إدمون تويما ذلك الفنان الموهوب الذي كان يجيد اللغة الفرنسية أكثر من العربية، ليستغل المخرجون ذلك الأمر ويقدموه في أدوار الخواجة، مدرسة اللغة الفرنسية، والجواهرجي، ويكون أشهر من قدم هذا الدور في تاريخ السينما المصرية.
"إدمون" لم يقتصر حبه للغة الفرنسية على التمثيل، ولكنه ترجم العديد من النصوص باللغة الفرنسية للمسرح، كما أنه كان معلم للغة الفرنسية للعديد من النجوم، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة إدمون تويما وحياته
اسمه الحقيقي يوسف إدمون سليم تويما، ولد في القاهرة لأسرة لبنانية يوم 10 ديسمبر عام 1897، حيث كان والده الموظف في الحكومة المصرية يقيم في القاهرة، وتوفي يوم 5 أغسطس عام 1975.
الحقه والده بالمدارس الفرنسية، وأجادتها بشكل تام، حتى تأثرت لغته العربية، ليس في النطق فقط ولكن في الكتابة والقراءة أيضا، ولذلك أصبح "إدمون" يحول أي نص للغة الفرنسية حتى يستطيع قراءته.
كان "إدمون" قارئا جيد، وكان يعشق الفن والأدب، بدأت علاقته بالتمثيل من خلال فرقة رمسيس ولكن في الإدارة مع علي هلالي ومحمد حجازي، ثم استعان به النجم يوسف وهبي ضمن لجنة ثلاثية من متقني اللغة الفرنسية وكان معه كلا من فتوح نشاطي وعزيز عيد للإطلاع على كل ما ينشر من مؤلفات في الفن والأدب وخصوصا ما تنشره مجلة الليستراسيون الفرنسية.
ولم يكتف "إدمون" بترشيح نصوص مسرحية أو الترجمة فقط، وإنما كان يسافر بنفسه كل فترة إلى باريس لمشاهد المسرح هناك، ويعود وهو يحمل الكثير ليس فقط من النصوص الأدبية ولكن أيضا من الأفكار عن التطوير.
في عام 1935 انتقل "إدمون" من فرقة رمسيس إلى فريق الترجمة بالفرقة القومية، وكان دوره هو مراجعة النصوص التي تم ترجمتها من النصوص الفرنسية، واستعان به الفنان زكي طليمات لمراجعة النص المسرحي الذي ترجمه وهو مسرحية الوطن للكاتب الفرنسي فيكتوريان ساردو في عام 1944.
وأصبح "إدمون" شريك في ترجمة المسرحية التي قدمها زكي طليمات على مسرح دار الأوبرا المصرية، ومثلما كان يفعل "إدمون" في المسرح من مراجعة أي روايات مترجمة، فكان إدمون تويما يمتلك مكتبة كبيرة زاخرة بمختلف الكتب وأحدث الإصدارات.
واستطاع بسبب قراءته الواسعة أن يكتب فيلم نشيد الأمل الذي أخرجه أحمد بدرخان وقامت ببطولته كوكب الشرق أم كلثوم في عام 1937، وقدم "إدمون" في السينما مسيرة فنية كبيرة تتخطى الـ 100 عمل.
وإلى جانب التمثيل والتأليف والترجمة، كان إدمون تويما معلم للغة لفرنسية لأغلب النجوم في ذلك الوقت، وظل حتى قبل وفاته حريص على تعليم وتدريس اللغة الفرنسية.
مسيرته الفنية
بدأ إدمون تويما مسيرته الفنية في عام 1932 من خلال فيلم أنشودة الفؤاد، وفي نفس العام شارك في فيلم الوردة البيضاء، في عام 1934 شارك في فيلم ياقوت، وفي عام 1937 شارك في فيلم سلامة في خير.
في عام 1938 قدم "إدمون" فيلم شيء من لا شيء، وفي عام 1939 قدم فيلم دنانير، وفي نفس العام قدم فيلم خلف الحبايب، في عام 1940 قدم فيلم حياة الظلام، وفي عام 1941 قدم فيلم انتصار الشباب.
في عام 1942 شارك في 3 أفلام وهي العريس الخامس، عايدة، وفيلم على مسرح الحياة، وفي عام 1943 شارك في فيلم حب من السماء.
