الدكتورة مريم مطر.. رائدة علم الوراثة في الإمارات

تعد الدكتورة الإماراتية مريم مطر واحدة من الشخصيات العلمية البارزة التي أثرت في قطاع الصحة والبحث العلمي في الإمارات، فقد ساهمت، بفضل أبحاثها ودراستها في تطوير مجال علم الوراثة، في تعزيز الوعي بالأمراض الوراثية، وأصبحت رمزًا للابتكار والقيادة النسائية في بلدها، ونموذجًا يحتذى به للمرأة الطموحة. تعرف أكثر على إنجازاتها في هذا المقال.

من هي الدكتورة مريم محمد مطر؟

هي طبيبة وعالمة إماراتية، ولدت في عام 1975 في الإمارات متخصصة في علم الوراثة، وتعد من الشخصيات البارزة في مجال البحث العلمي في دولة الإمارات.

كرست الدكتورة مريم مسيرتها المهنية لدراسة الأمراض الوراثية وتحسين الصحة العامة، وقد أسست جمعية الإمارات للأمراض الجينية التي تهدف إلى نشر الوعي حول الأمراض الجينية والوراثية، والعمل على تقديم حلول وتقنيات حديثة للحد من تأثير هذه الأمراض.

ساهمت مطر من خلال هذه الجمعية، في توفير موارد تعليمية وطبية لتحسين صحة الأجيال القادمة، وهي أول طبيبة إماراتية تعمل على أبحاث متخصصة حول الأمراض الجينية.

ركزت مطر في أبحاثها على أمراض مثل فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا، وتمكنت من إحداث تغيير ملموس في فهم المجتمع الإماراتي لهذه الأمراض.

تشارك الدكتورة مريم في العديد من المؤتمرات الدولية، وقدمت أبحاثًا هامة ساهمت في تطوير مجال الصحة الجينية في الإمارات، وقد نالت العديد من الجوائز والتكريمات منذ تخرجها، منها حصولها على جائزة المرأة العربية الرائدة عام 2019.

نشأتها وتعليمها

ولدت الدكتورة مريم مطر في أسرة شغوفة مهتمة بالطب، فقد كانت جدتها تمارس الطب الشعبي، ومن هنا ولد لديها الشغف بالطب. درست مطر في كلية دبي الطبية في جامعة الإمارات، وحصلت على بكالوريوس طب وجراحة عام 1998.

أرادت الدكتورة مريم في البداية أن تخصص في الجراحة التجميلية، إلا أنها بعد التخرج، وخلال عملها كطبيبة في مستشفى راشد وتحديدًا في قسم الثلاسيميا، قررت أن تتخصص في علم الجينات.

سافرت الدكتورة مريم بعدها إلى بريطانيا لإتمام الدراسات العليا في الجامعة الملكية البريطانية، ثم اتجهت بعدها إلى واشنطن بالولايات المتحدة، وقدمت عددًا من البحوث العلمية، ومنها إلى اليابان. أصبحت مطر أول طبيبة عربية وإماراتية تحصل على شهادة الدكتوراه في علم الجينات والوراثة.

درست مريم مطر كذلك في برنامج الشيخ محمد بن راشد لإعداد القادة عام 2003- 2004، وكانت من ضمن دفع التخرج الثانية.

مسيرة رائدة في مجال علم الوراثة

بدأت العالمة مريم مطر مسيرتها الطبية بالعمل في مستشفى راشد في الإمارات،و وبعدها أنشأت مركز "الرعاية الصحية" في المعهد العالي للتكنولوجيا عام 2002.

أسست الدكتورة مريم كذلك نادي دبي للمرأة في كلية دبي للطالبات، ومركز الشيخ زايد للأبحاث الجينية، وقد ركزت في هذا المركز على إطلاق مبادرات لتوعية المجتمع الإماراتي بمخاطر الأمراض الوراثية، وخاصة مرض "الثلاسيميا"، وهي من الأمراض الشائعة في الإمارات.

