تعرفت الدكتورة الكندية إنجريد ماتسون على الإسلام خلال دراستها في فرنسا من خلال عدد من زملائها من السنغال وموريتانيا وهذه الصداقة دفعتها للتعرف على دين هؤلاء الأشخاص ولم تكن تعرف أن قرائتها للقرآن بغرض الاطلاع سيدفعها إلى اعتناق هذا الدين والدفاع عنه، تعرف أكثر على مسيرتها المهنية وأهم إنجازاتها.
من هي إنجريد ماتسون؟
هي ناشطة وباحثة كندية وأستاذة في الدراسات الإسلامي في جامعة ويتسرون أونتاريو في كندا ولدت في 24 أغسطس عام 1963 في كينغستون أونتاريو كندا.
برز اسم إنجريد كونها واحدة من أهم المدافعات عن الدين الإسلامي، وقد ألقت الكثير من المحاضرات وألفت العديد من الكتب في سبيل الدفاع عن الدين الإسلامي ونشره في أوروبا وأمريكا.
أنشأت إنجريد أول برنامج ديني إسلامي في الولايات المتحدة، وقد شغلت عدة مناصب هامة منها رئيسة الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية، كما أنها تعمل في الجامعة فدرست في العديد من الجامعات منها جامعة واترلو، وجامعة هارت فورد الأمريكية وغيرها من الجامعات.
عملت الدكتورة إنجريد على العديد من المشروعات الدينية، ولعل أهم هذه المشروعات وهو مشروع يتحدث عن الاعتداء الروحي والجنسي في الأماكن الإسلامية.
نشأتها وتعليمها
ولدت الدكتورة إنجريد ماتسون في أسرة كندية كبيرة فهي الابنة السادسة من أسرة مكونة من 7 أطفال، وقد ولدت ونشأت في منطقة كينغستون في مدينة أونتاريو بكندا.
ارتادت إنجريد المدارس الكاثوليكية، وقد نسبت الفضل إلى النساء الكاثوليكيات لتوفيرهن بيئة تعليمية رائحة ومكانًا لاستكشاف وتطوير الروحانية المبكرة في حياتها.
في عام 1982 التحقت إنجريد بجامعة واترلو في كندا ودرست الفلسفة والفنون الجميل، وكجزء من دراستها أمضت صيف عام 1986 كطالبة زائرة في باريس فرنسا، وخلال هذا الوقت تعرفت على طلاب من غرب أفريقيا وتعرفت على الإسلام.
حصلت إنجريد على درجة البكالوريوس بتقدير الشرف في الفلسفة والفنون الجميلة، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراستها في جامعة شيكاغو، حيث نالت درجة الدكتوراه في لغات وحضارات الشرق الأدنى في عام 1999.
قصة إسلام إنجريد ماتسون
تعرفت الدكتورة إنجريد ماتسون على الإسلام لأول مرة في باريس خلال دراستها كطالبة زائرة هناك، حيث تعرفت على مجموعة من المسلمين من غرب أفريقيا وتحديدًا من موريتانيا والسنغال.
رغم نشأة إنجريد النصرانية الكاثوليكية إلا أنها لم تكن متدينة، كما أنها فقدت إيمانها بوجود الله في هذه الفترة، إلا أنها أحبت ثقافة وترابط زملائها المسلمين ودفعها الفضول أكثر للقراءة عن دينهم.
انبهرت إنجريد كذلك من أن المسلمين لم يبنوا تماثيل أو لوحات حسية لإلههم، وقد سألت أصدقائها المسلمين عن ذلك أجابوا عن تحذير الإسلام الشديد من الوثنية وعبادة الأشخاص، وهذا الموقف دفعها لقراءة القرآن الكريم وانتهى بها الأمر إلى اعتناق الدين الإسلامي في آخر سنة من الجامعة واقتحمت مجال العمل الدعوي.
