تعد أغنية "وردة الصحراء" التي قدمها النجم الشاب مامي مع النجم العالمي سيتنغ واحدة من أشهر الأغنيات التي قدمها طوال مسيرته الفنية، تمكن ملك الراي من تقديم عدة أغنيات ناجحة طوال مسيرته، وخاصة أغنيات الثنائيات، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة الشاب مامي ونشأته
اسمه الحقيقي محمد خليفاتي هو مغني راي جزائري ولد في 11 يوليو عام 1966 في غربة الواد وهي أحد الأحياء في منطقة سعيدة غرب الجزائر.
نشأ خليفاتي في أسرة متواضعة، فوالده كان يعمل في أحد مصانع الورق وكان رجلًا صارمًا وفقيرًا، وبسبب الوضع المادي للعائلة اضطر خليفاتي للعمل في سن صغير لمساعدة أبيه على مصاريف المعيشة.
بدأت ميول مامي الفنية في سن صغير، حيث كان يردد أنغام ومقطوعات أغني غريبة بدلًا من القيام بوجباته الدراسية، ثم اتجه بعده إلى الغناء في النوادي الليلية وحفلات الزفاف عندما كبر.
كانت انطلاقته الحقيقية في سن السادسة عشر حينما شارك في برنامج اكتشاف المواهب "أحلنا وشباب" الذي عرض على التلفزيون الجزائري، وتمكن من إبهار مشاهدي البرنامج، وقبلها شارك في برنامج غنائي آخر وهو في سن الـ13.
تزوج مامي مرة واحدة من ابنة عمه ولديه منها ولدان، وقد انفصل عنها بعد قضية الإجهاض التي دخل على إثرها السجن 5 سنوات، كما أن لديه ابنة من الصحفية والمصورة الفرنسية كاميه.
بدايته الفنية
بدأ الشاب مامي مشواره الفني في سن الـ16 عندما شارك في برنامج "ألحان وشباب" الخاص بالمواهب الغنائية وقدم أغنية ياهد المرسم عيدلي ما كان تعود، وهي أغنية صدرت عام 1920 من وهران وبلكنة ونغمة أندلسية.
تمكن مامي من تقديم الأغنية بإتقان شديد، ورغم إبهاره للجمهور لم يحصل مامي على الجائزة والأولى، وقد قال مامي إن السبب أنه ينتمي إلى طبقة الفقراء والمهمشين.
وقد قال مامي على موقعه على الويب أن الراي من ابتكار المغنين المهمشين، وغالبًا الأرامل والفقراء، والمطلقات والمنبوذين والمهجرين الذين ابتكروا الراي من رحم معاناتهم.
بداية من عام 1982 أنتج مامي عددًا من الأغنيات والشرائط حتى عام 1985 وباع آلاف من النسخ منها، وكانت انطلاقته الحقيقية حينما ألغت السلطات الجزائرية الحظر على هذه الموسيقى عام 1985.
كانت السلطات الجزائرية في هذا الوقت تعتقد أن فن الراي من أنواع الموسيقى المبتذلة؛ لأنها تستخدم كلمات بسيطة وعامية ومنذ عام 1985 أصبح فن الراي هو الفن الأول في الجزائر، وحصل على شعبية واسعة تخطت شهرتها حدود الجزائر ووصلت إلى العالمية.
غنائه مع الشاب خالد وشهرته العالمية
في عام 1986 قدم الشاب مامي أداءً عالميًا مع الشاب خالد في مهرجان بوبيني في فرنسا، وبعدها نجح في توقيع عقد غنائي وأحيى حفلة على خشبة مسرح أولمبيا الباريسي الشهير، وكانت سابقة لفن الراي.
بعد هذه الحفلة سجل مامي أول ألبوماته بعنوان "دوني لبلادي" وبعدها تجند في الخدمة العسكرية لمدة عامين، ثم عاد إلى باريس لاستئناف مسيرته الفنية.
في عام 1999 أصدر مامي أغنية "خلوني نبكي وحدي" في أمريكا، ثم أصدر أغنية "سعيدة" عام 1995، و"مالي مالي" عام 1999 التي أصبحت الأغنية الأعلى مبيعًا في فرنسا، وكانت سبب شهرته العالمية.
