قطة هوليوود المدللة، والنجمة السينمائية الأعلى أجرًا في العالم في الستينيات من القرن الماضي، إنها النجمة البريطانية الأمريكية إليزابيث تايلور التي أبدعت في تقديم شخصية كليوباترا وأصبحت أسطورة سينمائية في هوليوود، وشغلت حياتها الشخصية الإعلام والرأي العام، تعرف على مسيرتها وحياتها السطور التالية.
حياة إليزابيث تايلور ونشأتها
إليزابيث روزموند تايلور هي ممثلة بريطانية أمريكية ولدت في 27 فبراير عام 1932 في لندن لأبوين أمريكيين، وحصلت على الجنسية البريطانية الأمريكية المزدوجة عند الولادة.
كان والدها فرانسيس لين تايلور تاجر أعمال فنية، أما والدتها سارة سوثرن ممثلة مسرحية متقاعدة، وكلا والديها من مدينة أركنساس في الولايات المتحدة الأمريكية.
انتقلت العائلة إلى لندن عام 1929 وافتتحوا هناك معرضًا فنيًا في شارع بوند، وولد طفلهما الأول هوارد في العام نفسه، وعاشت إليزابيث كفولتها في لندن وسط بيئة فنية.
التحقت إليزابيث بمدرسة بايرونهاوس، وتعلم تعاليم العلوم المسيحية وهي ديانة والدتها، وفي أوائل عام 1939 قررت العائلة العودة إلى الولايات المتحددة خوفًا من حرب وشيكة في أوروبا.
غادرت سارة والأطفال أولًا في أبريل عام 1939 على متن سفينة وعاشوا في كاليفورنيا، وبقي والدهم فرانسيس في لندن يستعد لإغلاق معرضه، وعاد إلى الولايات المتحدة في أوائل عام 1940، وافتتح معرضًا جديدًا في لوس أنجلوس.
نشأت تايلور كمسيحية، ولكنها تحولت إلى الديانة اليهودية عام 1959، وبعد تحولها إلى اليهودية أصبحت داعمة نشطة للقضايا اليهودية والصهيونية، وهذا أدى إلى حظر أفلاهما من قبل الدول الإسلامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
تم رفع الحظر على عرض أفلامها في النهائية، حيث اعتبر المسؤولون المصريون أن فيلمها كليوباترا دعاية جيدة وإيجابية للبلاد.
علاقاتها وزيجاتها
طوال حياتها الفنية جذبت إليزابيث تايلور العديد من الرجال حولها، فقد تزوجت 8 مرات من 7 رجال، وحصلت على قدر كبير من اهتمام وسائل الإعلام ورفض الجمهور.
كانت أول علاقة لها وهي في عمر السادسة عشر من بطل كرة القدم الأمريكي جلين ديفيس، وذلك عام 1948، وفي العام التالي كانت مخطوبة إلى وليا باولي جونيور نجل السفير الأمريكي ويليام دي باولي، ولكنها كانت علاقة قصيرة.
في هذه الفترة كان نجم السينما الأمريكي هوارد هيوز يرغب في الزواج منها، وعرض على والديها مبلغ مالي من ستة أرقام إذا وافقت على الزواج منه، ولكن رفضت إليزابيث.
نشأت إليزابيث في أسرة مسيحية متدينة، لذا كانت حريصة على الزواج في سن مبكرة، وكانت تؤمن أن الحب مرادف للزواج، وقد وصفت تايلور نفسها في هذه الفترة بأنها "غير ناضجة عاطفيًا".
في سن الثامنة عشر تزوجت تايلور لأول مرة من كونراد هيلتون جونيور وريث سلسلة فنادق هيلتون عام 1950، وكان زواجها مكلفًا جدًا وأصبح حدثًا إعلاميًا كبيرًا، وفي الأسابيع التي تلت الزواج أدركت إليزابيث أنها ارتكبت خطأ كبيرًا.
اكتشفت تايلور أن زوجها لم يكن يهتم بها، كما أنه كان مسيئًا ويشرب بكثرة، وتسبب في إجهاضها بعد إحدى نوباته العنيفة، وحصلت على الطلاق بعد 8 ثمانية أشهر من زواجها في شهر يناير عام 1951.
