يعد لاعب التنس الأمريكي أندريه أغاسي واحد من أساطير رياضة التنس في التاريخ، فقد اشتهر بمسيرته الرياضية الاستثنائية التي شهدت صعودًا مذهلًا وسقوطًا مدويًا، لينهض مجددًا ويثبت أنه واحد من أكثر اللاعبين نجاحًا وإلهامًا في تاريخ رياضة التنس، تعرف أكثر على مسيرته الرياضة وحياته.
من هو أندريه أغاسي؟
أندريه كيرك أغاسي، هو لاعب كرة تنس أمريكي سابق، والمصنف الأول عالميًا، ولد في 29 أبريل عام 1970 في لاس فيغاس نيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد واحد من أشهر وأهم لاعبي التنس في تاريخ الرياضة.
حقق أغاسي نجاحات هائلة في مسيرته الرياضية، فقد حصل على الميدالية الذهبية الأولمبية، كما أنه الثاني من بين 5 رياضيين حققوا بطولة جراند سلام خلال مسيرتهم، وحصل على 8 بطولات كبرى، وهو الرجل الوحيد الذي فاز ببطولة سوبر سلام، وأول رجل يفوز بجميع بطولات الفردي الأربع الكبرى على 3 أسطح مختلف.
اشتهر أغاسي بأسلوب لعبه الفريد وشخصيته الكاريزمية على الملعب. كما أنه كان له تأثير كبير خارج الملعب من خلال أعماله الخيرية، بما في ذلك تأسيس مدرسة "أندريه أغاسي" الإعدادية في لاس فيغاس. بعد اعتزاله في عام 2006، استمر أغاسي في العمل الخيري والانخراط في أعمال متعددة.
نشأته وتعليمه
ولد أندريه أغاسي في لاس فيجاس، في عائلة رياضية. والده مايك أغاسي كان ملاكماً أولمبياً سابقاً من أصول أرمينية آشورية، ويحمل الجنسية الإيرانية، أما والدته فهي أمريكية واسمها بيتي. لدى أغاسي 3 أشقاء أكبر سنًا منهم، منهم ريتا، وهي زوجة لاعب التنس السابق بانشو جونزاليس، وشقيقيه فيليب وتامي.
حصل أغاسي على اسمه "كيرك" نسبة إلى الملياردير الأمريكي من أصول أرمينية كيرك كيركوريان. بدأ أغاسي رياضة التنس في سن مبكرة، وقد فاز في سن الـ12 مع زميله رودي باركس ببطولة الزوجي الوطنية للصبيان داخل الصالات عام 1982 في شيكاغو، وكانت هذه تجربة لا توصف بالنسبة له.
في سن 13 عامًا، التحق أغاسي بأكاديمية نيك بوليتيري للتنس في فلوريدا، وقد أرسله والده للعب لمدة 3 أشهر فقط، حيث لم يتمكن من دفع باقي اشتراك الأكاديمية لابنه، ولكن بسبب موهبة ابنه، وبعد 30 دقيقة فقط من مشاهدة أغاسي يلعب، انبهر المدرب بوليتيري بموهبته الفريدة، ومنحه فرصة التدرب في الأكاديمية مجانًا.
أصل أندريه أغاسي
والد أندريه أغاسي إيراني من أصول أرمينية آشورية، أما والدته أمريكية.
زوجة أندريه أغاسي
تزوج اللاعب أندريه أغاسي من أكثر من سيدة، كما ارتبط اسمه بعدد من السيدات. في أوائل التسعينات كان على علاقة مع المغنية الأمريكية باربرا سترايسند، وقد كتب عن علاقتهما في سيرته الذاتية التي نشرت عام 2009، وقد كانت علاقة مثيرة للجدل بسبب فرق العمر بينهما، حث كانت تكبره ب28 عامًا.
في عام 1997 تزوج أغاسي للمرة الأولى من الممثلة الأمريكية بروك شيلدز، وقد استمر العلاقة لفترة قصيرة، وانفصلا في عام 1999. كانت علاقته الأهم والأطول في حياته علاقته بزوجته لاعبة التنس الألمانية شتيفي جراف في عام 2001.
لدى أندريه أغاسي وشتيفي غراف طفلان، وهما ابنه اسمه جادين جيل، من مواليد عام 2001، وابنته جاز إيل من مواليد 2003، وتقيم العائلة في سمرلين في لاس فيجاس.
تحدث أغاسي عن أطفاله، وقال إنهما لا يجبران طفليهما على أن يصبحا لاعبي تنس. يظهر أغاسي مع زوجته غراف في العديد من المناسبات، ودائمًا ما يعبر عنه حبه لها.
فقد قال في صحيفة ألمانية في عيد ميلاده زوجته الخمسين: "أتمنى فقط ألا تتركني، آمل في أن تظل معي في كل عام، وأن تبقى معي طوال السنوات الـ 20 القادمة".
وصف أغاسي كذلك أن زوجته مع الألمانية شتيفي غراف بمثابة "مباراة تنس عظيمة"، وذلك في مقابلة مع صحيفة ألمانية عام 2013، ووصف حياته بأنها سعيدة، وقال: "لا أستطيع تصور كيف يمكن لهذه الحياة أن تكون أفضل حالا مما هي عليه".
