رمز الأغنية الوطنية ومؤلف النشيد الوطني السعودي إنه الشاعر والأديب إبراهيم خفاجي الذي يعد من أهم وأكبر الشعراء العرب الغنائيين الذي تعاون مع كبار نجوم الغناء في السعودية والوطن العربي مثل طلال مداح ومحمد عبده، وقد عرف بتنوع أغراضه الشعرية، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو إبراهيم خفاجي؟
إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي هو شاعر غنائي وأديب سعودي ولد في عام 1926 في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية ويعد من أهم الشعراء في السعودية والوطن العربي ويلقب بـ"شاعر الوطن" بسبب قصائده الوطنية وتأليفه النشيد الوطني السعودي.
يعد خفاجي من الرعيل الأول للشعر الغنائي في الوطن العربي، فقد منح قصائده للعديد من نجوم الغناء في السعودية والوطن العربي، منهم طلال مداح ومحمد عبده ووديع الصافي وصباح، وقد استمد أشعاره من الفلكلور الشعبي السعودي، كما أن أشعاره اعتبرت امتدادًا للأغنية الحجازية.
حصل خفاجي على لقب "جواهرجي الأغنية السعودية" فقد قدم أكثر من 600 قصيدة غنائية، ونال العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته الفنية، وسميت مدرسة على اسمه في مكة المكرمة.
من أين إبراهيم الخفاجي؟
الشاعر إبراهيم خفاجي من مكة المكرمة.
أبناء إبراهيم خفاجي
الشاعر إبراهيم خفاجي متزوج ولديه عدد من الأبناء ومنهم ابنه شاكر خفاجي.
حياته ومسيرته المهنية
ولد الشاعر إبراهيم خفاجي في حي العتيبية في مكة المكرمة، وقد بدأ حياته التعليمية في مدرسة الفلاح في مكة ثم درس في مدرسة اللاسلكي وتخرج فيها للعمل مأمورًا لاسلكيًا عام 1364 هـ.
بسبب عمله تنقل خفاجي بين عدة قرى ومدن في المملكة، ثم عاد إلى مكة المكرمة من جديد للعمل في قسم الأخبار بالنيابة العام، وفي عام 1373 هـ انتقل للعمل في قسم الاستماع بالإذاعة، ثم عمل ف يوزارة الصحة، وبعدها عمل في قسم المحاسبة، حتى أصبح وكيلًا للإدارة المالية.
في عام 1972 سافر خفاجي إلى القاهرة والتحق بمعهد الإدارة وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال والإدارة المالية، وعاد إلى المملكة وشغل منصب مديرًا للإدارة المالية بوزارة الزراعة لشؤون المياه ف يمدينة الرياض.
عمل في الرياض لفترة ثم عاد إلى مكة المكرمة وأصبح المفتش المركزي في وزارة الزراعة والمياه في المنطقة الغربية، وبعد 25 عامًا تقريبًا من العمل طلب إحالته للتقاعد في عام 1398 هـ.
مسيرته الفنية
برع إبراهيم خفاجي في كتابة الشعر منذ صغره، وقد ساهم في تطوير المشهد الغنائي بفضل قئاده الغنائية، فكتب العديد من الأغنيات التي حققت شهرة واسعة وأصبح من أهم الأغاني في الخليج.
كان أول نص غنائي يكتب خفاجي بعنوان "يا ناعس الجفن" من ألحان وغناء الموسيقار طارق عبد الحكيم وذلك في عام 1945، وقد جدد محمد عبده هذه الأغنية وقدمها مرة أخرى.
تعاون خفاجي بشكل كبير مع الفنان محمد عبده الذي قدم له 17 أغنية، كما قدم لطلال مداح 9 أغنيات، وقد تغنى بأشعاره العديد من نجوم الخليج والعرب منهم صباح ومحمد قنديل ووديع الصافي وسميرة توفيق، وشريفة فاضل، وهيام يونس، وعايد أبو خريص، وعبادي الجوهر، وقد كتب أغنيات بالفصحى والعامية.
ومن الأغنيات التي كتبها لطلال مداح "الشكوى لله"، و"شاءت الأقدار"، و"يا قلبي تلتقي"، و"جمعورا بالقرب شملي"، و"كأنك مانت عارفني"، و"كيف أنساك"، و"تعداني ما تسلم".