تزوجت للمرة الثانية من الممثل البريطاني مايكل وايلدنج، وكان يكبرها بعشرين عامًا في شهر فبراير عام 1952، وأرادت إليزابيث من هذا الزواج الهدوء والأمان والطمأنينة، ووجدت أن الفجوة العمرية بينهما جذابًا.
أنجبت إليزابيث تايلور من وايلدنج ولدين، وهما مايكل الذي ولد عام 1953، وكريستوفر الذي ولد عام 1955، وانفصلا عام 1956، وحصلا على الطلاق عام 1957.
تزوجت بعد ذلك للمرة الثالث من المنتج المسرحي والسينمائي مايك تود في المكسيك في فبراير عام 1957، ولديهما ابنة واحدة اسمها إليزابيث. توفي زوجها في حادث تحطم طائرة في مارس عام 1958، وأصبحت محطمة بسبب هذه الحادثة.
بعد وفاة زوجها أصبحت على علاقة مع المغني إيدي فيشر الذي كان متزوجًا من الممثلة ديبي رينولدز، وأدت هذه العلاقة إلى فضيحة عامة، ولكنهما تزوجا في النهاية في مايو عام 1959، وقد ذكرت فيما بعد أنها تزوجته فقط بسبب حزنها.
أثناء تصوير فيلم كليوباترا في إيطاليا عام 1962 بدأت تايلور علاقة غرامية مع الممثل الويلزي ريتشارد بيرتون على الرغم من أنه كان متزوجًا أيضًا، وقد أدت هذه العلاقة إلى فضيحة، حيث صورتهما الصحافة وهما على متن يخت.
حصلت تايلور على الطلاق من زوجها فيشر عام 1964، وتزوجت بيرتون بعد 10 أيام فقط من زواجها في مونتريال، وتبنت لاحقًا ليزا تود وماريا بيرتون بعد زواجها من بيرتون.
بعد زواجها من بيرتون عاشا حياة مرفهة، وقد أنفقوا الملايين على الملابس واللوجات والماس والسفر والطعام والمشروبات الكحولية.
تطلق الزوجان في يونيو عام 1974، ولكنهما تصالحا وتزوجا للمرة الثانية في أكتوبر عام 1975، واستمر زواجهما الثاني أقل من عام، وانتهى بالطلاق في يوليو عام 1975.
بعد طلاقها صرحت إليزابيث أنه بعد تايلور كانت كل الرجال حولها فقط لحمل المعطف وفتح الباب، وبعد فترة وجيزة من طلاقها من بيرتون التقت بزوجها السادس جون وارنر، وهو سياسي من فرجينيا، وتزوجا في عام 1976.
ساعدته إليزابيث في حملته الانتخابية، وبعد نجاحه في الانتخابات وجدت أن حياتها كزوجة رجل سياسي في واشنطن مملة ووحيدة، وأصبحت مكتئبة وزاد وزنها، وأدمنت على العقاقير الطبية والكحول.
انفصلت إليزابيث تايلور في ديسمبر عام 1981، وحصلت على الطلاق عام 1982، وبعد الطلاق منه واعدت الممثل أنتوني جيري، وكانت مخطوبة للمحامي المكسيكي فيكتور لونا عام 1983.
في عام 1985 واعدت رجل الأعمال دينيس شتاين، ثم تزوجت زوجها الأخير عامل البناء لاري فورتنسكي عام 1988، وتطلقا عام 1996، ولكنها ظلا على اتصال طوال حياتهما.
على الرغم من أنهما انفصلا لأكثر من 15 عامًا، إلا أن إليزابيث تركت في وصيتها لطليقها الأخير فروتنسكي أكثر من 800 ألف دولار في وصيتها.
مرضها ووفاتها
معظم حياتها عانت إليزابيث من مشاكل صحية، حيث ولدت بحالة اسمها "الجنف" حيث يكون العمود الفقري منحنياً، وقد كسرت ظهرها عام 1944، واستمر الكسر لسنون دون اكتشافه، وهو ما تسبب لها في مشاكل الظهر المزمنة.
في عام 1956 خضعت لعملية جراحية أزالت بعض أقراص العمود الفقري، وفي عام 1961 نجت من نوبة التهاب رئوي شبه مميتة.
بالإضافة إلى ذلك كانت مدمنة على الكحول ومسكنات الألم والمهدئات، وقد دخلت عيادة الإدمان عام 1983، وأصبحت أول شخصية مشهورة تدخل عيادة إدمان علانية.
في عام 1990 أصيبت بنوبة شديدة من الالتهاب الرئوي بسبب التدخين بشراهة، وفي العقدين الأخيرين من حياتها تدهورت صحتها بشكل متزايد.
في عام 2002 تلقت علاج ناجح لسرطان الجلد، واستخدمت كرسيًا متحركًا بسبب مشاكل في ظهرها، وفي عام 2004 تم تشخيصها بمرض قصور القلب.
في عام 23 مارس عام 2011 توفيت إليزابيث تايلور عن عمر 79 عامًا في لوس أنجلوس، وكانت جنازتها يهودية حضرها الحاخام جيروم كاتلر.
حياتها الفنية
بدأت إليزابيث تايلور مسيرتها الفنية عام 1941، حيث قامت بدور صغير في فيلم There One Born Every Minute، وفي عام 1943 حصلت على عقد لمدة 7 سنوات، وظهرت في أدوار ثانوية للعديد من الأفلام تدور أحداثها في إنجلترا.
قامت تايلور بأول دور بطولة في سن الثانية عشر في فيلم National Velvet، حيث تم اختيارها لتلعب دور فتاة تنافس كفارس في جراند ناشيونال، وهي بطولة مخصصة للذكور فقط.
حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، وقد ذكرت إليزابيث في مذكراتها أن طفولتها انتهت بمجرد أن أصبحت نجمة، حيث التزمت بجدول أعمال يومي صارم، وقضت أياما طويلة في العمل والدراسة، والتدرب على الرقص والغناء.
بسبب الفيلم حصلت إليزابيث على عقد جديد مدته 7 سنوات براتب أسبوعي قدره 750 دولارًا، وقامت بأدوار ثانوية في عدة أفلام.
عندما بلغت 15 عامًا بدأت في ترسيخ صورتها الأكثر نضجًا وحضرت العديد من الحفلات، وظهرت في مجلات سينمائية، وفي عام 1947 لعبت دور البطولة في فيلم Cynthia، وفي عام 1948 لعبت دور البطولة في فيلم A Date with Judy الذي حقق 4 ملايين دولار في شباك التذاكر.
بداية من عام 1950 وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها انتقلت إليزابيث للقيام بأدوار الكبار، وقامت بأول درة ناضج لها في فيلم الإثارة Conspirator، وقد صورت الفيلم وعمرها 16 عامًا، وتم تأجيل إطلاقه خشية تسببه في أزمة دبلوماسية، حيث يصور الفيلم قصة امرأة تشك في أن زوجها جاسوس دبلوماسي.
شاركت إليزابيث تايلور بعد ذلك في أفلام ناجحة، منها فيلم An American Tragedy الذي حقق 3 ملايين دولار، وقد تلقت إشادة كبيرة من النقاد.
استمرت بعد ذلك في تحقيق نجاحات كبيرة على الرغم من تأثر صورتها بسبب فضائحها الشخصية وعلاقاتها مع الرجال، ولكنها ظلت تحقق نجاحًا في السينما، فقد حقق فيلمها Ivanhoe 11 مليون دولار من جميع أنحاء العالم.
وقعت إليزابيث بعد ذلك عقدًا جديدًا لمدة 3 سنوات، وقد سيطر عليها الاستوديو أكثر بسبب حاجتها للمال، حيث كانت على وشك إنجاب طفلها الأول، كما حصلت على قرض لمنزلها.
كرهت إليزابيث تقديم الأدوار التاريخية، حيث كان يتطلب الاستعداد لدورها الاستيقاظ مبكرًا، وقد قدمت فيلم The Last Time I Saw Paris عام 1954، وقد كرهت هذا الفيلم على الرغم من أنه لاقى نجاحًا كبيرًا.
في منتصف الخمسينيات واجهت السينما في أمريكا منافسة خطيرة من التلفزيون، وقد شاركت في فيلم Giant عام 1956 التي عانت كثيرًا من تصويره، خاصة بعد وفاة زميلها في الفيلم جيمس دين بسبب حادث سيارة.
في العام التالي شاركت في فيلم Raintree County وحصلت على أول ترشيح لها لجائزة الأوسكار، ثم شاركت في فيلم Cat on a Hot Tin Roof عام 1958، وحصلت على ترشيح لجائزة أوسكار وبافتا، وحقق الفيلم 10 ملايين دولار في السينما الأمريكية فقط.
في العام التالي شاركت في فيلم Suddenly, Last Summer وترشحت لجائزة أوسكار وغولدن غلوب أفضل ممثلة، ثم شاركت في فيلم BUtterfield 8 وحقق 18 مليون دولار، وفازت بأول جائزة أوسكار عن دورها في هذا الفيلم.
إليزابيث تايلور وفيلم كليوباترا
في عام 1963 لعبت إليزابيث دور البطولة في فيلم كليوباترا، وجعلتها هذه الملحمة التاريخية أكثر شهرة من أي وقت مضى، وأصبحت أول نجمة سينمائية تحصل على مليون دولار مقابل دور لها، كما حصلت الشركة المنتجة 10% ن أرباح الفيلم.
أصبح هذا الفيلم الأكثر نجاحًا في شباك التذاكر وقتها، وحقق 15.7 مليون دولار عام 1963، أي ما يعدل أكثر من 138 مليون دولار في عام 2021، وقد استغرق إنتاج الفيلم عدة سنوات، واقتربت الشركة من الإفلاس بسببه.
تبع فيلم كليوباترا عدة أفلام منها What a Way to Go!، وحصلت على نصف مليون دولار لتقديمها هذا الدور، وفي عام 1965 شاركت في فيلم The Sandpiper، وحقق 14 مليون دولار في شباك التذاكر.
في عام 1966 شاركت في فيلم Who's Afraid of Virginia Woolf?، ومن أجل الاستعداد للدور اكتسبت وزنًا وارتدت شعرًا مستعارًا واستخدمت المكياج لتبدو أكبر سنًا، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وكان أحد أكبر النجاحات التجارية.
شاركت بعد ذلك في فيلم The Taming of the Shrew وحقق الفيلم 12 مليون دولار، وفي نهائية الستينيات بدأت فترة تدهور مهني.
في هذه الفترة اكتسبت وزنًا واقتربت من منتصف العمر، ولكنها شاركت في بعض الأفلام الناجحة، منها فيلم Under Milk Wood، وفازت عن أدائها في هذا الفيلم بجائزة الدب الفضي أفضل ممثلة في مهرجان برلين السينمائي.
شاركت كذلك في فيلم Ash Wednesday وترشحت لجائزة غولدن غلوب، وفي منتصف السبعينيات ابتعدت عن التمثيل لفترة لدعم حياة زواجها السياسي، وبعدها في الثمانينيات اتجهت إلى الأدوار المسرحية والتلفزيونية.
ومنذ منتصف الثمانينات عملت في الإنتاج التلفزيونية، وظهرت في عدة مسلسلات تلفزيونية أيضًا، وفي التسعينيات ركزت على الأنشطة الخيرية، ومنها فيروس نقص المناعة البشرة، كما عملت على الترويج لعطرها الجديد.
في عام 1994 شاركت في الفيلم الكوميدي The Flintstones وكان آخر أفلامها وحصلت على جائزة فخرية من نقابة ممثلية الشاشة، كما حصلت على وسام الفروسية من قبل الملكة إليزابيث الثانية.
في عام 2001 شاركت في الفيلم الكوميدي الأمريكي This Old Broads وأعلنت عن تقاعدها من التمثيل، ولكن في عام 2007 شاركت في عرض مسرحي مع الممثل جيمس إيرل جونز.