بداية مسيرته الرياضية
بدأ أندريه أغاسي مسيرته الاحترافية في سن السادسة عشرة، وأول بطولة شارك فيها كانت بطولة لا كوينتا في كاليفورنيا، وبحلول نهاية عام 1986 احتل المرتبة 91. في العام التالي فاز ببطولة سول أمريكان المفتوحة، كما فاز ببطولة الولايات المتحدة للرجال، وأصبح في المرتبة 25.
بحلول عام 1988 فاز أندريه ب6 بطولات إضافية، وقد تمكن من تحقيق مليون دولار بعد تحقيق 43 بطولة فقط، وكان أسرع رياضي يصل إلى هذا المستوى في تاريخ الرياضة.
في عام 1988 حقق أندريه رقمًا قياسيًا جديدًا في الملاعب المفتوحة لأكبر عدد من الانتصارات المتتالية، وأصبح ترتيبه في نهاية العالم الثالث، وحصل على لقب "اللاعب الأكثر تحسنًا" في هذا العام.
خلال الثماني سنوات الأولى من مسيرته الاحترافية، رفض المشاركة في بطولة ويمبلدون، إلا أن أداءه القوي رشحه بسرعة كبطل مستقبلي في البطولات الأربع الكبرى، حيث وصل إلى نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة والولايات المتحدة المفتوحة، عام 1988، ونصف نهائي الولايات المتحدة المفتوحة عام 1989.
الصعود إلى قمة رياضة التنس
في عام 1991 وصل إلى نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للمرة الثانية على التوالي، ولكنه خسر أمام جيم كورير، وبعدها قرر المشاركة في بطولة ويمبلدون، كما وصل إلى نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، لكنه خسر في كلتا البطولتين. كان هذا العام بداية لبروز اسمه كأحد اللاعبين المميزين في العالم.
في عام 1992 فاز أغاسي بأول ألقابه في البطولات الكبرى (غراند سلام) عندما حقق لقب بطولة ويمبلدون بعد انتصار مثير على غوران إيفانيسيفيتش في النهائي. كان هذا اللقب بمثابة انطلاقة قوية لمسيرته.
وفي عام 1994 فاز ببطولة أمريكا المفتوحة، مما جعله يحقق لقبه الثاني في البطولات الكبرى، وهذا الفوز أكد مكانته كلاعب من الطراز العالمي.
كان عام 1995 عامًا ممتازًا لأغاسي حيث وصل إلى المركز الأول في التصنيف العالمي للمرة الأولى في مسيرته. خلال هذا العام، فاز بألقاب عديدة، وأثبت قدرته على المنافسة على أعلى المستويات.
وفي عام 1996 بدأ مستوى أغاسي يتراجع، حيث لم يتمكن من الحفاظ على استمرارية نجاحه. ومع ذلك، حقق الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية في أتلانتا، مما أضاف إنجازًا كبيرًا إلى مسيرته.
بينما كان عام 1997 عامًا صعبًا للغاية حيث تراجع أداؤه بشكل كبير، وسقط إلى التصنيف 141 عالميًا؛ بسبب مشاكله الصحية والشخصية، حيث عانى من الإصابة في معصمه، ولم يشارك إلا في 24 مباراة فقط.
في عام 1998 بدأ أغاسي العودة التدريجية إلى مستواه المعروف، وبدأ يحقق نتائج إيجابية مرة أخرى، مما أعاده إلى التصنيف العالمي المتقدم، وكان عام 1999 عامًا مميزًا جدًا لأغاسي حيث فاز ببطولة فرنسا المفتوحة، ليصبح أحد القلائل الذين حققوا ألقاب البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام) في مسيرتهم. كما فاز ببطولة أمريكا المفتوحة، مما عزز مكانته كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ التنس.
في نهاية التسعينات، أصبح أغاسي رمزًا رياضيًا ليس فقط بسبب إنجازاته الرياضية، ولكن أيضًا بسبب شخصيته الكاريزمية وأسلوب لعبه المميز. تابع أغاسي مسيرته الناجحة حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث استمر في الفوز بالألقاب الكبرى والحفاظ على مستواه العالي حتى اعتزاله في 2006.
متى اعتزل أندريه أغاسي؟
أعلن أندريه أغاسي اعتزاله رياضة التنس عام 2006، بعد مسيرة رياضية حافلة، ومليئة بالإنجازات، وقد جاء قراره بالاعتزال بعد سنوات من المنافسة على أعلى مستوى، واختتم مسيرته الرياضية بالفوز في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس.
انتهت مسيرته الاحترافية بخسارة أمام بنيامين بيكر في أربع مجموعات. بعد المباراة، ألقى أغاسي خطابًا مؤثرًا شكر فيه جمهوره على دعمهم طوال مسيرته، مما أثار دموع الكثيرين في المدرجات.
بعد اعتزال أندريه أغاسي ركز أغاسي على العمل الخيري والتعليم. أسس "مدرسة أندريه أغاسي الإعدادية" في لاس فيغاس، وهي مؤسسة تعليمية تهدف إلى توفير فرص تعليمية للأطفال المحتاجين. كما استمر في الانخراط في أعماله الخيرية من خلال "مؤسسة أندريه أغاسي".
