الأخوان رحباني: أهم المحطات في حياتهما قبل الشهرة

الرحبانية اسم لمع في عالم الفن.. استطاع الأخوان رحباني تقديم عالم كامل من الإبداع بصحبة السيدة فيروز، لكن تلك الشهرة سبقتها حياة شاقة عاشها الأخوان عاصي ومنصور قبل الشهرة.

والدهما

كان والدهما حنا الرحباني أحد "قبضايات" المنطقة، وقد طاردته السلطة العثمانية. وقد استأجر المقهى المعروف بـ "فوار أنطلياس"، وكان يعزف على آلة البزق بين أصحابه وأفراد عائلته وطفليه عاصي ومنصور.

سكنا بيوتاً ليست ببيوت.. هذه طفولتنا

وُلد الرحبانيان في بيت قديم كانت أمهما سعدى تملكه، لكن العائلة بسبب ظروفها الصعبة عاشت تتنقل من بيت إلى آخر. ويعلق منصور الرحباني على ذلك بالقول: «تشردنا في منازل البؤس كثيراً.. سكنا بيوتا ليست ببيوت.. هذه طفولتنا.. أخوتي وأنا».

أما عن المدرسة، فقد كان عاصي الرحباني متفوقاً في دروسه. أما منصور الرحباني فقد كان فاشلاً في المدرسة، وكان يدفع ثمن فشله بأن يبقيه المعلم داخل الغرفة، ويغُلق عليه الباب لساعات عدة.

مع اشتداد الحرب العالمية الثانية، انتقلت العائلة الرحبانية إلى منطقة ظهور الشوير، وهناك كان عاصي ومنصور يقتربان من الطبيعة أكثر ويمتزجان بأحراشها وحيواناتها وصخورها، وهو ما صقل موهبتهما الفطرية، وظهر في أعمالهما الفنية فيما بعد.

مجلة الحرشاية

في عام ألف وتسعمئة وسبعة وثلاثين ميلادياً، أصدر عاصي الرحباني مجلة صغيرة سماها «الحرشاية»، كان يكتب كل موادها بخط يده، ويوقع كل مادة باسم مختلف، مدعياً أن ثمة أسرة تحرير تساهم في العمل. وآخر كل أسبوع كان يحمل العدد الجديد ويقرؤه في بيوت الأصدقاء والأقارب.

أول آلة موسيقية

وفي صيف عام ألف وتسعمئة وثمانية وثلاثين ميلادياً، حقق عاصي الرحباني حلمه باقتناء آلة موسيقية، حين وجد على أرض المقهى ورقة من فئة عشر ليرات؛ أمره والده بتعليقها على حبل في المقهى ليتسنى لصاحبها استعادتها.

وبعد أيام بقيت في مكانها، فما كان منه إلا أن قلدها على ورقة، وعلق الورقة على الحبل. أما الليرات العشر فأنفقها للذهاب إلى بيروت وشراء كمان قديم.

العمل في شرطة البلدية

وفي عام ألف وتسعمئة واثنين وأربعين، وُظف عاصي الرحباني في بلدية أنطلياس كشرطي بلدية، وبعد عام تبعه شقيقه منصور الرحباني،  الذي انتقل فيما بعد إلى شرطة بيروت. وكان رئيس البلدية من محبي الموسيقى؛ الأمر الذي أدى إلى تنظيم حفلات موسيقية.

نادي أنطلياس

كانت انطلاقة الأخوين رحباني في نادي أنطلياس؛ حيث قدما حفلات فولكلورية ومسرحيات غنائية.

مشوارهما مع فيروز

وبعد وفاة الوالد، أصدر الرحبانيان مجموعتهما الشعرية الأولى بعنوان (سمراء مها)، قبل أن يدخلا الإذاعة اللبنانية، ويتعاونا ويتعرف عاصي الرحباني إلى "الصبية الخجولة" نهاد حداد، التي أصبحت فيما بعد المطربة الشهيرة "فيروز".

ليتزوج عاصي الرحباني من فيروز بعدها، ويثمر تعاون الثلاثي مجموعة من أروع الأعمال الفنية.