الأسواق الآسيوية والعالمية تهوي بسبب تعريفات ترامب
الخسائر تضرب الأسواق العالمية والآسيوية وسط تصاعد التوترات التجارية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
- تاريخ النشر: منذ 6 أيام

شهدت أسواق الأسهم الآسيوية، صباح الاثنين، هبوطاً جماعياً حاداً مع استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقفه المتشدد تجاه الصين، وسط تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
وتزايدت رهانات المستثمرين على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة بشكل عاجل، ربما بدءاً من شهر مايو المقبل.
ترامب يتمسك بالتعريفات الجمركية
جدد ترامب تأكيده على أن الولايات المتحدة لن تبرم اتفاقاً تجارياً مع الصين قبل معالجة العجز التجاري بين البلدين، قائلاً إن المستثمرين "عليهم تقبل الأمر".
وجاءت تصريحاته متزامنة مع مؤشرات سلبية في الأسواق، حيث فسّر المحللون ذلك كإشارة على غياب أي نية للتراجع عن السياسات الجمركية المتشددة.
وقال شون كالو، كبير محللي العملات في شركة "ITC ماركتس" في سيدني، إن "الأسواق تبحث عن مخرج، لكن الرئيس لا يظهر أي اهتمام بردع التراجعات، بل يبدو مقتنعاً بموقفه منذ سنوات".
توقعات بخفض متسارع للفائدة الأمريكية
دفعت التطورات الأخيرة العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية إلى تسعير ما يقارب خمس تخفيضات هذا العام، ما أدى لانخفاض حاد في عوائد سندات الخزانة وهبوط الدولار أمام العملات الآمنة.
في هذا السياق، رجّح بروس كاسمان، كبير الاقتصاديين في بنك "جي بي مورغان"، أن تؤدي السياسات التجارية الأمريكية الحالية إلى ركود اقتصادي عالمي، مقدراً احتمال حدوث ذلك بنسبة 60%.
وأضاف: "نتوقع أول خفض للفائدة في يونيو، مع إمكانية استمرار الخفض في كل اجتماع حتى يناير المقبل".
الأسواق العالمية تواصل التراجع العنيف
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 3.5%، في حين هوى مؤشر ناسداك بنسبة 4.4%.
وسجلت البورصات الأوروبية خسائر حادة أيضاً، حيث هبط مؤشر EUROSTOXX 50 بنسبة 3.6%، ومؤشر DAX الألماني بنسبة 4%.
وفي آسيا، قاد مؤشر نيكاي الياباني الخسائر بهبوط 6.6%، بينما تراجع مؤشر كوريا الجنوبية بنسبة 5%، ومؤشر MSCI لأسهم آسيا خارج اليابان بنسبة 7.5%.
كما خسر مؤشر الأسهم الصينية الممتازة 6.3%، وسط ترقب لرد فعل حكومي.
أما مؤشر تايوان، فقد سجل هبوطاً قياسياً بنسبة تقارب 10%، ما دفع السلطات للتدخل وتقييد البيع على المكشوف.
أسواق النفط والذهب تتعرض لضغوط إضافية
تراجعت أسعار النفط متأثرة بالتوقعات القاتمة للنمو العالمي، حيث انخفض خام برنت إلى 64.23 دولاراً للبرميل، في حين تراجع الخام الأمريكي إلى 60.60 دولاراً.
أما الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، فقد بريقه مؤقتاً متأثراً بموجة البيع الواسعة، وتراجع بنسبة 0.3% ليصل إلى 3026 دولاراً للأوقية، وسط مؤشرات على قيام المستثمرين بتصفية الأصول لتغطية خسائر أخرى.
قلق من تضخم مستقبلي وتراجع في أرباح الشركات
رغم توقعات ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% خلال مارس، يرى محللون أن التعريفات الجمركية ستؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة حادة في الأسعار، ما سيضغط على هوامش أرباح الشركات.
ويتوقع محللو "غولدمان ساكس" أن تقل الشركات عن المعتاد في تقديم توجيهات مستقبلية خلال موسم الأرباح المقبل، محذرين من احتمالات تعديل سلبي لهوامش الأرباح خلال الفصول القادمة، نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد والخامات.