الأسواق تتراجع.. أونصة الذهب تنخفض إلى 3024 دولارًا

تراجع سعر الذهب بشكل حاد في نهاية تعاملات الأسبوع، وسط موجة بيع في الأسواق العالمية دفعت المستثمرين لتسييل أصولهم، من بينها المعدن الأصفر، لتغطية خسائرهم. 

جاء هذا التراجع على خلفية تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما زاد من مخاوف حدوث ركود اقتصادي عالمي.

خسائر كبيرة للذهب تمحو مكاسب الأسبوع

انخفض الذهب الفوري بنسبة 2.9% ليصل إلى 3024.2 دولارًا للأونصة، بعد أن لامس أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 3015.29 دولارًا، مقارنةً بذروته التاريخية التي بلغت 3167.57 دولارًا يوم الخميس، كما سجل الذهب تراجعًا أسبوعيًا بنسبة 1.9%.  

وفي السياق نفسه، هبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 2.8% لتستقر عند 3035.40 دولارًا.

الذهب وتغطية الخسائر في الأسواق

أشارت سوجي كوبر، المحللة في بنك "ستاندرد تشارترد"، إلى أن الذهب يُستخدم كأصل سائل يباع عند الحاجة لتغطية خسائر أخرى، وهو ما يفسر تراجع أسعاره بعد الأحداث المالية الكبرى، بما يتماشى مع سلوك الأسواق في الأزمات السابقة.

تأثرت الأسواق العالمية سلبًا بعد إعلان الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية بدءًا من 10 أبريل، في رد مباشر على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.  

وانخفض مؤشرا S&P 500 وNasdaq بنسبة 5% لكل منهما، في ثاني يوم على التوالي من التراجع الحاد.

الذهب لا يزال ملاذًا آمنًا رغم الاضطرابات

ورغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب مرتفعًا بنسبة 15.3% منذ بداية العام، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية حول العالم، واستمراره كأداة تحوط فعّالة ضد الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.  

وأكد مات سيمبسون، كبير المحللين في "سيتي إندكس"، أن الذهب "لا يزال يمثل ملاذًا آمنًا" للمستثمرين، رغم تقلبات السوق.

وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.7% أمام سلة من العملات الرئيسية، ما زاد من تكلفة شراء الذهب للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، وهو ما ساهم في تعميق تراجع الأسعار.

بيانات التوظيف الأميركية تؤثر في توقعات الفائدة

أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية نتائج إيجابية فاقت التوقعات، ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة تأجيل خفض أسعار الفائدة.  

وقال أليكس إبكاريان، المدير التنفيذي لشركة "أليجيانس جولد"، إن هذه البيانات "تعزز موقف الفيدرالي في التريث بخصوص خفض الفائدة"، وهي بيئة لا تكون بالضرورة داعمة لأسعار الذهب.

خسائر حادة في سوق المعادن الثمينة

لم يكن الذهب وحده المتأثر؛ فقد تراجعت الفضة بنسبة 7.3% إلى 29.54 دولارًا للأونصة، متجهة نحو أسوأ أداء أسبوعي منذ سبتمبر 2020.

كما خسر البلاتين 3.6% ليصل إلى 918.35 دولارًا، وانخفض البلاديوم بنسبة 2% إلى 909.75 دولارًا، ليختتما أسبوعًا دامٍ في سوق المعادن.