الأمير عبد العزيز بن تركي: لا نستطيع منافسة أي سباق للسيارات في العالم

الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بطل فريق صقور السعودية، أمضى معظم طفولته في لندن للدراسة. فإقامته في أوروبا جعلته رياضياً ومهتماً بالرياضة وبالتحديد رياضة المحركات وسباقات السيارات، فقد بدأ في سن مبكرة ومن ثم انتقل إلى هوايته واهتماماته برياضة المحركات إلى المستوى التالي منها؛ مشاركاته في سباقات السيارات .

 فقد شارك في سباق دام 24 ساعة في بطولة “إطارات تويو”، التي أقيمت في دبي، و حل فريقه في المرتبة الثانية، بينما ظفر بالمرتبة الأولى من فئة A5 . وفي نفس العام شارك  للمرة الأولى في سباق “سوبر كاب بورش جي تي 3” الأوروبي بين عامي 2009 و 2010 ، و كانت له مشاركة أيضاً في بطولة «بورش» للشرق الأوسط، وفاز باللقب فيها، و من ثم  انضم سموه إلى فريق ريد بول. وفي عام 2011 أثبت قدرته و استمراريته في النجاح خارج منطقة الشرق الأوسط، بعد فوزه ببطولة السباق الأول في العالم FIA GT3، التي كانت في البرتغال،  كما خضع للاختبار الذي يؤهل للمشاركة في سباق التحمل «لو مان” الذي استمر 24 ساعة،و حل في المرتبة الثانية، ثم فاز ببطولة «بورش جي تي 3” للمرة الثانية، و خاض  سباق «دانلوب” الذي استمر مدة 24 ساعة في دبي، و ظفر بالمرتبة الرابعة في هذا السباق .

كيف تقيمون المرحلة الحالية لرياضة السيارات في السعودية؟

بفضل الله شهد الاهتمام برياضة السيارات إقبالاً وتزايداً من سنة إلى أخرى وطبعاً نحن نطمح إلى مزيد من الاستثمار في رياضة سباق السيارات, سواءً من ناحية تكوين الأماكن المخصصة للشباب في السيارات, أو من ناحية (الكارتينق) والحلبات في كافة أنحاء المملكة, وهذا بلا شك سوف يزيد من اهتمام الشباب برياضة السيارات.

بعد تجربتكم في سباق السيارات، ما هو دوركم في رفع مستوى اهتمام الشباب برياضة السيارات ؟

دورنا توعوي أولاً وأخيراً, و يجب أن يكون هناك استثمار كبير في الحلبات, لأن استثمارها كبير جداً, و إن شاء الله يد بيد - كما يقولون - عن طريق الاتحاد السعودي للسيارات وبتعاوننا سوف نثقف الشباب برياضة سباق السيارات, والجدير ذكره أنه يمكن لأي شاب أن يشارك فيها, و يزيد من اهتمام الشباب بها, كما أحب أن ألفت الانتباه إلى أن  للإعلام دوراً رئيسياً في هذا الجانب, وذلك بالوصول إلى الشباب والشابات, وحثهم على الاهتمام بالرياضة ومتابعتها, و في السنوات القادمة - بإذن الله - سوف يزداد اهتمام الشباب بهذه الرياضة ويتفاعلون معها أكثر.

رياضة السيارات في السعودية عمرها 4 سنوات فقط ! من وجهة نظركم، كيف تقيمون هذه المرحلة الحالية لرياضة السيارات، هل هي جيدة نوعاً ما؟

لا زلنا في البداية, و أكررها « نحن لازلنا في البداية», ولا نستطيع أن ننافس أي سباق للسيارات في العالم, والخطوات التي اتخذت في هذا الجانب خطوات صائبة وفي الاتجاه الصحيح, ولكنها تتطلب جهداً كبيراً, ولا ننسى أن جميع الجهود القائمة الآن, هي جهود شخصية فردية سواءً كانت من قبلنا كفريق خاص, أو من الراليات, ويزيد الراجحي فريق خاص حتى الآن, فلو دخل القطاع الحكومي في هذا المجال سوف يكبر هذا المجال الرياضي بشكل مهول ولافت للنظر, وطبعاً «رالي حائل» هي الجهة الوحيدة في هذه الرياضة في المملكة, ومدعوم من القطاع الحكومي, ولكن «رالي حائل» يقام مرة واحدة في السنة, فلماذا لا يقام أكثر من سباق وفي جميع أنحاء المملكة ؟.

