الألياف الغذائية: درع طبيعي ضد الالتهابات المعوية الخطيرة

كشفت دراسة علمية حديثة عن دور محوري للألياف الغذائية في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، والوقاية من الالتهابات المعوية الخطيرة.

دراسة علمية تكشف: كيف تحمينا الألياف من أمراض الأمعاء الخطيرة؟

هذه النتائج المهمة تقدم رؤى جديدة حول العلاقة المعقدة بين النظام الغذائي والصحة المعوية والوظائف المناعية للجسم.

وأظهرت الدراسة أن النظام الغذائي الغني بالألياف، التي توجد بوفرة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، يمكن أن يشكل استراتيجية وقائية فعالة ضد مجموعة متنوعة من الأمراض المعوية البكتيرية.

فخلال سلسلة من التجارب المخبرية والسريرية، اكتشف العلماء آلية بيولوجية دقيقة تفسر كيفية تأثير الألياف الغذائية على صحة الأمعاء، وقدرتها على مقاومة العدوى.

وتتمحور هذه الآلية حول إنتاج مادة الأسيتات، وهي مركب كيميائي حيوي ينتج أثناء عملية هضم الألياف بواسطة البكتيريا النافعة المتواجدة في الأمعاء.

وأوضحت النتائج أن مادة الأسيتات تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم الاستجابة المناعية داخل الغشاء المخاطي المعوي، حيث تعمل على موازنة نشاط الخلايا المناعية، ومنع التفاعلات الالتهابية المفرطة، التي قد تتسبب في تلف أنسجة الأمعاء.

وأشار الباحثون القائمون على الدراسة، إلى أن نقص الأسيتات في الجسم، يمكن أن يؤدي إلى خلل في التوازن المناعي، مما يحفز الجسم على الإفراط في تنشيط آليات الدفاع المناعي.

وهذا الاختلال قد يؤدي بدوره إلى تلف الأنسجة المخاطية للأمعاء، ويزيد من قابليتها للإصابة بالعدوى البكتيرية، بما في ذلك العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

وأكدت الدراسة أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالألياف، يتجاوز فوائده التقليدية المعروفة في تحسين عملية الهضم، ليشمل دوراً وقائياً هاماً ضد أمراض الأمعاء الخطيرة.

ولفتت إلى فعالية الألياف في الوقاية من العدوى التي تسببها بكتيريا Clostridioides difficile، وهي من أكثر أنواع العدوى المعوية المستشفوية انتشاراً وخطورة.

ويسلط هذا الاكتشاف العلمي الضوء على الأهمية البالغة للعادات الغذائية الصحية في الحفاظ على سلامة الجسم.

وأضاف الباحثون أن نوعية الطعام الذي نتناوله، لا تؤثر فقط على وزن الجسم أو مستويات الطاقة، بل تلعب دوراً محورياً في تشكيل قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، والحفاظ على توازن النظام المناعي.