في عام 2006، أصبحت الدكتورة مريم أول امرأة إماراتية تشغل منصب وكيل وزارة الصحة، وكانت وقتها تبلغ من العمر 31 عامًا فقط، وهو ما يدل على نبوغها، وخلال شغلها هذا المنصب، ساهمت في تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التوعوية والصحية في دولة الإمارات.

أسست الدكتورة مريم العديد من الجمعيات الخيرية، ومنها 15 جمعية خيرية غير ربحية ذات نفع عام، ومنها "جمعية الإمارات لمتلازمة داون"، وترأست الجمعية في الفترة من 2004 إلى عام 2008، وهي جمعية تخدم العائلات من مختلف الجنسيات. يشارك في هذه الجمعيات أكثر من ألف متطوع ومتطوعة.

في عام 2007، تم تعيين الدكتورة مريم نائبة رئيس دبي العطاء، كما شغلت منصب مديرة هيئة تنمية المجتمع في الفترة من عام 2008 إلى عام 2011، وهي عضوة في المجلس الاستشارة للإرشاد في الإمارات منذ عام 2015.

تم تعيين الدكتورة مريم في مجلس إدارة اللجنة الاستشارية التعليمية لشركة بداية ميديا منذ عام 2017، كما أنها كانت عضوة في مجلس إدارة صندوق الزواج في الفترة من 2006 إلى عام 2011.

جمعية الإمارات للأمراض الجينية

أسست دكتور مريم مطر جمعية الإمارات للأمراض الجينية عام 2004، وهي تشغل منصب رئيس الجمعية، وقد قادت العديد من الأبحاث التي أصدرتها الجمعية، وقادت تلك الأبحاث إلى إصدار 5 تشريعات في دولة الإمارات.

ومن أبرز تلك التشريعات تشريع يقضي بضرورة إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج، فضلًا عن إجراء فحوصات جينية لحديثي الولادة، والاختبارات الوراثية الوقائية، وفحوص الصحة المدرسة، وفحوص الحوامل في أول 3 أشهر.

وتحت قيادة الدكتورة مطر، نجحت الجمعية في إنشاء قاعدة بيانات لأكثر من 11 ألف مواطن إماراتي للكشف المبكر عن أمراض الدم الجينية، والتي تعد الأكثر انتشارًا في الإمارات. تمكنت الجمعية أيضًا من تصنيع أدوية طبية وقائية من نقص حمض الفوليك في الجسم، كما أنشأت عيادة لعلاج المرضى بالمجان.

ساهمت الجمعية كذلك بتأسيس مشروع وقائي لسرطان الثدي منذ عام 2012، وأجرت الجمعية العديد من الأبحاث والدراسات حول تاريخ المرض في الإمارات، وفحص الطفرات الجينية فيها. تجري الجمعية كذلك أبحاث عن الأمراض الناجمة عن زواج الأقارب، وأمراض سرطان الأطفال.

جوائز وتكريمات

حصدت الدكتورة مريم مطر العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها المهنية لمساهمتها في تطوير علم الجينات والوراثة في دولة الإمارات، والمساعدة على بناء أجيال أصحاء ونسل قوي.

في عام 2002، حصلت على جائزة أفضل مشروع صحي على مستوى المعهد التقني العالي في الإماراتي، وفي العام التالي، حصلت الدكتورة مريم على جائزة برنامج الأداء الحكومي المتميزة من دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي.

حصلت كذلك على جائزة أفضل مشروع مجتمعي من برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة عام 2004، وفي عام 2014 تم اختيارها من ضمن 20 عالمية عربية أكثر تأثيرًا في المجتمع الدولي.

في عام 2019، حصلت على جائزة المرأة العربية الرائدة، كما تم اختيارها من قبل جامعة الدول العربية كسفيرة للنوايا الحسنة للمرأة والطفل في العالم العربي.