الانتخابات الألمانية - ما هو برنامج "البديل"الشعبوي بشأن الهجرة؟

في الانتخابات الألمانية المقبلة المقررة يوم 23 شباط/ فبراير 2025، يلقي مهاجر نيوز نظرة فاحصة على موقف الأحزاب السياسية السبعة الكبرى فيما يتعلق بسياسة الهجرة واللجوء. حتى الآن، نشرنا ملخصًا لمقترحات سياسة الاتحاد المسيحي المحافظ (CDU/CSU)؛ وسننشر أيضًا لمحات عامة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر، وتحالف سارة فاغينكينشت والحزب الديمقراطي الحر، وحزب اليسار في الأسابيع القليلة المقبلة، واليوم سنتناول برنامج حزب البديل من أجل ألمانيا.

قدم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المناهض للهجرة برنامجه الانتخابي الكامل في مؤتمره الحزبي يومي 11 و12 كانون الثاني/ يناير من هذا العام. يقع حزب البديل في أقصى اليمين على الطيف السياسي بين الأحزاب المسموح لها بالترشح في انتخابات هذا العام. ولديه أيضًا مرشحة لمنصب المستشار في ممثلة بزعيمة الحزب أليس فايدل. حاليًا، يحتل الحزب المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي خلف حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ ومن المتوقع أن يفوز بنحو 21٪ من الأصوات.

بشكل عام، يعد البرنامج الانتخابي المواطنين الألمان "بالثروة ومستويات معيشة أفضل" و"الأمن" و"الوحدة"، بينما تأتي سياسات الحزب المتعلقة بالهجرة واللجوء بشكل أساسي تحت عنوان الأمن.

مثل جميع برامج الأحزاب، يمزج حزب البديل من أجل ألمانيا بين تحليل الوضع الحالي ومقترحاته للتغيير. ربما تكون الأساليب المقترحة (الانسحاب من بعض المعاهدات الدولية والأوروبية) واللغة المستخدمة في برنامج الحزب تختلف الحزب بشكل صارخ عن الأحزاب الأخرى فيما يتعلق بالهجرة، والتي يتم تصويرها في ضوء سلبي إلى حد كبير.

على سبيل المثال، يقول الحزب: "لا ينبغي منح الجنسية الألمانية كهدية"، ووعد بتشديد القواعد حول الإقامة والجنسية وحماية ألمانيا قبل كل شيء. كما يريدون إعادة قواعد الجنسية الألمانية إلى ما قبل عام 1990، عندما كان من الضروري أن يكون أحد الوالدين على الأقل ألمانيا قبل أن يتمكن الطفل من اكتساب الجنسية الألمانية.

من الجدير بالذكر أنه على الرغم من نجاحه الحالي في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، فقد استبعدت جميع الأحزاب الرئيسية الأخرى العمل مع البديل. لذا من غير المرجح أن يحصل البديل لألمانيا على السلطة، باستثناء إذا ما حقق فوزا ساحقا، وهو أمر غير معتاد للغاية في ألمانيا التي حكمتها تحالفات مختلفة لسنوات.

فما أبرز نقاط البرنامج الانتخابي لحزب البديل فيما يتعلق بالهجرة؟

إغلاق "جنة اللجوء"

بعناوين عريضة، يعد حزب البديل من أجل ألمانيا "بتنظيم الهجرة، وإغلاق ما وصفه بـ"جنة اللجوء"، وتطبيق سياسة عودة أكثر صرامة، والدفع نحو التكامل وجذب العمالة المهاجرة الماهرة". ويقول الحزب إنه يعتقد أن "الفوائد المادية لطالبي اللجوء في ألمانيا مرتفعة للغاية" ويقول إن هذا يفرض "ضغوطًا" على ألمانيا واقتصادها.

وتلخصت أبرز مقترحاته بما يلي:

يزعم حزب البديل من أجل ألمانيا أن تكلفة سياسات اللجوء الحالية تبلغ "عشرات المليارات". وتحقيقا لهذه الغاية، يقترح الحزب "إجراء عمليات اللجوء وطلبات اللجوء للحصول على الحماية الفرعية ومعالجتها في بلد خارج ألمانيا"، ويقول أيضا إنه لن يكون هناك "حصص هجرة أو مشاركة في حصص التضامن الأوروبي".

يريد الحزب إنهاء برنامج القبول الاتحادي للأفغان المعرضين للخطر ويصرح بأنه سيشكل لجنة للتحقيق في "فضيحة التوظيف المحلي الأفغاني"، في إشارة إلى دور ألمانيا في التعامل مع الأشخاص الذين تم توظيفهم من قبل الحكومة الألمانية أو الجيش في أفغانستان ثم وجدوا لاحقا أنه من الصعب أو المستحيل التأهل للحصول على تأشيرة لمغادرة أفغانستان عندما سقطت في أيدي طالبان.