ولماذا لم يدعم القطاع الحكومي حتى الآن رياضة السيارات بشكل أكبر ؟

أنا أعتقد أن هناك ثمة جهل بهذه الرياضة, كما أنني متأكد بأنه ليس جهلاً متعمداً أو تقصيراً, ولكنهم لا يعرفون رياضة السيارات, وذكرت في مرة سابقة بأنه قبل سبع سنوات لم يكن يوجد اتحاد لرياضة السيارات, ولكن الآن اختلف الوضع فهناك اتحاد لرياضة السيارات ونشط جداً, وهذه تعتبر أول خطواته تجاه هذه الرياضة وسمو الأمير سلطان بن بندر الفيصل جهوده كبيرة ومقدرة في الاتحاد, وأمين عام الاتحاد السعودي أنور حلمي يقدم مجهوداً يشكر عليه, ولكننا نطمح إلى الأفضل دائماً وأكثر من ذلك, ونطالبهم بأن يضاعفوا هذا الجهد, لأننا نريد رياضة سيارات جيدة, وأنا متأكد بأنه ليس تقصيراً عن علم, ولكن في الحقيقة قليل من يفهم رياضة السيارات, وهل هي فعلاً رياضة أم لا! وهذا هو الشيء الذي نريد أن نوصله إلى الناس, بأنها رياضة ويمكن للسائقين أن يستفيدوا منها, كما يمكن للجهات الإعلامية الاستفادة منها أيضاً, وجماعات الرعاة وأعضاء الفريق كذلك فاليوم يتكون أعضاء الفريق من: سائق, وميكانيكي, ومهندس, ومدير أعمال, ومنسق وجهة إعلامية وهذه جميعاً فرص عمل للشباب, ومن الممكن بأن تتوافر في فريق كامل لدينا, فلو كان لدينا أكثر من فريق في السعودية وأكثر من منطقة يوجد بها حلبات لسباق السيارات وأماكن للراليات, فسيصبح هناك اهتمام أكبر و فرص كبيرة وأكثر للشباب.

بالرغم من صغر عمر رياضة السيارات في المملكة، ولكن هناك أكثر من اسم استطاع أن يصل للعالم بأكمله مثل: سموكم ويزيد الراجحي .. كيف تم ذلك، وهل هي اجتهادات شخصية؟

كل هذا كان باجتهادات خاصة, ولدى الفرد بلا شك الإمكانيات وبذل المجهود والوقت في سبيل هذه الرياضة, كما يؤمن الفرد فيها بإمكانياته, وبأنه سيصل لما يريد في هذا المجال, وسخر وقته وجهده فيها, ونحن نفس الشيء كنا قبل سبع سنوات, لم ننجز شيئاً ولم يكن هناك ثمة شيء يذكر, أما الآن فقد أصبح لدينا حلبة وبطولات واهتمام و رعاة, فيجب على الشخص أن يجتهد ويحاول أن يبذل جهده في الطريق السليم, والكل يخطيء ويصيب, ولا يوجد أحد معصوم من الخطأ, ولكن كل الذي لدينا الآن هي مجرد اجتهادات شخصية كما ذكرت, وحتى حلبة الريم فهي بجهد فردي من القطاع الخاص, ولو دخل القطاع الحكومي في هذا المجال فسيتعاظم ويكبر ويتسع, وسيصبح  مثل رياضة كرة القدم الآن.

