حمل رجل الأعمال أيمن الحريري إرثًا عائليًا مرتبطًا بقطاع البناء والعقارات، ورغم ارتباطه بالعائلة ذات النفوذ السياسي والاقتصادي، فقد اختار لنفسه أن يسلك مسارًا دمج فيه بين التكنولوجيا وريادة الأعمال من خلال مشروعات تكنولوجية مبتكرة، وأسس وشارك في إطلاق عدة شركات تكنولوجية، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
من هو أيمن الحريري؟
أيمن رفيق الحريري، هو رجل أعمال وملياردير لبناني، وهو ابن رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري من زوجته نازك الحريري، وشقيقه هو رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، ولد في 16 مايو عام 1978 في العاصمة السعودية الرياض.
بدأ أيمن مسيرته المهنية في عالم الأعمال من خلال شركة والده "سعودي أوجيه" التي أسسها في الرياض، والتي لعبت دورًا مهمًا في تنمية البنية التحتية في المملكة، وقد أصبح نشطًا لفترة في أعمال العائلة، إلا أنه اتجه إلى قطاع التكنولوجيا، وابتعد عن نشاط العائلة.
بداية من عام 2014، باع أيمن حصصه في شركة العائلة، واتجه إلى قطاع التكنولوجيا، حيث استثمر في العديد من الشركات الناشئة، كما أنه أسس شركة "فيرو" وهي منصة الوسائط الاجتماعية الخالية من الإعانات، ويشغل منصب المدير التنفيذي لها.
إلى جانب اهتمامه بالتكنولوجيا، اشتهر الحريري بأنشطته الخيرية والإنسانية، حيث يدعم العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين التعليم والصحة، فضلًا عن مشاركته في عدد من المشاريع الاجتماعية التي تسعى لتحسين حياة الأفراد في مناطق عدة.
من هي زوجة أيمن الحريري؟
زوجة أيمن الحريري هي سيرين صلاح الدين البيطار، ولديه منها ابن اسمه رفيق على اسم والده الراحل.
دراسته وبداية مسيرته
التحق أيمن الحريري في البداية بكلية إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، إلا أنه لم يكن يرغب في دراسة هذا التخصص، وأراد دراسة الحاسب الآلي، الذي رأى أنه مستقبل الاستثمار.
كان من الصعب على الحريري في ذلك الوقت إقناع والديه بدراسة تخصص ما إما لا يفهمونه، أو لا يشعرون بأهميته، إلا أنه في النهاية حصل على مباركة والده وتشجيع والدته، وقرر تغيير تخصصه من إدارة الأعمال إلى الحاسب الآلي.
درس الحريري في جامعة جورجتاون بواشنطن العاصمة، وتخرج عام 1999. بعد التخرج، منحه والده الحرية باختيار المجال الذي يرغب في العمل فيه، ولم يجبره على العمل في شركة العائلة في الرياض.
وبالفعل، تابع الحريري رغبته في العمل في قطاع الحاسوب، وانضم بعد إنهاء دراسته إلى صديقه سكوت بيرنبوم في باريس، وأسسا معًا شركة لتبادل البيانات.
عمل أيمن الحريري أيضًا عمل مهندسًا في كونسورتيوم إنتلسات للأقمار الصناعية، وفي شركة عائلية للاتصالات اللاسلكية في جنوب أفريقيا.
مسيرته في شركات العائلة
في تحول محزن لمسيرته المهنية، اضطر أيمن الحريري التخلي عن مشروعه عام 2005، بعد اغتيال والده رفيق الحريري، الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء لبنان آنذاك، وعاد من واشنطن إلى الرياض لمساعدة شقيقيه سعد وبهاء في إدارة شركة العائلة "عدي أوجيه" بوازع من المسؤولية.
