ارتفاع الدولار بعد حرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين

شهدت الأسواق المالية العالمية، اليوم الثلاثاء حالة من التقلبات العنيفة بعد تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

حيث دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الصادرات الصينية حيز التنفيذ، مما دفع بكين للرد بسرعة بفرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية.

ارتفاع الدولار الأمريكي 

مع هذه التطورات، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% ليصل إلى مستوى 108.78، بينما تعرض كل من الدولار الكندي وبيزو المكسيكي لضغوط بيع كبيرة. 

وعلى الجانب الآخر، انخفض اليورو تحت مستوى 1.02 دولاراً بسبب المخاوف من احتمالية سحب أوروبا إلى هذا النزاع التجاري.

أثرت الحرب التجارية بشكل مباشر على أسواق الأسهم العالمية، فقد شهدت عقود المؤشرات الأمريكية الآجلة تذبذبًا كبيرًا، مع انخفاض مؤشر S&P 500 المستقبلي بنسبة 0.2%. 

كما هبطت أسهم هونغ كونغ من أعلى مستوياتها خلال شهرين بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة.

من ناحية أخرى، تعرضت العملات الرقمية لضغوط بيع كبيرة، حيث انخفضت قيمة البيتكوين بنسبة 3% لتصل إلى مستوى 98,750 دولارًا، فيما استمر الذهب في الصعود باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين، بينما تعرضت السندات لضغط طفيف.

الصين ترد على الرسوم الأمريكية

وجاء هذا مع  بعد بدء سريان الرسوم الأمريكية على واردات الصين عند الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش، لتعلن الحكومة الصينية أنها ستبدأ تحقيقًا ضد شركة "غوغل" وستفرض رسومًا جمركية على الواردات الأمريكية من النفط، الفحم، الغاز، السيارات والمعدات الزراعية اعتبارًا من 10 فبراير.

صرح جيف نغ، رئيس استراتيجية آسيا لدى SMBC في سنغافورة، بأن "الوضع لا يزال متغيرًا للغاية، وأتوقع المزيد من عدم اليقين وقوة الدولار مع احتمالية تجاوز زوج العملات USDCNH مستوى 7.40".

وقد انخفض اليوان الصيني خارجيًا إلى مستوى 7.3236 مقابل الدولار.

مع استمرار إغلاق الأسواق الصينية للاحتفال بعيد الربيع، يركز المستثمرون على تحديد نطاق تداول العملة الصينية صباح الأربعاء للحصول على إشارات حول موقف بكين التفاوضي. 

وقالت المتحدثة باسم ترامب إن الرئيس الأمريكي سيتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال الأيام القادمة.

صرح ناكاماتسوزاوا، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في نومورا بتوكيو، بأن "الصين ليست مجرد منافس اقتصادي، بل سياسي أيضًا، إذا لم تقدم الصين تنازلات اقتصادية كبيرة، فأنا لا أعتقد أن ترامب سيتوقف عن فرض الرسوم".

تأثير الحرب التجارية على الشركات الكبرى

وسط هذه التوترات، قدمت بعض الشركات الكبرى نتائجها المالية. فقد تجاوز بنك UBS Group التوقعات بأرباح الربع الرابع، وأعلن عن برنامج إعادة شراء الأسهم. 

كما حقق BNP Paribas أداءً أفضل من المتوقع، ولكنه خفض هدف الأرباح السنوية.

من جانب آخر، من المقرر أن تصدر شركة Google تقاريرها بعد إغلاق الأسواق الأمريكية اليوم، مع التركيز الكبير على إنفاقها الضخم في مجال الذكاء الاصطناعي.

بعد ارتفاعها أمس الاثنين، شهدت أسعار النفط انخفاضًا جديدًا، حيث لامس خام برنت أدنى مستوى له خلال شهر عند 75.03 دولارًا للبرميل. 

ويأتي هذا الانخفاض وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد التجاري إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما يؤثر سلبًا على الطلب على النفط.

أشار مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في JP Morgan، إلى أن "زيادة عدم اليقين بشأن السياسات سيكون من الصعب التراجع عنها"، ومن المتوقع أن تظل الاحتياطي الفيدرالي على الحياد قدر الإمكان في ظل هذه الظروف، مع التركيز على مراقبة تطورات السوق دون اتخاذ خطوات جذرية.