برزت منذ فترة في رياضة السيارات، و لم يكن لدينا اتحاد لهذه الرياضة، كيف تم ذلك ؟

كنت أسافر للبحرين للمشاركة في هذه الرياضة, وأنا في الأساس أسكن في مدينة جدة, وليس لدينا حلبة فيها, ولذا أجد نفسي مجبراً على السفر للرياض لكي أشارك في السباقات, وهذا الأمر ليس طبيعياً, ويجب أن يكون لدينا حلبات لسباق السيارات في كل مكان, ونصف السائقين الذين يشاركون في بطولة الشرق الأوسط يعيشون في مدينة جدة, وتنحصر المشكلة في أنه لا يوجد لدينا حلبة.

هل تطمحون في أن تتواجد حلبات لسباق السيارات في أغلب  المدن السعودية؟

أتمنى أن يكون هناك تخطيط مسبق لإقامة حلبات لسباق السيارات في جميع مدن المملكة, لماذا لا يكون هناك أكثر من حلبة, في مدينة الرياض وجدة و في جميع مناطق المملكة. من المفترض بأن يكون هناك أكثر من حلبة, ولو كان هناك بطولة سعودية فأنت سوف تحيي هذه المناطق بزيارتك لهذه المناطق, وسوف تجبر المهتمين بهذه الرياضة بأن يذهبوا لهذه المناطق, وهذا ما يجذب الإعلام, وسيعمل عندئذ على وضعها في دائرة اهتماماته, كما ستكون هناك دعايات كثيرة أيضاً, وسيخلق هذا الحراك فرص عمل كثيرة لأصحاب هذه المناطق, بسبب اهتمامهم بهذه الرياضة وحفاوتهم بها.

هل يضايقكم بعض الشيء وجود حلبة السباقات خارج المدينة، وهل يزعج هذا الأمر المهتمين بهذه الرياضة ؟

من الضروري أن تكون خارج المدينة, لأنها تحتاج إلى مساحة كبيرة للسباقات ولكي يكون التنظيم بشكل أكبر ومنظم, و أيضاً لكي لا تزعج السكان القاطنين في هذه المناطق, فبعض الحلبات التي في انجلترا تبعد ساعتين عن مدينة لندن, ولا يوجد شيء أبداً في العاصمة.

كيف ترى دور الإعلام في دعم  رياضة السيارات في السعودية؟

 لقد زاد الاهتمام بهذه الرياضة في الفترة الأخيرة بفضل الله, وكان الهدف من إنشاء الملتقى الإعلامي لرياضة السيارات الذي أقيم في حلبة الريم هو توعية الإعلاميين برياضة السيارات, وتذكيرهم بواجبهم تجاه هذه الرياضة, وذلك بالاهتمام بها وإلقاء الضوء على أبعاد هذه الرياضة وأدوارها, نعم يجب علينا تذكير الإعلاميين بدورهم المتمثل في تثقيف الآخرين بهذه الرياضة, ونشر الخبرات والإنجازات التي تمت في هذا الصعيد, هذا هو الدور المناط بأجهزة الإعلام.    

ماذا ينقص الإعلام الرياضي في سباقات السيارات؟

ينقصنا وجود سباقات أكثر ومتابعتها إعلامياً, فمثلاً في كرة القدم نشاهد تقريباً في كل أسبوع هناك مباراة تقام لكل نادٍ, فلماذا لا يكون هناك سباق أسبوعياً للسيارات فلو طبق هذا الاقتراح فسنشهد اهتماماً ونشاطاً كبيرين وملحوظين بهذه الرياضة.وفي بطولة العالم هناك عشرون جولة سباق, بمعنى أن هناك تقريباً سباقين شهرياً فمن أجل أن نزيد اهتمام الناس بهذه الرياضة أكثر, يجب أن تكون هناك سباقات كثيرة.

