إعلامية صنعت أمجاد الإعلام وقدمت برامج ترفيهية مزجت الثقافة بها وحرصت على تقديم معلومة تكوّن مواطنًا واعيًا، إنها الإعلامية المصرية هند أبو السعود التي حرمها الحجاب من العمل، ومنعها مبارك من إكمال عملها، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وحياتها.
حياة هند أبو السعود ونشأتها
هي إعلامية مصرية ولدت في محافظة السويس حيث كان والدها يعمل مهندسًا هناك، وعاشت أسرتها في الحي الغربي الذي كان يعيش فيه الإنجليز والإيطاليون وذلك قبل عدوان 56 لأنه بعد العدوان سافرت العائلة إلى القاهرة.
وفي سن الخامسة لم يكن هناك مدارس تقبلها في السويس لصغر سنها، وبسبب طموح والدتها قررت إرسالها إلى القاهرة حتى تلتحق بالمدرسة وعاشت مع جدها.
عاشت هند طفولتها ومعظم حياتها مع جدها وكانت تسافر إلى أسرتها في السويس في الإجازات الصيفية، وكانت في الغالب تقضي شهر رمضان بعيدًا عن والديها.
في القاهرة درست هند في مدرسة الحلمية الابتدائية وبعدها درست الثانوية العامة، ووقتها كان الأولاد يدرسون الثانوية العامة 5 سنوات، بينما يدرس البنات الثانوية في 6 سنوات، ثم جاء قرار طه حسين الذي كان وزيرًا للتعليم آنذاك بالمساواة في سنوات الدراسة، وبذلك ذهبت إلى الجامعة أصغر من بنات جيلها.
درست هند في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب، فمنذ صغرها كانت تهوى التاريخ واللغات، حيث كانت تقرأ كتبًا باللغة الإنجليزية وكان والدها يشجعها على ذلك رغم أن والدتها كانت تحاول أن تجذبها للمطبخ مثل أي أم.
بعد التخرج في الجامعة بدأت العمل في مجال الصحافة، وبعدها اتجهت للعمل في التلفزيون في البداية كمساعد مخرج ثم أصبحت مذيعة.
تزوجت هند من الصحفي محسن محمد، وقالت في أحد الحوارات الصحفية أن زواجها منه لم يكن عن طريق الحب، حيث كان مديرها في وكالة الأنباء وكان يضايقها في البداية فتركت العمل.
بعدها تعرضت لضغط كبير من والدتها وقيود أرادت التخلص منها، وحينما عرض عليها الصحفي محسن محمد الزواج حتى تعود إلى العمل مرة أخرى. أصبح زوجها فيما بعد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الجمهورية.
صرحت هند على الرغم من أن زواجها لم يكن عن حب، ولكنه لم يمنعها من العمل، فزوجها كان رجلًا مثقفًا وكان يساعدها في حياتها المهنية فوجدت فيه الزوج والصديق والزميل، وأنجبت منها ابن توفي، وابنة أخرى وهي الإعلامية ميرفت محسن التي ورثت عن والدتها دماثة الخلق والاحترام والمهنية.
وفاتها
توفيت الإعلامية هند أبو السعود في 29 سبتمبر عام 2015 وكان آخر منصب تقلدته نائب رئيس التلفزيون، وبعد وفاتها نعاها عدد كبير من الصحفيين والمسؤولين والإعلاميين.
وقد نعاها رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون عصام الأمير، والإعلامي مفيد فوزي، والإعلامي فهمي عمر، والإعلامي عمر بطيشة، والإعلامية ملك إسماعيل، والإعلامي حمدي الكنيسي، والإعلامية نهال كمال، ونجوى أبو النجا وغيرهم.
حياتها المهنية
بدأت الإعلامية هند أبو السعود حياتها المهنية بعد التخرج من الكلية، حيث عملت في مجال الصحافة، ووقتها لم يكن هناك مهنة اسمها "مذيعة في التلفزيون" لذا تدربت في وكالات الأنباء على مهنة الصحافة.
عملت في البداية في وكالة أنباء الشرق الأوسط وحينها كان الصحفي محسن محمد الذي أصبح زوجها في بعد يضايقها، أو بلغة الآن "يعاكسها" لذا تركت العمل في الوكالة واتجهت للعمل في وكالة أجنبية اسمها SNI.
كانت هند في البداية تعتقد أن الصحفي محسن يضايقها، ولكنه في الحقيقة كان يتابعها وبعد تركها الوكالة حاولت العمل في وكالة أخرى، ولكن انتهى بها الأمر في الجلوس في المنزل، وفي هذه الفترة بدأت اختبارات التلفزيون فقررت العمل كمذيعة.
ذهبت هند إلى عبد الحميد يونس في التلفزيون الذي كان وقتها في عمارة رمسيس، والتحق بالتلفزيون المصري وكان راتبها وقتها 14 جنيهًا، وعملت في قسم الأخبار وأشرف على تدريبها الإعلامي سعد لبيب.
عملت بعدها مساعدة مخرج، وكان وقتها التلفزيون لا يقدم إلى برنامج واحدًا أو اثنين فقط، وبعد عملها كمخرجة لفترة نصحتها زميلتها همت مصطفى وسميرة الكيلاني بإذاعة الأخبار، ودخلت الاختبار ونجحت، فتركت الأخبار واتجهت إلى المنوعات من خلال برنامج "جولة الكاميرا".
بجانب العمل الإعلامي شاركت هند في فيلمين وهما "مين يقدر على عزيزة" عام 1975 من إخراج أحمد فؤاد، وبطولة حسين فهمي وسعيد صالح وسهير رمزي، وفيلم "كان وكان وكان" عام 1977 من بطولة فؤاد المهندس وناهد شريف.
برنامج "جولة الكاميرا" وسبب إيقافه
كان البرنامج فكرة محسن محمد الذي نصحها بتقديم فقرات قصيرة لا تتعدى دقيقة أو دقيقة ونصفاً وكل فقرة تنوع بين الموضوعات التي تقدمها وعندما عرضت الفكرة على سعد لبيب أخبرها بتقديم حلقة تجريبية وبعدها تمت الموافقة على البرنامج.
قدمت هند أبو السعود حلقة مدتها 45 دقيقة وكل حلقة بها 15 إلى 20 فقرة مختلفة يتم تقديمه يوم الأحد من كل أسبوع وكان أول برنامج منوعات ثقافية وكانت فكرة جديدة ومثيرة في هذا الوقت.
كان قرار إذاعة حلقات البرنامج يوم الأحد من كل أسبوع بسبب أصحاب المحلات الذين طالبوها بتقديم البرامج يوم إجازتهم لأنهم لا يستطيعوا مشاهدة البرنامج طوال الأسبوع.
توقف البرنامج بعدما قررت الإعلامية هند ارتداء الحجاب، حيث رآها الرئيس السابق محمد حسني مبارك وقال لها "إيه الهباب اللي انت لابساه ده"، وكانت وقتها رئيسة القناة الأولى ونائب رئيس التلفزيون.
كان حديثه هذا في لقاء حضره مع مجموعة من الإعلامين حينما أمرها بأن تخلع الحجاب، لترد عليه "أقول له إيه"، فقال: "مين"، لترد عليه "ربنا".
بعد هذا الحوار لم ترَ الكاميرا مرة ثانية وابتعدت عن العمل كمذيعة حتى وفاتها بسبب منع الظهور بالحجاب في التلفزيون المصري.