تألق "إدمون" في عام 1944 في أفلام، من الجاني، كدب في كدب مع الفنان أنور وجدي، وفيلم حنان، وفي عام 1946 قدم عدة أفلام متميزة وهي عدو المرأة مع النجوم صباح ومحمد فوزي، الماضي المجهول، الخمسة جنيه، وفيلم أرض النيل.
وفي عام 1947 شارك في فيلم فاطمة مع كوكب الشرق أم كلثوم، وفي عام 1948 قدم فيلم هارب من السجن، وفي نفس العام شارك في أفلام، نرجس، رجل لا ينام، بلبل أفندي مع الفنان فريد الأطرش، وفيلم أميرة الجزيرة.
في عام 1949 قدم "إدمون" فيلم سر الأميرة مع النجوم كمال الشناوي وكوكا، وفي عام 1950 تألق في أفلام شاطيء الغرام مع ليلى مراد، الزوجة السابعة مع الفنان محمد فوزي، وفيلم البطل.
في عام 1951 قدم فيلم نهاية قصة مع النجوم محمد فوزي ومديحة يسري، وفيلم الحب في خطر مع الفنانة صباح، في عام 1952 قدم أفلام من أين لك هذا، ومصطفى كامل.
في عام 1953 قدم فيلم ظلموني الحبايب مع صباح وعماد حمدي، وفيلم جحيم الغيرة مع كمال الشناوي، وفي عام 1954 تألق في عدة أفلام وهي مغامرات إسماعيل يس، بنات حواء، وفيلم بحبوح افندي مع النجم إسماعيل ياسين.
ومن أشهر أعمال إدمون تويما، فيلم النمرود مع النجوم فريد شوقي وهدى سلطان، فيلم إزاي أنساك مع النجم فريد الأطرش، وفيلم مهرجان الحب، كما تألق في فيلم شارع الحب مع النجوم عبد الحليم حافظ وصباح.
ولمع "إدمون" في أفلام عش الغرام مع النجوم كمال الشناوي وشادية، وفيلم سر طاقية الإخفاء مع النجم عبد المنعم إبراهيم، وفيلم رحلة إلى القمر مع النجوم إسماعيل ياسين ورشدي أباظة، والفيلم الشهير دعاء الكروان مع النجوم فاتن حمامة، أحمد مظهر، وزوزو شكيب.
كما تألق في فيلم حكاية حب مع النجوم عبد الحليم حافظ ومريم فخر الدين، وفي أواخر الخمسينات برع "إدمون" في أفلام بين السماء والأرض، المليونير الفقير مع النجوم إسماعيل ياسين وفاتن حمامة، والفيلم الشهير العتبة الخضراء مع النجوم أحمد مظهر، صباح، وإسماعيل يس.
كما شارك في أفلام البوليس السري، إحنا التلامذة، وطني وحبي، قلب في الظلام، وفيلم حب وحرمان مع رشدي أباظة، وفيلم العملاق مع النجوم فريد شوقي، مريم فخر الدين، عماد حمدي، ومحمود المليجي.
ومن أشهر أعماله قبل رحيله هي فيلم المذنبون، فيلم على ورق سيلوفان في عام 1975، وفي عام 1974 قدم فيلم الإخوة أهداء، وفي السبعينات أيضا تألق في أفلام إمتثال، شلة المحتالين، نهاية الشياطين، وعريس بنت الوزير، وفيلم واحد في المليون.
ومن أشهر أفلامه في الستينات نادية مع النجوم سعاد حسني وأحمد مظهر، يوم واحد عسل، أفراح، التلميذة والأستاذ، أيام الحب، عالم مضحك جدا، كيف تسرق القنبلة الذرية، وفيلم مراتي مجنونة مجنونة مجنونة.
كما تألق في الستينات في أفلام، إضراب الشحاتين، النص الآخر، رجل وامرأتان، سيد درويش، الخائنة، المشاغبون، المغامرون الثلاثة، ألمظ وعبده الحامولي، صاحب الجلالة، والنشال.
وقدم أيضا في تلك الفترة أفلام، المتمردة، الأيدي الناعمة، فتاة شاذة، زوج في إجازة، ومسلسل القط الأسود، ومسلسل لا تطفيء الشمس، كما قدم أفلام موعد في البرج، الترجمان، والنصاب.