ومن الأغنيات التي كتبها لمحمد عبده "ودع اليأس"، و"كوكب الأرض"، و"أنت محبوبي"، و"لو سمحت"، و"أنا المولع بها"، و"أوقد النار"، و"ظبي الجنوب"، و"لو كلفتني المحبة"، و"نجمي ونجمك"، و"ما في داعي".
كتب خفاجي أيضًا أوبريت "عرايس المملكة" عام 1416 هـ، وغنى فيه محمد عبده وطلال مداج وراشد الماجد، وعبد المجيد عبد الله، وقد استغرقه 6 أشهر من أجل كتابة هذا الأوبريت حيث زار خلالها كل مناطق المملكة.
قصائده القومية
بجانب أغانيه الشعرية الغزلي فقد اهتم إبراهيم خفاجي بالشأن العربي والإسلامية والقضية الفلسطينية بشكل أخص، فنجده ألف قصيدة بعنوان "فلسطيني" ويقول فيها:
فلسطيني فلسطيني
أدافع عن أمل أمة
عقيدة وعزم في الهمة
وجيشي موحد الكلمة
بنوره يبدد الظلمة
للأمجاد يهاديني
تعيش يا فلسطيني
فلسطيني
فلسطيني
بلاد الإسراء والمعراج
عظيمة بنورها الوهاج
ربيع الخير للمحتاج كريمة بوفرة الإنتا
بالخيرات تعطيني
تعيش يا فلسطيني
تغنى خفاجي أيضًا بالعروبة ودعى إيها، وقد ألقى قصيدة في إحدى دورات سوق عكاظ قال فيها:
حي العروبة في عكاظ وذي الـ
مجاز الناطقين الضاد في كل اعتزاز
أحيوا تراث الفخر في أرجائها
أدب وشعر بالتسابق في الركاز
ذكرى لنابغة الزمان ومن له
حكم القريض بلا انحياز
تأليف النشيد الوطني السعودي
سافر الملك خالد رحمه الله إلى القاهرة وصعد إلى المنصة الرئيسية وحينها عزف السلام الملكي السعودي والسلام الوطني المصري، وحينها كان السلام الملكي عبارة عن موسيقى فقط أعدت منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله.
أمر الملك خالد بعدها من المختصين إعداد كلمات لنشيد الوطني تكونة متطابقة مع موسيقى السلام الوطني، ووقع الاختيار على إبراهيم خفاجي ووضعوا له عدة شروط، منها أن يكون النشيد الوطني خاليًا من اسم الملك، وألا تخرج كلماته عن العادات والتقاليد والدين.
استغرق خفاجي 6 أشهر من أجل تأليف النشيد، وقد بدأ بثمه رسميًا اعتبارًا من شهر يونيو عام 1984، وقد حصل بعدها على ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من الملك فهد بفضل وضع كلمات النشيد الوطني.
ومن كلمات النشيد:
سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء
مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء
وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ
يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
رَدّدِي اللهُ أكْبَر
يَا مَوْطِنِي
مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين
عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ
حبه لنادي الهلال
اشتهر خفاجي بعلاقته بالرياضة والرياضيين، قد أحب كرة القدم كثيرًا، وتولى منصب نائب رئيس نادي الهلال السعودي عند تأسيسه، لذا حصل على لقب "شاعر الهلال"، حيث ألف العديد من القصائد من أجل الهلال ومنها قصيدة "هلال نجد" ويقول فيها:
إذا لعب الهلال فخبروني
فإن الفن منبعهُ الهلال
امتع ناظري بهلال نجد
فمن قمصانه خلق الكمال
وفاة إبراهيم خفاجي
تدهورت حالة إبراهيم خفاجي الصحية ونقل إلى مدينة الملك عبد الله الطبية في مكة المكرمة حيث كان يعاني من أمراض القلب والقولون والنزيف الداخلي والقرحة، ودهل إلى العناية المركز لعدة أيام وعاش على أجهزة التنفس الصناعي ومنع من الزيارة بشكل تام.
وبعد أيام توفي الشاعر في 24 نوفمبر عام 2017 عن عمر 91 عامًا بعد صراع مع المرض، وقد تمت الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام.
وقد حضر العزاء الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في منزل شقيق الراحل في حي العوالي في مكة المكرمة.
تأسيس مدرسة باسمه
في عام 2018 تم تأسيس مدرسة باسم "إبراهيم خفاجي" في حي العتيبية في مكة المكرمة، وقد حضر افتتاح المدرسة المدير العالم للتعليم في منطقة مكة المكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي، وحضر أبناء الشاعر وأصدقائه وعدد من رجال التعليم والإعلام.