أغنية "وردة الصحراء" مع النجم العالمي سيتنغ
في عام 1999 أدى الشاب مامي مع النجم العالمي سيتنغ واحدة من أهم ثمار الثنائيات الغنائية في تسعينيات القرن الماضي، وهي أغنية "وردة الرمال" أو وردة الصحراء" التي حققت نجاحًا عالميًا، ومنحت مامي وستينغ من الجوائز منها جائزة غرامي.
وصلت الأغنية إلى المركز الـ17 في الولايات المتحدة في قائمة الأغاني الأكثر شعبية، ولاقت نجاحًا في مختلف دول العالم.
أغنية "يوم ورا يوم" وألبوم دلالي
في عام 2001 أصدر الشاب مامي أبومه الأخير "دلالي" الذي مزج فيه أغاني الراي الرائجة بنكهة البوب وموسيقى الراجامافن، وفي العام التالي أصدر مامي أغنية ديو مع سميرة سعيد تحت عنوان "يوم ورا يوم" التي حققت نجاحًا كبيرًا.
دخوله السجن
في عام 2005 وهو في أوج نجاحه وشهرته العالمية دخل الشاب مامي السجن بعدما أجبر صديقته الفرنسية إزبايل سيمون بإجهاض طفلهما، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، حيث توفيت صديقته وهي تجري هذه العملية.
حكم على مامي بالسجن لمدة 5 سنوات عام 2009، وأطلق سراحه في شهر مارس عام 2011 بعد أن طلبت عائلته من الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي العفو عنه.
وحينما كان في السجن عانى مامي من الصحافة الفرنسية التي كانت تصوره وهو في السجن وتهينه وتشهر به في الإعلام، حيث نشرت مجلة فرنسية اسمها "أونتر في" صورة له وهو نائم في السجن، وكتبت مقال عنوانها "المجرم القابع في السجن وسط اللصوص وقطاع الطرق".
وبسبب هذه الصور تحرك محامي مامي لمقاضاة المجلة الفرنسية بتهمة التشهير العلني والقذف والمساس بسمعة موكله، وقال إن هدف المصورين هو التقليل من سمعة مامي وإذلاله بعد الشهر الخرافية التي حققها بحنجرته الذهبية.
وقد وقف مامي أمام القاضي في فرنسا وقال له إنه توقف عن مسيرته الفنية ولديه مشكلة مع الكحول وعولج من الاكتئاب بعد انهيار زواجه الأول، وبعد السجن اتجه إلى العمل في العقارات في الجزائر بعدما تعطلت مسيرته الفنية.
بسبب فضيحة السجن ابتعد عنه كل الفنانين، حتى رفيق دربه الشاب خالد الذي لم يمنحه فرصة العودة إلى الغناء.
اتهامه بالسرقة الأدبية
بعد خروجه من السجن تحول مامي من نجم عالمي إلى رجل يسير في شوارع باريس وحيدًا ومحل سخرية الصحافة الفرنسية التي لم تغفر له جريمته.
وقد واجه الشاب مامي معاناة أخرى بعد خروجه من السجن بعد أن واجه تهمة السرقة الأدبية، حينما سرق كلمات الأغاني التي أداها وحكم عليه بغرامة قدرها 200 ألف يورو.
وتعود تفاصيل القضية حينما رفع عليه مغني جزائري مغمور اسمه الشاب رابحا دعوى قضائية اتهم فيه مامي بسرقة كلمات أغنياته، ولم تتسامح المحكمة الفرنسية مع مامي، حيث تتعلق القضية بأشهر أغانيه، منها "الراي سي شيك"، و"حياتي"، و"مداني" التي صنعت نجوميته.
محاولة العودة
حقق النجم الجزائري عبد الرؤوف دراجي الملقب سولكينغ شهرة واسعة في الجزائر وفرنسا، وقرر منح الشاب مامي فرصة العودة إلى الساحة الفنية الجزائرية.
أصدر مامي مع سولكينغ أغنية Ça fait des années عام 2020 وتم تصوير الفيديو كليب في إسبانيا، وقد تفاعل الجمهور مع الأغنية بشكل كبير، ليمنح سولكينغ مامي فرصة العودة بعدما تبددت آماله لسنوات.
وفي عام 2022 سافر مامي إلى القاهرة لتقديم عدة حفلات فيها، كما من المقرر له أن يقدم دويتو، وإحياء عدة حفلات في مصر، والكويت، والإمارات، والسعودية وعدد من الدول العربية.