقد تأثرت بقصائد الفنانين في ذلك الوقت وخاصة القصائد التي غناها الفنان البحريني خالد الشيخ.
تأثرت الهنوف بكبار الشعراء العرب منهم بدر شاكر السياب ونزار القباني وقد انجذبت بشكل خاص للقصائد التي تتحدث عن موضوعات إنسانية أو صوفية فانجذبت بشكل خاص إلى قصائد الحلاج وابن عربي وغيرهم من شعراء التصوف.
كان لبيئتها المحلية دور مهم وتأثير كبير على ذائتها الشعرية، فقد نشأت بين البحر والصحراء وأثرت هذه البيئة على مصطلحاتها وأفكارها في القصائد التي ألفتها.
واصلت الهنوف في كتابة الشعر إلا أن صقلت موهبتها الشعرية خلال مرحلة الدراسة في جامعة الإمارات، وفي هذه الفترة نشرت ديواناها الأول الذي حمل اسم "سماوات" ويعتبر بمثابة بداية حقيقية لها في عالم الشعر.
ضم ديوانها الأول قصائد تتناول مموضوعات مختلفة مثل الوجود والذات والتأمل وكتتبها كلها بروح صوفية، وقد كتبت ديوانها على شكل قصيدة النثر، حيث تأثرت بتجارب مبدعين عرب في هذا النمط الشعري والذي اعتبرته تمردًا على ما هو سائد.
دواوين الهنوف محمد
أصدرت الشاعرة الهنوف محمد عدة دواوين شعرية ولكنها لا تحب أن تنشر العديد من الدواوين لإيمانها بأهمية صدق التجربة الشعرية، لذا فهي تحاول أن تقلل معدل النشر لتصدر ديوانًا جديدة كل 10 سنوات تقريبًا.
نشرت الهنوف أول قصيدة لها بعنوان "تراتيل نوارس" وكانت بعمر 15 عامًا مع الشاعر الإعلامي مسعود أمر الله والشاعر الإعلامي إبراهيم الملا، ثم كانت لها تجربة أدبية أخرى تحت اسم "النوارس 20" ثم تجربة أخرى بعنوان "رؤى".
من دواوينها المميزة ديوان "جدران" وهو ديوان اعتبرته ردًا على كل من وصموها بالمرأة العاقر، وقد وصفت هذا الديوان بأنه "رسالة إلى طفلها الذي لم يولد به" ونجد في أبيات وقصائد هذا الديوان ممزوجة بمشاعر الحسرة والأمل.
من دواوينها المميزة أيضًا ديوان "سماوات" وهو أول ديوان لها، كما صدر لها ديوان بعنوان "ريح يوسف"، كما صدر لها الأعمال الشعرية الكاملة.
رحلتها في اليابان
في عام 2015، اختارت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الشاعرة الإماراتية كأول مشاركة في مبادرة «برنامج دبي الدولي للكتابة» ضمن فئة «تبادل الكتّاب».
سافرت الشاعرة إلى اليابان، حيث خاضت تجربة جديدة ومختلفة، تعرفت من خلالها على أشكال جديدة من الأدب، ورصدت حياة الشعب الياباني، وهذه التجربة مكنتها من الدخول في مجال أدبي جديد وهو أدب الرحلات، حيث أصدرت كتاباً بعنوان «الطريق إلى اليابان». ورغم تحولها إلى السرد، احتفظت بأسلوبها الشعري في هذا العمل، الذي يعكس تجربتها بأسلوب سردي مميز.
تحدثت فيها عن الحياة في اليابان من خلال 3 محاور أساسية قارنت فيها بين الشخصية الإماراتية واليابانة والثقافة في البلدين وعلاقة الشعب الياباني بالشعر، كما تناولت التاريخ الياباني باختصار.
من تجاربها المميزة في الكتابة النثرية كتاب "فامشوا في مناكبها" وهي عبارة عن مجموعة قصص حقيقية عاشتها الشاعرة الهنوف في حياتها ورصدتها وصاغتها بطريقة أدبية مميزة.
أعمالها في المسرح
للشاعرة الهنوف محمد إسهامات مهمة في مجال المسرح، فهي تشغل منصب أمين السر العام لمسرح دبي الوطني وقد شاركت في العديد من المهرجانات وساهمت في دعم الشباب الموهوبين من خلال تنظيم الورش والمحاضرات والأنشطة المتعلقة بفن المسرح من إخراج وتمثيل وكتابة وديكور وإضاة وغيرها.
نشطت الهنوف كذلك في مجال ترجمة المسرحيات، وقد ترجمت عدد من المسرحيات، كما أعلنت عن نيتها ترجمة 10 مسرحيات ونشرها في كتاب مستقبلًا.
الهنوف محمد سفيرة الإبداع الفكري والثقافي
في عام 2017 حصلت الشاعرة الهنوف محمد على لقب سفيرة الإبداع الفكري والثقافي ال دول التعاون من قبل الرابطةا لدولة للإبداع الفكري والثقافي في باريس وذلك بسبب مسيرته الثقافية الملهمة في منطقة الخليج العربي وإسهاماتها في مجال دعم الحركة الثقافية والفكرية محليًا وإقليميًا.
اختيارها رئيسة اتحاد كتاب الإمارات
في عام 2019 أعلن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عن اختيار الشاعرة الهنوف محمدة رئيسة للاتحاد خلفًا للشاعر الراحل حبيب الصايغ، ثم تم اختيارها نائبة للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب.