يعد الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد من أشهر الإعلاميين السعوديين والعرب الذي شغل منصب مدير عام قناة العربية، كما كان عضوًا في مجلس إدارة مجموعة MBC ورئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط، فمن هو؟ وما هو مشواره المهني في الإعلام؟
عبد الرحمن بن حمد بن عبد الله الراشد هو إعلامي سعودي ولد في مدينة الرياض في 4 يوليو عام 1956، وبدأ حياته المهنية كصحفي منذ أن كان طالبًا في المدرسة من خلال النشاطات المدرسية.
بعد حصوله على الشهادة الثانوية في السعودية سافر عبد الرحمن إلى الولايات المتحدة الأمريكي في بعثة دراسية لدراسة الإنتاج السينمائي في الجامعة الأمريكية بواشنطن، وعمل هناك لمدة 5 سنوات في صحيفة الجزيرة، وبعدها انتقل إلى المملكة المتحدة وعمل فيها لفترة.
في عام 2016 وتحديدًا في شهر ديسمبر تزوج الإعلامي المخضرم من الإعلامية اللبنانية ريما مكتبي بعد عزوف طويل عن الزواج امتدت إلى 60 عامًا تقريبًا على الرغم من فارق العمر بينهما الذي يزيد عن 20 عامًا.
يعد الإعلامي والصحافي عبد الرحمن الراشد أحد أشهر الكتاب والمفكرين العرب ذوو الشهرة والصيت الواسع في المنطقة العربية، لما له من آراء وأفكار عميقة وموضوعية، وقد تقلد طوال مسيرته المهنية عدة مناصب، منها رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط، ومدير قناة العربية سابقًا.
تم تعيينه أيضًا مستشارًا لمجموعة قنوات MBC، وما زال يعمل فيها حتى الآن، فضلًا عن كتابته عمودًا صحفيًا يوميًا في جريدة الشرق الأوسط الذي يعد من أهم الأعمدة الصحفية في الشرق الأوسط.
بدأ عبد الرحمن الراشد مشواره المهني في عام 1980 حينما تولى إدارة مكتب صحيفة الجزيرة السعودية في مدينة واشنطن واستمر في هذا المنصب لمدة خمس سنوات.
وبعدها قرر الانتقال إلى المملكة المتحدة حيث عمل كنائب رئيس تحرير مجلة المجلة السعودية الأسبوعية التي تصدر من مدينة لندن، وبعد سنتين تقلد منصب رئاسة التحرير في المجلة حتى عام 1998، وبعدها عُين رئيسًا لتحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية.
وبعد عمله في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق منذ عام 1985 قرر بعد ذلك أن ينقل حياته المهنية إلى مستوى آخر، فقدم استقالته من المجموعة وتلقى عرضًا للعمل في قناة MBC للعمل في إدارة قناة العربية الإخبارية التي يقع مقرها في مدينة دبي.
وبالفعل تم تعيين الراشد رسميًا في عام 2003 خلفًا للإعلامي الأردني صالح القلاب، واستمر في العمل في مجموعة MBC حتى عام 2010 حتى إعلان استقالته في شهر سبتمبر دون أن يُبدي أية أسباب.
وجاءت استقالته بعد توقف مقاله اليومي عن الظهور في جريدة الشرق الأوسط ابتداءً من يوم 5 سبتمبر دون إبداء أية أسباب، وذكرت بعد التقارير أن سبب الاستقالة هو الأخطاء التي ظهرت على شاشة العربية خلال الفترة الوجيزة الماضية تحت إدارة الراشد.
ولعل أهمها برنامج "الإسلام والغرب" الذي بثته القناة في 2 سبتمبر عام 2010 والذي يتحدث عن مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود، وعلاقته بمحمد بن عبد الوهاب.