شغل الحريري منصب نائب مدير عام وعضو مجلس إدارة الشركة، وتولى إدارة العديد من المشروعات التي أقامتها الشركة، ومنها إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
لم يترك الحريري شغفه بقطاع التكنولوجيا، فخلال إدارته للشركة، قرر طرح شبكة تواصل اجتماعي تعمل على حفظ الخصوصية، وتصنيف الأصدقاء والمعارف، وتعاون مع قريبه معتز النابلسي، وصديقه سكوت بيربنوم لإقامة هذا المشروع في نيويورك.
إلا أنه وخلال إدارته للمشروع، بدأت أسعار النفط بالتراجع، وأجبرت الحكومة السعودية على تخفيض الإنفاق، لذا وجدت شركة سعودي أوجيه وقتها نفسها عاجزة عن تسديد أجور موظفيها، وهو ما دفعه للاستقالة من منصبه في الشركة
في عام 2014، وبعد سنوات من العمل في قطاع المقاولات والإنشاءات تحت شركة والده "سعودي أوجيه"، قرر الحريري مغادرة أعمال العائلة، وباع حصته في الشركة إلى شقيقه سعد عام 2014.
في عام 2017، باع حصته البالغة 42% في الشركة القابضة العائلية "جروب ميد" التي تعمل في مجال البنوك والعقارات، كما باع حصته في بنك البحر المتوسط إلى رجل الأعمال الأردني علاء خواجة، وبلغت قيمة الصفقة آنذاك حوالي 535 مليون دولار.
ووفقًا لتقارير صحفية، فإن أيمن الحريري كان يمتلك نحو 42.24% من أسهم المجموعة، وهي نفس النسبة التي يمتلكها شقيقه سعد الحريري، فيما امتلكت والدتهما نازك الحريري، أرملة رفيق الحريري، نحو 15.8% من أسهم الشركة. وقد قامت هذه الصفقة على تخمين قيمة البنك الإجمالية بمبلغ 1.266 مليار دولار.
في عام 2017، أغلقت شركة عائلة الحريري بالسعودية "سعودي أوجيه"، وذلك بعد أزمات متتالية ضربت الشركة، منها احتجاج العمال مرتين لعدم تقاضيهم رواتبهم، وهو ما أدى إلى تدخل الحكومة السعودية.
وقد عبر الحريري وقتها عن أسفه لما حصل للشركة، حيث قد ترك منصبه بالتزامن مع تلك الاحتجاجات، وباع نصيبه لشقيقه، وأكد أن موقف الشركة كان معقدًا، ولم يكن من المتخيل ما حصل.
الاتجاه إلى قطاع التكنولوجيا
اتجه رجل الأعمال أيمن الحريري للعمل في قطاع التكنولوجيا بعيدًا عن أعمال العائلة، واتجه إلى الاستثمار في الشركات الناشئة من خلال شركة Red Sea Ventures في نيويورك.
إلا أن الاستثمار الأهم والأنجح بالنسبة له هو تأسيس شركة "فيرو" وشغل منصب الرئيس التنفيذي لها، وفيرو هي منصة وسائط اجتماعية خالية من الإعلانات، وتتيح للمستخدمين مشاركة الصور والفيديو والموسيقى.
في عام 2018، تمكنت المنصة من جذب 4 ملايين مستخدم، وأصبحت واحدة من أكثر التطبيقات تحميلًا في العالم في شهر فبراير من عام 2018، بعدما كانت مقتصرة على 150 ألف مستخدم فقط.
تتيح المنصة للمستخدمين خيار تبادل التوصيات حول الكتب أو الأفلام، وقد تعاون الحريري مع المختصين في مجال الموسيقى ومجالات فنية أخرى، مثل فناني الوشم. عملت الشركة بين أمريكا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا.
ثروة أيمن الحريري
لا يزال أيمن الحريري شخصية فاعلة في قطاع التكنولوجيا حتى الآن، ففي عام 2024، اختاره مجلة فوربس ضمن قائمتها السنوية لأثرياء الشرق الأوسط، حيث احتل المرتبة 25 في القائمة بثروة تقدر ب1.4 مليار دولار.