الفوائد العلمية لخسوف القمر الكلي

ذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن خسوف القمر الكلي يقدم العديد من الفوائد العلمية، موضحة أنه يعد هو فرصة لتحليل كيفية تأثير الغلاف الجوي للأرض على الضوء.

وقالت الجمعية إنه مع مرور ضوء الشمس عبر غلافنا الجوي، وانكساره على القمر أثناء خسوف القمر الكلي، يمكن للعلماء دراسة تكوين الغلاف الجوي وخصائصه.

وأوضحت أنه من خلال مراقبة لون القمر المخسوف وسطوعه، يمكن للباحثين جمع بيانات عن وجود الهباء الجوي والغبار والجسيمات الأخرى في الغلاف الجوي، لافتة إلى أن هذه المعلومات يمكن أن تساهم في فهم أفضل لتغير المناخ، وديناميكيات الغلاف الجوي.

وبينت فلكية جدة أن تأثير القمر الأحمر يحدث بسبب تشتت رايلي، مشيرة إلى أن هذه هي نفس الظاهرة التي تجعل غروب الشمس أحمر اللون.

وأكملت أن رصد درجة اللون الأحمر، يمكن أن أن يعطي العلماء معلومات عن الحالة الحالية للغلاف الجوي للأرض.

وأردفت الجمعية إنه يمكن أيضاً استخدام البيانات التي يتم جمعها أثناء خسوف القمر، في تنقيح وتحسين نماذج الغلاف الجوي، والتي تعتبر ضرورية للتنبؤ بأنماط الطقس والمناخ.

وتابعت أن قياس محتوى الهباء الجوي (الغاز والرماد) البركاني في طبقة الستراتوسفير، يعد أمراً مهماً علمياً، نظراً لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض، وذلك من خلال تحليل لون وسطوع الخسوفات القمرية التي رصدت حديثاً.

وأفادت فلكية جدة أنه إذا كان الخسوف مظلماً، فهذه علامة على وجود الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير، موضحة أن هذه جسيمات يمكنها عكس أشعة الشمس وتبريد الكوكب.

ونوهت إلى أنه إذا كان الخسوف ساطعاً، فهذا يشير إلى أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، مما يسمح لضوء الشمس بتدفئة الكوكب.

وأشارت الجمعية إلى أن انخفاض الهباء الجوي البركاني، وزيادة غازات الاحتباس الحراري بشكل متساو، قد ساهم في إجمالي الاحترار العالمي، وهو ما تم رصده في سجلات درجات الحرارة الموثقة بالأقمار الصناعية على مدى نصف قرن.

وأضافت أنه أثناء الخسوف الكلي، يبرد سطح القمر بسرعة، حيث يفقد حوالي 140 درجة مئوية في دقائق.

واختتمت فلكية جدة منشورها بذكرها أنه سيتم مراقبة هذا التبريد السريع، لافتة إلى أنه بناء على مدى سرعة تبريد القمر، يمكن للبيانات أن تكشف عن حجم وكثافة الصخور على سطحه، مما يساعد في فهم أفضل لتكوين وخصائص سطح القمر.