وعن رحلتها في معرفة الإسلام تقول إنجريد: "لقد صدمني القرآن حقًا مثل الصاعقة أو الصحوة واندهشت من جمال ومجد الخليقة والشعور بالجلالة، والشعور بأن الكون يتخلله المعنى والهدف هذا ما جلبه لي القرآن قبل كل شيء وهو الوعي بالله".
مسيرتها الدعوية
عملت الدكتورة إنجريد ماتسون كأستاذة للدراسات الإسلامية في مدرسة هارتفورد بولاية كونيتيكت منذ عام 1998 حتى عام 2012، حيث قادت تطوير وإدارة أول برنامج دراسات عليا معتمد لقساوسة مسلمين في أمريكا الشمالية، وكانت أيضًا مديرة لمركز ماكدونالد لدراسة الإسلام والعلاقات المسيحية الإسلامية.
بدءًا من عام 2012، ترأست كرسي مجتمع لندن وويندسور في الدراسات الإسلامية في كلية هورون بالجامعة الغربية في لندن، كندا.
من عام 2001 إلى 2010، شغلت الدكتورة ماتسون منصب نائب الرئيس، ثم رئيسًا للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية المقرة في إنديانا.
خلال فترة توليها هذا المنصب، أسست مكتب حوار الأديان والمشاركة المجتمعية في واشنطن العاصمة، ونجحت في تسهيل إقامة شراكات جديدة مع المجتمعات الدينية والمنظمات المدنية الأخرى.
الدكتورة ماتسون هي زميلة في معهد آل البيت الملكي للفكر الإسلامي في عمان، الأردن، وكانت عضوًا في فريق عمل الأديان التابع لمكتب البيت الأبيض للشراكات الدينية وشراكات الجوار خلال فترة رئاسة باراك أوباما.
تعمل حاليًا كأستاذة للدراسات الإسلامية في كلية اللاهوت في جامعة هورون بجامعة ويسترن أونتاريو، وتعمل على مشروع كبير بعنوان "حرمة" الذي يدعم الحركة المقدسة لكل شخص في الأماكن الإسلامية وتثقف الضعفاء حول كرامتهم وحقوقهم.
مؤلفات إنجريد ماتسون
كتابتها، سواء الأكاديمية أو العامة، تركز بشكل أساسي على تفسير القرآن والأخلاق اللاهوتية الإسلامية والعلاقات بين الأديان.
يُعتبر كتاب إنجريد ماتسون "قصة القرآن" من بين أكثر الكتب الأكاديمية مبيعًا وتم توزيعه على المكتبات في جميع أنحاء الولايات المتحدة من قبل الصندوق الوطني الأمريكي للعلوم الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك قدمت العديد من المحاضرات الدينية تحدثت فيه عن موضوعات دينية مختلفة منها المرأة في الإسلام والعلاقات بين الأديان وتنمية القدرات الروحية، وبناء الهوية في الإسلام وحياة المسلمين في كندا وغيرها من الموضوعات.
جوائز وتكريمات
حصلت الدكتورة إنجريد ماتسون على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها المهنية تقديرًا لدورها البارز في نشر الدين الإسلامي والعمل الدعوي، وقد حصلت على 3 شهادات فخرية من جامعات واترلو وهارتفورد ومدرسة شيكاغو اللاهوتية.
حصلت كذلك على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من المملكة الأردنية الهاشمية عام 2010 لإسهاماتها في مجال الدراسات الإسلامي.
حصلت كذلك على جائزة مقال تاريخ الفن من جامعة واترلو عام 1986، وجائزة التميز من قسم اللغة الفرنسية في الجامعة نفسها عام 1985، وجائزة النساء الرائدات عام 2018 وجائزة بناء الجسور من مركز التفاهم المسيحي الإسلامي في واشنطن عام 2014.
حصلت كذلك على جائزة جولدزيهر في العلاقات اليهودية الإسلامية، وجائزة المساهمة الأمريكية المسلمة من جامعة ستانفورد، وجائزة الحاج مالك الشباز من معهد واشنطن للقيادة الأكاديمية، وجائزة الدكتورة بيتي شاباز من منظمة المرأة في الإسلام في عام 2007.