دورة الإعلاميين لرياضة السيارات .. ما هي الأهداف المرجوة منها؟

تنحصر أهداف دورة الإعلاميين في تعميق ثقافة الإعلاميين بهذه الرياضة وإشعارهم بضخامة العمل الذي نقوم به, وبذلك سيصبح الاهتمام أكبر برياضة السيارات والدراجات النارية, إن الرسالة التي سيبعثها الإعلام للمجتمع بخصوص هذه الرياضة, ستحرك اهتمامات القطاع الخاص والحكومي في هذا الشأن, وسيسفر هذا الاهتمام بلا شك عن تنسيق مشترك, وهذا في حد ذاته مكسب للجميع. ولكي تنجح هذه المساعي يجب أن يكون هناك تعاون بين الجميع.

في الوقت الراهن، من الداعم الأكبر لرياضة السيارات في السعودية؟

حالياً الجهة الرسمية الداعمة لهذه الرياضة هي الاتحاد السعودي لرياضة السيارات, فهي الجهة الوحيدة المخولة, ونحن نأخذ الترخيص من الاتحاد السعودي وهذا هو واجبنا تجاه هذه الجهة الرسمية المخولة بكل شيء, فهم القادة الذين يسيرون بنا إلى  الأمام, و نحن نسير من خلفهم.

متى ستأخذ رياضة السيارات في السعودية مكانة عليا، وتستأثر باهتمام الشباب، مثلها في ذلك مثل اهتمام الشباب بكرة القدم وغيرها من  الرياضات الأخرى؟

هناك تقريبا مائة وثلاثون ملعب كرة قدم في السعودية , فعندما نجد أماكن يمارس فيها الشباب هذه الهواية, عندها ستنال هذه الرياضة اهتماماً واسعاً منهم, وهي مسألة وقت.

طموح الأمير عبد العزيز بن تركي في رياضة السيارات إلى أين وصل ؟

هدفي الأول توعية المجتمع بهذه الرياضة, وتأسيس رياضة للسيارات سليمة وقوية نستطيع أن نمثل فيها المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية, هذا هو الهدف الأساسي من كل الذي نقوم به, ومن طموحاتي جذب اهتمام الشباب بهذه الرياضة ومما لا شك فيه أن هناك الكثير من الشباب يفضلون هذه الرياضة ونحن نود جذبهم  واستقطابهم لممارستها في أماكن مخصصة بها, تحميهم وتحمي الآخرين ,كما نود إيجاد فرص عمل تستوعب طاقات الشباب, ويمكن أن يجدوا فيها ما يشبع هواياتهم واليوم يتقاضى سباستيان فاتيل راتباً قدره سبعة ملايين يورو في السنة الواحدة تقريباً, وهو لا يزال في الواحدة والعشرين من عمره, لأنه شاب مجتهد بحق, اجتهد ووجد جهات تهتم به, منها الإعلامية وغيرها, وهناك حلقة اقتصادية وهذا ما نريد أن نجعله في السعودية ونطمح إليه بإذن الله.

آخر مشاركة لكم كانت في جولة قطر، كيف تصفونها؟

دخلت جولتي قطر وكان هدفي تحقيق الفوز فيهما, وبفضل الله استطعت أن أحقق  المركز الثاني في السباقين, بالرغم من مشاركة سائقين جدد في البطولة, ولم يحسم اللقب بعد, وموعدنا حلبة صخير لحسمه, ولدي القدرة - بإذن الله- على تحقيق اللقب..

ما هي مشاركاتك القادمة   ؟

نخوض في هذه الآونة مشاركة بطولة الشرق الأوسط, وقد أنهينا أكثر من سباق  وتبقى لدي ثلاثة سباقات في البحرين, وإن شاء الله سيبدأ في الصيف المقبل النشاط الأوروبي الخاص بهذه الرياضة, وستكون لدينا نشاطات قادمة هناك بإذن الله.

كلمة أخيرة لمجلة «ليالينا»؟

كل الشكر لكم مجلة «ليالينا» .. ولحضوركم لدورة الإعلاميين لرياضة السيارات   وعلى دعمكم لهذه الرياضة, شكراً لكم.
 

أعجبتك المقابلة؟ لتصلك أخر المقابلات الحصرية من ليلينا على بريدك الإلكتروني اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية