الشخصية الاعتمادية.. عندما يصبح البالغون كالأطفال

  • Qallwdallbronzeبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: السبت، 06 فبراير 2021 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
الشخصية الاعتمادية.. عندما يصبح البالغون كالأطفال

تراود البعض أحيانا الرغبة في الاعتماد على فرد من الأسرة أو صديق مقرب من أجل حل أزمة معقدة أو ربما لمجرد الشعور بالاطمئنان والراحة، ولكن ماذا لو كانت تلك الرغبة دائمة بشكل مرضي؟ هذا ما نجيب عنه عبر الكشف عن تفاصيل الشخصية الاعتمادية بما تحمل من اضطرابات.

الشخصية الاعتمادية

تصنف الشخصية الاعتمادية من قبل خبراء الصحة النفسية باعتبارها اضطراب يؤثر على صاحبه من جميع النواحي، حيث يمنعه من اتخاذ الخطوات وحده دون مساندة، فيما يصيبه بالتوتر والقلق الشديد عندما لا يجد الدعم.

يفرق العلماء بين المعاناة من القلق بصورة طبيعية عند الجلوس في عزلة عن الآخرين، وبين المعاناة من اضطراب الشخصية الاعتمادية، حيث يؤكدون أنه في الحالة الثانية يصبح الحصول على مشاعر الطمأنة والتقبل هو الحل الوحيد للاستمرار، فيما تشهد سنوات البلوغ الأولى أو المتوسطة بدء ظهور الأعراض التي نوضحها الآن.

علامات الشخصية الاعتمادية

يتمثل العرض الأول من أعراض الشخصية الاعتمادية، في التعامل مع الأمور بشكل من الخضوع، حيث يبقى الاعتماد على الأصدقاء أو العائلة هو الخيار الدائم عند اتخاذ القرارات، كما يستحيل التقدم أو التطور ولو لخطوات بسيطة دون الحصول على الدعم والتشجيع من المحيطين.

يعاني المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية من مشاعر العزلة والقلق الشديد عند التواجد وحده، حيث تنتابه المخاوف وربما يعاني حينها من نوبات الهلع أو فقدان الأمل، فيما يصاب بالألم النفسي عند شعوره بعدم التقبل من الآخرين، لذا تجده شديد الحساسية تجاه كلمات النقد.

يعتبر الخوف من التعرض للرفض من قبل أي شخص، هو أكبر المخاوف المسيطرة على عقلية هذه الشخصية، بدرجة تجعله يشعر أنه بالفعل غير مقبول على الصعيد الاجتماعي كونه يعاني من حالة الهجر العاطفي، علما بأن الظهور بصورة ساذجة يعد واردا أيضا.

سر المعاناة من الشخصية الاعتمادية

لا يوجد سبب واحد وراء الإصابة بهذا الاضطراب، إذ يمكن للشخصية الاعتمادية أن تظهر عند المعاناة من التجاهل التام في الصغر، تماما مثلما يؤدي التعرض للمعاملة السيئة حينها وفي بعض الأحيان إلى الأزمة نفسها.

كذلك تبدو المعاناة من ملامح الشخصية الاعتمادية واردة للغاية، عند النشأة وسط آباء يحرصون على حماية الابن بصورة مبالغة، ليقلل ذلك من فرصة تمتعه بالاستقلالية ويدفعه لأن يكون دائم الاعتماد على من حوله.

لا يمكن تجاهل دور العوامل الوراثية أحيانا في نمو الشخصية الاعتمادية، حيث يرى خبراء علم النفس أن وجود تاريخ مرضي من الاضطرابات النفسية تحديدا لدى عائلة ما، يزيد من فرص إصابة الأجيال اللاحقة بالاضطرابات التي يعد اضطراب الشخصية الاعتمادية واحدا منها.

كيفية التعامل مع الشخصية الاعتمادية

يتطلب الأمر تشجيع الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب، على زيارة الطبيب النفسي دون تأجيل، حيث يمكن للعلاج أن يقلل كثيرا من أعراضه، فيما يؤدي تجاهل العلاج إلى المعاناة من مضاعفات أخرى، مثل اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب الشخصية التجنبية، أو الاكتئاب.

في العادة، يلجأ الطبيب النفسي إلى بعض جلسات التحدث أملا في أن يدرك المريض تفاصيل أزمته جيدا، قبل أن يعلمه كيفية بناء العلاقات السليمة مع الآخرين، وكيفية تحسين مستوى احترام وحب الذات لديه، علما بأن العلاج بتلك الطريقة يعتبر قصير الأجل حتى لا يعتمد المريض على طبيبه.

يعتبر الحصول على بعض الأدوية العلاجية من الأمور غير المستبعدة أيضا، إلا أن الطبيب يترك هذا الحل كخيار أخير في أغلب الأحيان، وخاصة وأن الحصول على علاجات الاكتئاب والقلق قد يصبح من عادات المريض التي لا يمكنه الاستغناء عنها بمرور الوقت، مع الوضع في الاعتبار أن الحصول على دواء ما لمقاومة نوبات الهلع مثلا هو أمر وارد.

في الختام، تبدو المعاناة من الشخصية الاعتمادية مزعجة ومؤلمة على الصعيد النفسي، سواء بالنسبة للمصاب بها أو للمحيطين به، لذا ينصح بتحفيز المصاب بهذا الاضطراب على زيارة الطبيب النفسي فورا، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة