الشاعر محمد عبد الحي.. شاعر الهوية والجذور في السودان

شاعر
  • معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      محمد عبد الحي

    • اسم الشهرة

      الشاعر محمد عبد الحي.. شاعر الهوية والجذور في السودان

    • الفئة

      شاعر

    • اللغة

      العربية، الإنجليزية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      11 أبريل 1944 (العمر 45 سنة)
      الخرطوم، السودان

    • الوفاة

      23 أغسطس 1989
      الخرطوم، السودان

    • التعليم

      دكتوراه - جامعة أكسفورد

    • الجنسية

      السودان

    • بلد الإقامة

      السودان

    • الزوجة

      عائشة موسى السعيد

    • سنوات النشاط

      1960 - 1989

  • معلومات خفيفة

    • البرج الفلكي

      برج الحمل

السيرة الذاتية

يعد الشاعر السوداني محمد عبد الحي من الشعراء المميزين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في المشهد الأدبي والشعري في السودان والوطن العربي، فقد تميز بأسلوبه الشعري الذي مزج بين التراث السوداني الأفريقي والعربي والإسلامي، وتأثر بالتيارات الأدبية العالمية، كما أنه أحد أهم مؤسسي تيار "الغابة والصحراء" الذي يعد من أبرز التيارات الأدبية في السودان، في السطور التالية  تعرف على مسيرته وحياته.

من هو الشاعر محمد عبد الحي؟

هو شاعر وأستاذ الأدب المقارن في السودان، ولد في 11 أبريل عام 1944 في العاصمة السودانية الخرطوم، وهو أحد أهم رواد الشعر في السودان، وأهم رواد التجديد في الشعر العربي.

بدأ عبد الحي مسيرته الأدبية منذ فترة شبابه، حيث انخرط بالحراك الثقافي في السودان، وارتبط بعدة جماعات أدبية كانت مهتمة بتطوير الأدب في السودان، وقد درس في السودان، ثم أكمل دراسته في الخارج، وقد أثرت تجربته بالدراسة في الخارج على رؤيته الأدبية.

عاد عبد الحي إلى السودان،  وواصل مسيرته كأستاذ جامعي وشاعر، وخلال حياته نشر العديد من الدواوين الشعرية التي جسدت محاولته الحثيثة في التجميع بين التراث والحداثة، والجمع بين الهوية المحلية والتأثيرات العالمية.

يعد عبد الحي من أهم مؤسسي تيار الغابة والصحراء، وهو تيار أدبي اهتم بالتوفيق والمزج بين الهوية العربية والأفريقية للسودان من خلال مجموعة من المؤلفات والأعمال الشعرية.

تميز عبد الحي بإنتاج أعمال شعرية استكشف فيها الجذور التاريخية لبلده السودان، وأضاف إليه بعدًا فلسفيًا يعكس أزمة الهوية التي يعانيها المثقف السوداني المعاصر.

عشق للشعر والكتابة منذ الصغر

ولد الشاعر محمد عبد الحي في العاصمة السودانية الخرطوم، وقد نشأ في عائلة مهتمة بالعلم والثقافة، فخاله سعد الدين فوزي هو أول عميد لكلية الاقتصاد في جامعة الخرطوم عام 1955، أما جده لوالدته، فقد كان شاعرًا.

كان والد عبد الحي يعمل مهندسًا في مصلحة المساحة، وقد أجبره العمل إلى التنقل في مختلف أقاليم السودان، لذا عاش عبد الحي في عدة أقاليم سودانية، وانعكس كثرة التنقل والتعرف على الثقافات والهويات السودانية في كل منطقة عاش فيها على أعماله وأشعاره فيما بعد.

كان لوالدة الشاعر عبد الحي تأثير كبير على نشأته الثقافية، فقد كانت تشجعه على القراءة، وقد كان عبد الحي قارئًا نهمًا منذ نعومة أظافره، فعكف على قراءة المجلات وكتب الأطفال، ثم أصبح يكتب في الصحف الحائطية، وبعدها بدأ بكتابة الأبيات الشعرية عن الحياة والطبيعة مستلهمًا من بيئته أفكاره ومصطلحاته.

عندما علم والده بأنه يكتب الشعر نهاه خوفًا على تأثير الشعر على مستواه الدراسي، لكن ذلك لم يمنع عبد الحي من كتابة الشعر في الخفاء دون علم والده، وقد نشرت كتاباته في عدد من الصحف السودانية، ووصل أثرها إلى لبنان.

وافق والده على استمرار ابنه في الكتابة بعدما زار سفير السودان في لبنان، جمال محمد أحمد، منزل والده، وأخبره أن عددًا من المثقفين في لبنان مهتمون بكتابات عبد الحي.

الشاعر محمد عبد الحي.. شاعر الهوية والجذور في السودان

تعليمه

تلقى الشاعر محمد عبد الحي تعليمه في المدارس في السودان، وقد التحق بمدرسة حنتوب الثانوية، التي كانت حينها من أهم المدارس السودانية، وخلال المدرسة كان قد ألف عددًا من قصائده الشهيرة.

