اختراعات هامة.. ندم عليها مخترعوها!

ليس من الغريب على المخترعين والباحثين والمطورين أن يندموا على إبداعاتهم، فعلى الرغم من أن آينشتاين لم يعمل بشكل مباشر على القنبلة الذرية، إلا أنه ندم وأعرب عن أسفه على دوره في تشجيع تطويرها، فور علمه بتفجير هيروشيما.

وبشكل مماثل، فإن ألفريد نوبل الذي طور الديناميت والتقنيات الخاصة بأسلحة أخرى، أطلق جائزة نوبل للسلام لمنحها لدعاة السلام، وقد فسر آينشتاين دوافعه لإنشاء الجائزة بالتكفير عن ذنبه.

آرثر غالستون، عالم النبات المتخصص في أخلاقيات علم الأحياء، كان قد ولف حمض TIBA لتحسين المحاصيل، فطوّره الجيش البريطاني والجيش الأمريكي لاحقاً لإنتاج مبيد الأعشاب ونازع أوراق الشجر "العامل البرتقالي" أو "عامل أورانج" (Agent Orange)، واستخدمه الجيش الأمريكي أثناء حرب فييتنام كجزء من برنامج الحرب السامة، فنتج عن ذلك مئات الآلاف من القتلى والمشوهين والأطفال الذين ولدوا بعيوب خلقية.

ميخائيل كلاشنيكوف، فريق في الجيش الروسي، صمم واخترع السلاح الهجومي الرشاش "إيه كيه-47" (AK-47) لمساعدة الجيش الروسي على قهر الفاشيين، وذلك أثناء إقامته في المستشفى خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن توفر هذا السلاح في أيدي المجموعات الإرهابية، جعل كلاشنيكوف يتمنى لو أنه اخترع شيئاً أكثر فائدة.

كامران لوغمان، ساعد في تطوير رذاذ الفلفل (Pepper Spray) مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في الثمانينيات لاستخدامه كمادة مساعدة في صناعة الأسلحة. وفي عام 2011، وفي مظاهرة في جامعة كاليفورنيا، دافيس، قامت شرطة الجامعة برش رذاذ الفلفل على مجموعة من المتظاهرين بينما كانوا جالسين على طريق معبدة في الحرم الجامعي. فعلّق لوغمان على هذه الحادثة قائلاً بأنها انتهاك لنيته الأصلية عند تطويره رذاذ الفلفل، حيث لم يكن يتصور أنه سيرى مثل هذا الاستخدام غير السليم وغير المناسب للمواد الكيميائية. وعبر عن شعوره بالواجب المدني لأن يشرح للجمهور بأن هذه ليست الغاية التي تم تطوير رذاذ الفلفل من أجلها.

الأخوان رايت، أورفيل وويلبور، المخترعان اللذان يُنسب إليهما اختراع أول طائرة والقيام بأول تجربة طيران ناجحة. وقد عاش أورفيل حتى عام 1948، وشهد العديد من الأحداث الهامة في مجال الطيران، منها الدفع النفاث وأول صاروخ، ولكنه أيضاً شهد الدمار الناجم عن القنابل الساقطة من الطائرات أثناء الحرب العالمية الثانية. فقال أورفيل بأنه كان يتمنى لو اخترع شيئاً من شأنه إحلال السلام الدائم في الأرض، ولكنه كان مخطئاً، فقد قللنا من قدرة الإنسان على الكراهية وإفساد الوسائل الجيدة واستخدامها لغايات شريرة.

روبرت أوبنهايمر، المدير العلمي على مشروع مانهاتن لتصنيع السلاح النووي الأول في الحرب العالمية الثانية، والذي يُعرف بلقب "والد القنبلة النووية". وعند إدراكه لقوتها، حث على المراقبة الدولية للطاقة الذرية، من أجل إنهاء سباق التسليح النووي مع الاتحاد السوفيتي. واشتُهر أوبنهايمر بمقولته: "الآن أصبحتُ الموت، مدمّر العالم" (Now I am become Death, the destroyer of worlds).