يعارض الحزب نشاط منظمات الإنقاذ البحري الخاصة التي تعمل في البحر الأبيض المتوسط ويتم تمويل العديد منها من الحكومة ومقرها في ألمانيا. وبدلا من ذلك، يقولون إنهم سيسعون إلى إبرام اتفاقيات مع دول شمال إفريقيا حتى تقبل تلك الدول أي مهاجرين يتم إنقاذهم. ولم يتم تقديم أي تفاصيل حول كيفية الحصول على مثل هذه الترتيبات، نظرا لأن الرئيس التونسي قيس سعيّد صرح بالفعل أنه لن يقبل عودة رعايا الدول الثالثة على أراضيه.

من سيحق له اللجوء؟

في ظل حكم حزب البديل من أجل ألمانيا، سيتم قبول طلبات اللجوء فقط إلى جانب المستندات التي تثبت هوية شخص ما والبلد الذي أتى منه، وأي شخص يقدم معلومات كاذبة على نموذج يفقد حقه في التقدم بطلب اللجوء.

بينما يريد الحزب "زيادة عدد الدول الآمنة" التي يمكن لألمانيا إعادة الأشخاص إليها، كذلك يسعى إلى إزالة الحق التلقائي في لم شمل الأسرة لأولئك الذين يتمتعون بوضع الحماية الفرعية، وحتى أولئك الذين يتمتعون بوضع لاجئ معترف به لن يُسمح لهم بالتقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة في ألمانيا إلا بعد عشر سنوات. يقول الحزب إن هذا يجب أن يرتبط باختبار سنوي لمعرفة ما إذا كانت شروط الحماية الممنوحة لا تزال مطلوبة.

بينما يؤكد برنامج الحزب أنه سيضع الأشخاص الذين يتقدمون بطلبات اللجوء في مراكز خاصة حيث يتعين عليهم البقاء طوال مدة عملية التقديم.

كيف سيتم التعامل مع إعادة اللاجئين؟

وفقا لحزب البديل من أجل ألمانيا، فإن النهج الجديد تماما للعودة من شأنه أن يفيد ألمانيا، ويقول إن هذا ينطبق على إعادة الأشخاص إلى بلدانهم الأصلية، وكذلك إعادة الأشخاص عبر إجراء دبلن إلى أول دولة في الاتحاد الأوروبي دخل من خلالها طالب اللجوء إلى الكتلة.

كذلك يسعى الحزب لتطبيق مبدأ: "العودة اللاحقة" ما من شأنه أن ينهي ممارسة "دولدونغ" (تعليق أمر الترحيل)، مما يسمح للأفراد بالبقاء في ألمانيا حتى لو لم يكن لديهم الحق القانوني في البقاء أو صدرت لهم تعليمات بالمغادرة ولكن لا يمكن ترحيلهم. وقد يكون هذا بسبب عدم وجود اتفاق بين البلدان، أو عدم وجود وثائق سفر، أو مخاوف تتعلق بالسلامة تمنع عودتهم إلى وطنهم.

كذلك سيبرم الحزب المزيد من الصفقات من خلال ممارسة "ضغوط هائلة عبر العقوبات الاقتصادية، أو حجب مساعدات التنمية أو سياسات التأشيرات" على الدول الثالثة التي لا ترغب في استعادة مواطنيها، وسيتم إعادة أي شخص يثبت ارتكابه جريمة، أو أنه يشكل خطرا أو متطرفا، إما إلى دولة ثالثة أو إلى بلده الأصلي "على الفور" و"دون أدنى شك".

والأهم سيتم إلغاء حق اللجوء الكنسي و"إلغاء" الاتفاقية بين المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين والكنائس.

ماذا عن مستقبل السوريين؟

في رأي حزب البديل لألمانيا، لم يعد هناك أي خطر اندلاع حرب أهلية في سوريا. ويستشهد البرنامج بحكم صادر عن محكمة إدارية في مونستر في يوليو/ تموز 2024، الذي وجد أنه لم يعد هناك تهديد خطير فردي لحياة المدنيين أو سلامتهم الجسدية في سوريا بسبب الحرب الأهلية. وبناء على هذا التقييم، يريد الحزب المضي قدما في التدابير التالية:

سيسعى الحزب إلى سحب وضع الحماية من جميع المواطنين السوريين الذين ارتكبوا جرائم أو يُنظر إليهم على أنهم يشكلون خطرا ومن ثم إعادتهم.

لن يتمكن أي شخص يتمتع بالحماية الثانوية من تجديدها.