ظل أغاسي نشطًا في عالم الرياضة من خلال مشاركته في بطولات استعراضية وبعض الأنشطة الأخرى المتعلقة بالتنس. كما كتب سيرته الذاتية التي نُشرت في عام 2009، وحظيت بإشادة واسعة، حيث كشف فيها عن تفاصيل حياته الشخصية والمهنية بصدق وشفافية.
اتجاهه للتدريب
بعد اعتزال أندريه أغاسي، أعلنه أنه لا يفكر في متابعة مهنة التدريب، وذلك في عام 2014، حيث قال في حوار صحفي: "في النهاية فإني أبقى على بعد سنوات من مجرد التفكير في ذلك بناء على مواعيدي ومسؤولياتي مع عائلتي".
في شهر مايو عام 2024، أعلن لاعب التنس أندريه أغاسي بداية مسيرته كمدرب، حيث تم اختياره قائدًا للمنتخب العالمي في مسابقة كأس لايفر، وبدأ قيادة منتخب يضم مجموعة من اللاعبين الأوروبيين في البطولة المقرر إقامتها في سان فرانسيسكو.
أهم بطولات أندريه أغاسي
إجمالي الألقاب التي حصل عليها اللاعب أندريه أغاسي في مسيرته الاحترافية يشمل 60 لقبًا فرديًا، منها 8 ألقاب في البطولات الكبرى. حقق أيضًا نجاحًا في بطولات الزوجي، رغم أنه لم يكن يشارك في بطولات الزوجي بشكل منتظم.
ويُعتبر واحدًا من القلائل الذين حققوا البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام) على مختلف الأسطح، مما يجعله من أعظم اللاعبين في تاريخ التنس.
حصل أغاسي على بطولة أستراليا المفتوحة 4 مرات، وبطولة فرنسا المفتوحة 4 مرات، وبطولة أمريكا المفتوحة مرتين. حصل كذلك على بطولة الماسترز عام 1990، وفاز بعشر بطولات في فئة الماسترز في ميامي، وكندا، وباريس، ومدريد، وسينسيناتي. فاز أغاسي أيضًا بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية في أتلانتا عام 1996.
أعماله الخيرية
عُرف الرياضي أندريه أغاسي بحبه للأعمال الخيرية، ففي عام 1994 أسس جمعية خيريه باسمه لمساعدة الشباب في لاس فيغاس، وقد فازت الجمعية بجائزة آرثر آش الإنسانية من رابطة لاعبي التنس المحترفين، بفضل دورها في مساعدة الشباب المحتاجين.
تساهم جمعيته الخيرية أيضًا في مساعدة الأطفال في ممارسة الرياضية، وتستقبل 2000 طفل على مدار العام لتدريب الأطفال. في عام 2001 افتتح أكاديمية تحضيرية للكلية في لاس فيغاس بشكل مجاني تمامًا، وتبرع بمبلغ 35 مليون دولار للمدرسة.
تبرع كذلك لبناء فصل دراسي في مركز أغاسي للتعليم، كما تبرع بمبلغ 720 ألف دولار للمساعدة في بناء مركز أندريه أغاسي للأطفال المصابين بضعف طبي، وقد تم افتتاح المنشأة عام 2001، وكانت تضم 20 سريرًا.
في عام 2007 شارك، مع عدد من الرياضيين، في تأسيس مؤسسة خيرية تشجع الرياضيين المحترفين على المشاركة في القضايا الخيرية.
سيرته الذاتية
كتب اللاعب أندريه أغاسي سيرته الذاتية، ونشرت عام 2009، واسم الكتاب Open: An Autobiography، وتحدث في الكتابة عن طفولته ووالده الأرمني، الذي جاء من إيران، وأصبح ملاكمًا محترفًا، كما تحدث عن تعرضه للإساءة العاطفية من قبل والده، كما تحدث عن دور والده في إعداد بأن يصبح لاعبًا عظيمًا في رياضة التنس، من خلال بناء ملعب تنس في حديقتهم الخلفية، وإرساله إلى مدرس تنس داخلية، والتي بدأ فيها مسيرته الاحترافية.
تحدث أغاسي كذلك عن تناوله لعقار الميثامفيتامين خلال مسيرته الرياضية، وهو الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا، وغضب عدد من الرياضيين، منهم روجر فيدرر، بينما برر أغاسي نفسه، وقال إنه كان في فترة يحتاج فيها إلى المساعدة. وفي كتابه أثار أغاسي الجدل أيضًا بأنه كان يكره التنس طوال حياته، بسبب الضغط المستمر.
حقق الكتاب نجاحًا كبيرًا، ووصل إلى المركز الأول في قائمة نيويورك تايمز، وحصل على مراجعات إيجابية، كما فاز الكتاب بجائزة الكتب الرياضية البريطانية عام 2010، وفي عام 2018 تم إدراج الكتاب كواحد من بين أفضل 30 كتابًا رياضيًا على الإطلاق.