أمير الراي الصغير وواحد من أبرز مغنيي الراي في الجزائر، تعرف المغني الفرنسي من أصل جزائري الشاب فضيل إلى موسيقى الراي من قبل جدته التي كانت تقدم عروضًا غنائية بانتظام في وهران وتلمسان، ومنها بدأ شغفه بالفن والموسيقى، فبدأ مسيرته الفنية في التسعينيات ولاقت أغانيه رواجًا واسعًا، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة الشاب فضيل ونشأته
فضيل بيلوي هو مغني فرنسي من أصل جزائري ولد في 6 يونيو عام 1978 في العاصمة الفرنسية باريس، ونشأ وترعرع في مدينة مونت لا جولي إحدى ضواحي باريس.
تعود أصول فضيل إلى مدينة تلمسان في الجزائر، فقد ولد والده في مدينة الشلف غرب الجزائر وكان يعمل في مصنع، ووالدته كانت تعمل في التنظيف، وقد نشأ في عائلة كبيرة، فلديه سبعة أخوة، ووالده كان يعمل عامل نظافة في فرنسا.
عشق فضيل الموسيقى منذ صغره، وقد سُحر بموسيقى الراي حينما استمع إلى جدته وهي تغنيها عندما كان في سن الثانية عشرة، وبعدها بدأ يفكر في أن يتجه إلى مسار الفن.
رغم شغفه بالفن درس فضيل المحاسبة وبعدها تخلى عنها للتركيز على مسيرته الموسيقية، وأبدع في موسيقى الراي والمعلوف والريغي وغيرها.
في بداية حياة الفنية رفض والده احترافه الفن لأنه كان يريد حمايته، حيث اعتقد أن الفن سهرات وملاهي ليلية ولا يرغب له بأن يفسد، ولكنه غير موقفه عام 1986 عندما تعاقد مع إحدى شركات الإنتاج، وكان في عمر السابعة عشر.
ابن عمه هو الممثل الكوميدي رشيد كلوش وهو منتج أفلام فرنسي ولد في مانتس لا جولي، كما أنه صهر الممثل ومنتج الأفلام الفرنسي تشارلز أزنافور.
زواجه ومحاولته الانتحار
تزوج الشاب فضيل من السيدة المغربية أنيسة رياح، ولديه منها ابن اسمه إنزي ولد عام 2002، وابنته يانا التي ولدت عام 2010.
لم يكن زواجه سلسًا فقد انفصل عن زوجته وتعرض لأزمة نفسية سيئة بعد انفصاله وحاول الانتحار بسبب الضغوط النفسية التي واجهها، ودخل إلى مستشفى الأمراض النفسية بعد أن تعرض لانهيار عصبي.
وقد تحدث فضيل بشكل صريح عن الفترة الصعبة التي مر بها في أحد البرامج، حيث قال إنه حاول الانتحار بعد أن أصبح يتعاطى المخدرات والخمور فضلًا عن مشاكله العائلية ومعاملة والدته له على أنه طفل صغير.
كل هذه الضغوطات جعلته يبتعد عن الفن والحفلات لفترة طويلة وحاول الانتحار بإلقاء نفسه من الشرفة بعد أن أصبح وحيدًا، وبعدها دخل مستشفى الأمراض النفسية لمدة 15 يومًا.
مشواره الفني
بدأ الشاب فضيل مشواره الفني وهو في عمر الـ12 عامًا، فبعد أن تعرف على موسيقى الراي قرر أن ينضم إلى فرقة "نجوم الراي" التي كانت تحيي حفلات الزفاف، وكانت جدته هي المسؤولة عن تعليمه إيقاعات الراي التقليدية خلال العطلات الصيفية في الجزائر.
وبمشاركته الغناء في حفلات الزفاف اكتشفه محمد مستار المعروف باسم مومو الذي تبنى موهبته وأصبح وكيل أعماله، وكان له الفضل في اتخاذ فضيل خطواته الأولى نحو مسيرة فنية احترافية.
رغم أن فضيل وقتها كان لا يزال شابًا مراهقًا ولكنه تمكن من إثبات نفسه كونه نجم راي، وفي عام 1995 تم إنتاج فيلمين وثائقيين على التلفزيون الفرنسي، الأول اسمه الشاب الصاعد أو Saga cités، والثاني اسمه "أولاد الراي"، أو Les Enfants du Rai.