سيناقش الحزب مع السلطات السورية الجديدة أفضل السبل لإعادة المواطنين السوريين إلى بلادهم.

سيبدأ أيضا "حملة إعلانية عدوانية لتشجيع العودة الطوعية للسوريين إلى سوريا".

كيف سيحمي البديل الثقافة واللغة الألمانية؟

في برنامجه الانتخابي، يرسم حزب البديل صورة خاصة لألمانيا حيث تسوء العديد من الأمور بالنسبة لمواطنيها وتفقد قوتها على الساحة الدولية. ومن خلال تنفيذ برنامجه الانتخابي، يعد الحزب بتغيير كل ذلك.

يعتقد الحزب أن ألمانيا أصبحت أقل جاذبية على الساحة الدولية، على الأقل بالنسبة للقوى الاقتصادية الكبرى والعمال المهرة الذين يأمل الحزب في اجتذابهم.

كذلك سيبرم الحزب المزيد من الصفقات من خلال ممارسة "ضغوط هائلة عبر العقوبات الاقتصادية، أو حجب مساعدات التنمية أو سياسات التأشيرات" على الدول الثالثة التي لا ترغب في استعادة مواطنيها، وسيتم إعادة أي شخص يثبت ارتكابه جريمة، أو أنه يشكل خطرا أو متطرفا، إما إلى دولة ثالثة أو إلى بلده الأصلي "على الفور" و"دون أدنى شك".

والأهم سيتم إلغاء حق اللجوء الكنسي و"إلغاء" الاتفاقية بين المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين والكنائس.

كيف سيحل حزب البديل أزمة السكن؟

يزعم الحزب أن "الهجرة غير المنضبطة في العديد من أجزاء ألمانيا تتسبب في أزمة سكن". ويقول الحزب إنه يريد تغيير قوانين البناء حتى يتمكن من "تحرير السكان الألمان من قيودهم" والسماح "لكل مواطن ألماني ببناء جدرانه الأربعة بدلا من العيش كمستأجرين".

وفيما يتعلق بمن يحصل على حق الوصول إلى قطع الأراضي السكنية المستقبلية، يقول حزب البديل من أجل ألمانيا إن "المواطنين الأصليين سيكون لهم الأولوية". وفي هذا السياق، لا يقدم البرنامج تعريفا لـ"المواطنين الأصليين"، لكن يبدو أن الاستنتاج هو أن المواطنين الألمان سيكون لهم الأولوية على المهاجرين.

ويقول الحزب أيضا أنه في المناطق التي يصعب فيها العثور على سكن وهناك الكثير من الطلب، يجب وضع حد أقصى لعدد طالبي اللجوء المسموح لهم بالعيش في مناطق معينة، أما في مناطق أخرى، حيث يكون أكثر من 25% من السكان من المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي، أو حيث توجد "مستويات عالية من الإجرام"، لن يتمكن طالبو اللجوء أو أولئك الذين يتمتعون بالحماية من التقدم للعيش هناك، أو في منازل كبيرة متعددة، في تلك المناطق في حال وصل حزب البديل للحكم.

ما وضع الرعاية الاجتماعية؟

ضمن القائمة الطويلة من القواعد التي يقترحها حزب البديل من أجل ألمانيا لجعل نظام الرعاية الاجتماعية أكثر فاعلية، يقترح سحب وضع اللاجئ من أي لاجئ يعود إلى وطنه. ووفقا للحزب يجب ألا يتمكن أي "مواطن أجنبي" في ألمانيا من تلقي الرعاية الاجتماعية لمدة أكثر من عام واحد فقط قبل أن يتم تحديد حد أقصى لها، ويجب ألا تبدأ المزايا الاجتماعية التكميلية إلا بعد خمس سنوات في ألمانيا.

كما يقترح الحزب أن يتم منح المواطنين الأوكرانيين الذين يمكنهم حاليا تلقي إعانات الرعاية الاجتماعية مثل أي مقيم ألماني، نفس مستوى الإعانات مثل طالبي اللجوء الآخرين، وعدم تلقي الدفعة الأعلى قليلا المخصصة للمقيمين. كما يجب تشجيعهم على العمل.

وعند الحديث عن كيفية تحسين النظام الصحي الألماني، يعتقد حزب البديل من أجل ألمانيا أن مستويات التأهيل والمعرفة الألمانية بحاجة إلى التحسين للمواطنين الأجانب العاملين في قطاع الرعاية الصحية. كما يريد الحزب إنشاء المزيد من أماكن الدراسة الطبية المخصصة للمواطنين الألمان، لأنهم يعتقدون أن هناك عجزا في الأماكن في الوقت الحالي.

