أونصة الذهب تسجل 3494 دولارًا في ذروة تاريخية

في تطور جديد في الأسواق المالية العالمية، واصلت أسعار الذهب صعودها القياسي، صباح اليوم الثلاثاء، مدفوعة بتزايد التوتر السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة.

ويأتي ذلك في ظل انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول المحفوفة بالمخاطر واللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

الذهب يسجل أعلى مستوياته على الإطلاق

قفز سعر الذهب الفوري بنسبة 1.7% ليبلغ 3482.26 دولارًا للأونصة في وقت مبكر من جلسة الثلاثاء، بعد أن سجل ذروة تاريخية عند 3494.66 دولارًا.

كما شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 2% لتصل إلى 3492.60 دولارًا، ما يعكس استمرار الطلب القوي على المعدن النفيس.

انتقادات ترامب تدفع السوق نحو الحذر

أعاد دونالد ترامب تأكيد دعوته لخفض أسعار الفائدة فورًا، محذرًا من خطر تباطؤ الاقتصاد الأميركي، وموجهًا سهام الانتقاد إلى رئيس الفيدرالي؛ بسبب موقفه الحذر تجاه خفض الفائدة في ظل الغموض المحيط بتأثير الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب نفسه.

وشهدت الأسواق الآسيوية اضطرابات بعد موجة بيع واسعة للأصول الأميركية، ما تسبب في ضعف الدولار وتراجع أداء بورصة وول ستريت. 

وزادت التوترات بعد اتهام الصين للولايات المتحدة بإساءة استخدام سلاح الرسوم الجمركية، محذرة الدول الأخرى من التعاون الاقتصادي مع واشنطن على حساب بكين.

الذهب يستفيد من اضطراب الأسواق

يرى المحللون أن الذهب في موقع قوي للاستفادة من المخاوف المتزايدة بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي. 

وقال تيم ووترر، كبير المحللين في شركة KCM Trade، إن "التوترات التجارية والجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة يضعفان الثقة في الدولار، ويدعمان توجه المستثمرين نحو الذهب".

ورغم الصعود المتواصل للذهب، إلا أن بعض المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي بلغ 79، تُظهر أن السوق قد تشهد تصحيحًا قريبًا بسبب حالة التشبع الشرائي، إلا أن المحللين يعتقدون أن الطلب سيظل قويًا بسبب استمرار الغموض الاقتصادي.

الفضة والبلاتين والبلاديوم تلحق بالذهب

لم تكن المعادن الأخرى بعيدة عن هذا الاتجاه، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 32.86 دولارًا للأونصة، وصعد البلاتين 0.9% إلى 969.95 دولارًا، بينما قفز البلاديوم بنسبة 2% ليبلغ 946.17 دولارًا.

تترقب الأسواق العالمية تصريحات مرتقبة من عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، حيث يتوقع المستثمرون أن تقدم هذه التصريحات مؤشرات أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية، في وقت يتزايد فيه القلق حول مدى استقلالية البنك المركزي الأميركي.