في عام 1996 تم اختياره لتمثيل منطقة إيل دو فرانس في منطقة شمال وسط فرنسا في مهرجان برنتيمبس ديو بورج في فئة المواهب الجديدة.
بداية الشهرة والنجاح
كانت انطلاقة الشاب فضيل الحقيقية نحو عالم الفن في عام 1997، حيث أطلق ألبومه الأول الذي يحمل اسم "بيضاء" وكان وقتها لا يتجاوز عمره 19 عامًا، وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا، وضم الألبوم 13 أغنية باللغتين العربية والفرنسية.
أمضى الألبوم 42 أسبوعًا في مخططات SNEP، وبيعت أكثر من 350 ألف نسخة من الألبوم في فرنسا، وحقق الألبوم أسطوانتين ذهبيين في فرنسا عام 1999، كما تم ترشيحه لجائزة أفضل ألبوم تقليدي في جوائز الموسيقى الفرنسية السنوية عام 1998.
بعد إطلاق ألبومه الأول واصل إحياء سلسلة من الحفلات الموسيقية، وبعدها أصدر ألبومه الثاني "123 سولاي" بالتعاون مع الشاب خالد والفنان رشيد طه الذي حقق نجاحًا باهرًا.
في عام 1999 تم تتويجه بجائزة فنان العام في جوائز الموسيقى الفرنسية السنوية، وقام بجولة موسيقية وأحيا حفلتين في في مسرح أولمبيا في العاصمة الفرنسية باريس.
ألبوم 123 سولاي
هو ألبوم مباشر قدمه الفنانون الجزائريون رشيد طه فضيل والشاب خالد وتم تقديم الألبوم بشكل مباشر عام 1998 في قصر بيرسي في باريس، وحقق الألبوم مبيعات ضخمة في فرنسا، حيث بيعت أكثر من مليونين ونصف نسخة، وبقي لمدة 56 أسبوعًا في مخطط الموسيقى.
حصل الثلاثي على جائزة وورلد ميوزك أوورد عام 2000، كما حصل الألبوم في فرنسا على قرصين ذهبيين وحصل فيديو الدي في دي على شهادة قرص ذهبي.
ألبوم Un autre soleil
في عام 2003 أصدر الشاب فضيل ألبوم Un autre soleil الذي ضم عدة أغنيات عربية، ورغم ذلك تم اعتباره بشكل رئيسي ألبوم فرنسي، وأذيعت عدد من أغانيه في الإذاعة الفرنسية.
في هذا الألبوم كتب فضيل بعض أغنياته، ومنها أغنية Petit être التي تحدث فيها عن ابنه المولود حديثًا، وبعد نجاح الألبوم قدم عدة عروض موسيقية في فرنسا.
بعد 3 سنوات قدم ألبومه الجديد Mundial Corrida وهو ألبوم فرنسي خالص، وتميز بتأثيرات موسيقى الراب ولكنه أكد على هويته الجزائرية في، واحتل الألبوم المركز الأول في فرنسا وظل لمدة 10 أسابيع في هذا المركز ثم تراجع وظل لمدة 38 أسبوعًا.
الابتعاد عن الفن وقرار العودة
بعد آخر ألبوم عام 2006 ابتعد الشاب فضيل عن الفن لسنوات، وعاد عام 2017 مع المطرب الفلسطيني محمد عساف من خلال أغنية "راني" كما سجل ألبوم جديد بالتعاون مع الموزع المغربي ريدوان.
أصدر بعدها أغنية All day All night عام 2018، وفي العام التالي أصدر أغنية منفردة بعنوان Mon Dieu، وفي عام 2020 أصدر أغنية Histoire Chaba المستوحاة من تراث فن الراي، كما أصدر أغنية Smile.
رغم ابتعاده عن الفن لسنوات تصدرت أغنياته في فرنسا، ففي عام 2014 كانت أغنيته Mon Pays التي طرحها عام 2006 الأكثر مبيعًا في فرنسا، وفي بلجيكا كانت في قائمة أفضل 40 أغنية لمدة 28 أسبوعًا.