وفي ظل دولة يحكمها حزب البديل من أجل ألمانيا، يقول الحزب إنه سيضمن حصول طالبي اللجوء على "بطاقات الدفع" وأن جميع إعاناتهم ستتركز على هذه البطاقة الواحدة.

كذلك بحسب برنامج حزب البديل فإن أي شخص يُطلب منه مغادرة ألمانيا سيتم "خفض إعانات الرعاية الاجتماعية له إلى الحد الأدنى"، وإذا رفض طالب اللجوء عرض عمل، فسيتم أيضا خفض مزايا الرعاية الاجتماعية التي يحصل عليها، وفقا للحزب.

كيف ستكون علاقات ألمانيا بالعالم؟

يؤكد حزب البديل من أجل ألمانيا بوضوح أنه يدافع عن "ألمانيا ذات السيادة" و"أوروبا الأوطان" في مقابل "الجهود المركزية للاتحاد الأوروبي". لذلك وإذا تم انتخابهم، فإن ألمانيا ستنسحب من الميثاق العالمي للأمم المتحدة بشأن الهجرة، وكذلك الميثاق العالمي بشأن اللاجئين.

أما فيما يتعلق بسياسة التنمية، يؤكد حزب البديل أنه سيربط تمويل التنمية باتفاقيات من دول خارجية تستعيد مواطنيها إذا تم رفض طلب لجوئهم في ألمانيا، أو أمروا بمغادرة البلاد.

هل ستستقبل ألمانيا مهاجرين جدد؟

يعتقد حزب البديل من أجل ألمانيا أن عواقب سياسة الهجرة الألمانية هي "النمو السكاني غير المنضبط، واستنزاف موارد الدولة، وزيادة الجريمة بشكل كبير، وإلحاق الضرر بنظام الرعاية الاجتماعية وسوق السكن".

وبناء على هذه النظرة لسياسة الهجرة الحالية، يقول الحزب إنه يريد "الحد من الهجرة إلى الحد الأدنى"، كما وعد الحزب بإلغاء جميع القوانين المتعلقة بالهجرة في السنوات القليلة الماضية والتي يرى أنها لا تخدم "المصلحة الألمانية". ويصرح الحزب قائلا: "أي شخص ليس له الحق في التواجد في ألمانيا، وبالتالي فهو غير قانوني، سيتم ترحيله".

يعتقد حزب البديل أن نظام اللجوء المشترك للاتحاد الأوروبي لا يعمل بالشكل المطلوب، ويقترح التقدم بطلب "الانسحاب" كما فعلت الدنمارك.

كما وعد الحزب بدفع "المهاجرين غير الشرعيين" إلى الحدود بشكل مباشر. ويقول إن هذا من شأنه أيضا أن يساعد في مكافحة "الجرائم عبر الحدود".

وتعهد الحزب بتغيير "قانون اللجوء الفردي"، ويقول إنه لن يمنح اللجوء إلا للأشخاص "المهددين بشكل لا جدال فيه وملموس".

ماذا عن حاجة البلاد ليد عاملة؟

يقول حزب البديل من أجل ألمانيا إنه يريد السماح للمهاجرين المهرة بدخول البلاد "للمساعدة في جعل ألمانيا أكثر نجاحا". على سبيل المثال، يجب الترحيب بفئات مثل الحرفيين والرعاية الصحية والعلوم وتكنولوجيا المعلومات.

ومع ذلك، يجب أن يشاركوا في كل "الإمكانات الألمانية الأصلية". ولن يُسمح لأي عمال مهرة أجانب بالدخول إلا وفقا "لمعايير صارمة".

ويقول الحزب إنه يرحب بالعمال المهرة الأوروبيين للقدوم والعمل في ألمانيا. بالنسبة للعمال المهرة من خارج الاتحاد الأوروبي، يقول الحزب إنه سيضع نظام نقاط بمعايير واضحة تتضمن ضرورة تلبية معايير معينة للغة الألمانية، ولن يكون هناك عمل إلا في مناطق معينة ويجب أيضا تحديد الحصص.

بينما يقترح الحزب تطوير نسخة من مخطط البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي، وخاصة لأولئك الذين لديهم خبرة في الرياضيات والمعلوماتية والعلوم والتكنولوجيا.

أما فيما يتعلق بموضوع المعاشات التقاعدية والرعاية الاجتماعية والصحة، يدرج حزب البديل من أجل ألمانيا أيضا الهجرة في حججه. وهذه المرة يقولون إنهم يريدون وضع حد أقصى للهجرة الماهرة، "بحيث لا يستفيدون في نهاية عملهم من نظام الرعاية الاجتماعية الألماني".

مهاجر نيوز 2025

راما الجرمقاني