وقال وليد الإبراهيم رئيس مجلس الإدارة إنه بعض عرض هذا البرنامج قرر الراشد أن يتحمل مسؤولية تلك الأخطاء ويعلن استقالته طواعية، ولكن رفضها وليد الإبراهيم، وعاد في 18 سبتمبر يكتب مرة أخرى في "الشرق الأوسط".
قرر الراشد تأسيس شركة ORTV للإنتاج الإعلامي مع زميله الإعلامي السعودي عثمان العمير، ولكن توقفت هذه الشراكة لتصبح الشركة لمالكها الوحيد عبد الرحمن الراشد.
تهتم شركته بإنتاج أفلام وثائقية وفنية وبيئية وسياسية، فضلًا عن إنتاجه برامج متنوعة من ضمنها برنامج "العين الثالثة" الذي يُعرض الآن على قناة العربية.
ومن ضمن الأفلام الوثائقية التي أنتجتها شركته هو فيلم "فهد" الذي بُث على قناة العربية على مدار خمسة أيام بعد وفاة الملك فهد بن عبد العزيز في 1 أغسطس عام 2005.
يتألف الفيلم من خمسة أجزاء، ومدة كل جزء ساعة تقريبًا، وبدأ تصوير هذا الفيلم في عام 2001، واستغرق عامًا ونصف لإنتاجه كما تم تصوير المقابلات في 15 مدينة.
بعد عرض هذا الفيلم حقق شهرة كبيرة والسبب في ذلك كشفه لأول مرة عن أحداث مهمة على لسان صانعيها، ولعل أهمها التوتر بين السعودية وأمريكيا بسبب اكتشاف واشنطن صفقة صواريخ سرية بين الرياض وبكين، وأيضًا المواجهات مع دولة إيران وأحداث غزو وتحرير الكويت، ومشروع الملك فهد في قمة فاس العربية، وأزمة أسعار النفط وغيرها.
كذلك أنتجت شركته فيلمًا وثائقيًا ضخمًا عام 2007 مكون من خمسة أجزاء بعنوان "عبد الله"، حيث يتناول سياسية الملك عبد الله بن عبد العزيز الخارجية خصوصًا بعد أحداث 11 سبتمبر والقضية الفلسطينية، والحرب في لبنان والعراق وغيرها.
كذلك يتناول في أجزائه الأخرى السياسية الداخلية للملك عبد الله، وخاصة فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية والاجتماعية، والجزء الأخيرة يركز على شخصية الملك وتاريخه وصفاته الشخصية واهتماماته.
وضم الفيلم حوارات مع كبار الشخصيات السياسية منهم ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، ورئيس الوزار البريطاني السابق توني بلير، ونيلسون مناديا وغيرهم.
أيضًا تم تصوير الفيلم في قصر الملك وفي مكتبه أثناء تأدية عمله وأظهر كيف يتعامل مع أسرته وموظفيه، وعلى الرغم من ذلك تم وقف عرض الفيلم بسبب خلافات داخلية.
- ينتمي الراشد إلى التيار الليبرالي ويشتهر بانتقاده الحاد للإسلاميين، وبسبب ذلك تعرض للكثير من الانتقادات من الأوساط المخالفة له.
- حصل على عدة تكريمات طوال مسيرته المهنية في الإعلام، ومنها حصوله على لقب الإعلامي الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في المنطقة العربية عام 2006 من مجلة أرابيان بيزنيس.
- فاز بوسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم من المجلس الدولي لحقوق الإنسان تحت إشراف السفير محمد محمود الجمسي.
- في عام 2007 و2008 احتل المرتبة التاسعة ضمن قائمة أقوى 100 شخصية عربية نافذة في مجلة أرابيان بيزنيس.
- في عام 2014 قدم استقالته من منصب مدير عام قناة العربية وتم تعيينه الإعلامي عادل الطريفي بديلًا عنه.
- في عام 2021 ظهرت شائعات وفاته بعد تعرضه لحادث سيارة ولكنه نفى هذا الأمر.