التحق عبد الحي بعدها بجامعة الخرطوم، حيث تم قبوله في كلية الطلب، لكنه اختار الالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتخرج عام 1967. سافر عبد الحي إلى إنجلترا لإكمال الدراسات العليا في جامعة ليدز، وحصل على درجة الماجستير، وكانت أطروحته عن شعر الشاعر الاسكتلندي أدوين مويير بعنوان "الملاك والفتاة: الضرورة والحرية".

حصل عبد الحي على درجة الدكتوراه عام 1972 من جامعة أكسفورد، وكانت أطروحته بعنوان "التفكير والتأثير الإنجليزي والأمريكي على الشعر العربي الرومانسي"، وقد ترجمت أرملته كتابه إلى العربية عام 1982.

زوجة محمد عبد الحي

تزوج الشاعر محمد عبد الحي بالأكاديمية والناشطة الحقوقية السودانية عائشة موسى السعيد، له 4 أبناء. عملت زوجته على إحياء أعمال زوجها، فقد ترجمت رسالته إلى الدكتوراه في الثمانينات بناء على وصيته.

كانت زوجته عضوًا في مجلس أمناء لجنة جوائز الطيب صالح العالمي، كما عملت كأستاذة جامعية في عدة جامعات سعودية، وقد تم ترشيحها من قبل تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان عام 2019. عملت عائشة في الترجمة أيضًا.

الشاعر محمد عبد الحي.. شاعر الهوية والجذور في السودان

قصائد الشاعر محمد عبد الحي

بدأ الشاعر محمد عبد الحي في نشر قصائده خلال المدرسة الثانوية، فقد نشر قصيدته الشهيرة "سنار" في عامه الثالث، كما كتب قصيدة "عريس المجد" وهي قصيدة رثاء للشهيد أحمد القرشي طه أول شهيد في ثورة أكتوبر السودانية عام 1964

واصل عبد الحي كتابة الشعر في الجامعة، وقد كان يلقي قصائده في الندوات داخل الجامعة وخارجها، ونشرت قصائده في المجلات والصحف السودانية، منها "صحيفة الرأي العام".

في عام 1963، نشرت له قصيدة "العودة إلى سنار" التي حققت شهرة واسعة، ونشرت في عدة صحف عربية، منها مجلة الشعر المصرية، ومجلة شعر اللبنانية، وهي القصيدة التي حققت له شهرة عربية.

كانت هذه القصيدة من الأعمال الأولية لتيار "الغابة والصحراء" وهو التيار الذي شارك في تأسيسه بمشاركة عدد من الشعراء في السودان، منهم الشاعر يوسف عيدابي، والشاعر النور عثمان أبكر، والشاعر محمد المكي إبراهيم وغيرهم.

ألف عبد الحي مجموعات شعرية منها "حديثة الورد الأخيرة"، وقد نشر له ديوانين، وهما "الله في زمن العنف"، و"أقنعة القبيلة"، ومن أشعار محمد عبد الحي قصيدته الشهيرة "العودة إلى سنار"، ويقول فيها:
افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة

افتحوا أبواب المدينة

بدوي أنتَ؟.. لا

من بلاد الزَنج؟ ...لا

أنا منكم. تائه عاد يغنِي بلسان

ويصلَي بلسان

من بحار نائيات

لم تنر في صمتها الأخضر أحلام المواني

مسيرته المهنية

عمل الشاعر محمد عبد الحي مساعد تدريس في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة الخرطوم عام 1967، وبعدها عُين أستاذًا للأدب المقارن والأدب الإنجليزي في الجامعة نفسها بداية من السبعينات حتى وفاته.

عمل عبد الحي مقدمًا لعدة برامج إذاعية منها "أقنعة القبيلة"، كما أنه واصل كتابة الشعر، ونشرت له ترجمات في عدد من الدوريات المحلية والعربية، مثل مجلة الدوحة، والأيام، والرأي العام.

ترجم عبد الحي إلى العربية عدة قصائد لعدد من الشعراء منهم الشاعر البريطاني إليوت. ألف عبد الحي عددًا من الكتب والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية، منها "الرؤيا والكلمات"، وهي دراسة عن شعر التجاني يوسف بشير.

أسس عبد الحي مجلة الآداب في جامعة الخرطوم، وكان أول رئيس تحرير لا، كما كان يعمل محررًا للملحق الثقافي في صحيفة الرأي العام مع صديقه يوسف عيدابي.

مرضه ووفاته

أصيب الشاعر محمد عبد الحي بجلطة دماغية عام 1980 عانى بسببها إلى فقدان ذاكرته، وعدم قدرته على الكلام باللغات التي تعلمها حتى لغته الأم العربية. أجرى في العام نفسه عملية جراحية في القلب في لندن، وتماثيل للشفاء بشكل تدريجي، وبدأ في تعلم القراءة والكتابة مرة أخرى، حتى تجاوز مرحلة الإعاقة، وعاد للعمل في الجامعة، وخلال فترة مرضه، أصبح عبد الحي شديد التدين.

في عام 1987، أصيب مرة أخرى بجلطة في الدماغ في بريطانيا؛ مما أدى إلى الشلل، وتوفي في 23 أغسطس عام 1989؛ بسبب المرض نفسه عن عمر 46 عامًا.