أمين الهنيدي واحد من أبرز نجوم الكوميدي في مصر في فترة الستينات والسبعينات، بدأ تألقه في البرنامج الإذاعي الشهير ساعة لقلبك، لينطلق بعدها للتألق في المسرح، السينما، وحتى التلفزيون، ولكن لم تكن نهايته بنفس القدر من البهجة والضحكات التي كان يرسمها على الوجوه.
فعان من المرض وتراكمت عليه الديون حتى تم احتجاز جثمانه في المستشفى لحين سداد مبلغ 2000 جنيه، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة أمين الهنيدي وحياته
ولد أمين عبد الحميد محمد الهنيدي، في مدينة المنصورة، يوم 1 أكتوبر عام 1925، ظهر عشقه للفن منذ صغره، فكان مشهوراً في العائلة وبين أقرانه في المدرسة بتقليد مونولوجات النجم إسماعيل ياسين.
التحق "الهنيدي" بمدرسة شبرا الثانوية، وبعدها التحق بكلية الآداب، وأصبح واحد من ألمع نجوم المسرح داخل الجامعة، وترك كلية الآداب والتحق بكلية الحقوق، ثم انتهى به المطاف في المعهد العالي للتربية الرياضية، وحصل على البكالوريوس عام 1949.
بدأ حياته المهنية بالعمل مدرساً في مدرسة النقراشي الثانوية للتربية الرياضية، وأخذ يترقى في الوظيفة الحكومية حتى وصل إلى درجة مدير عام النشاط الرياضي داخل وزارة التربية والتعليم.
لم ينس "الهنيدي" شغفه في الفن طوال حياته، ولم تعطله الوظيفة أو حتى الدراسة عن السعي خلف حلمه، في عام 1939 التحق بفرقة نجيب الريحاني، ولكنه لم يستمر معه وبعد اشتراكه في عرض مسرحي واحد ترك الفرقة.
في عام 1954 التقى "الهنيدي" بـ "أبو لمعة" الفنان محمد أحمد المصري، وانطلقوا فنيا من الخرطوم من خلال تأسيس فرقة مسرحية خاصة بهم أطلقوا عليها اسم النادي المصري.
بدأت شهرة أمين الهنيدي بعد لقائه بالنجم عبد المنعم مدبولي، والمؤلف يوسف عوف، والاتفاق على تقديم البرنامج الشهير ساعة لقلبك، والذي حقق نجاحاً كبيراً، ليلتحق بعدها بفرقة النجمة تحية كاريوكا ومنها إلى مسرح التلفزيون، ويقدم مسيرة فنية كبيرة.
مسيرته الفنية
يعتبر واحد من أشهر نجوم المسرح في ستينات القرن الماضي، ومن أشهر العروض المسرحية التي قدمها أمين الهنيدي، في الستينات، مسرحيات أصل وصورة، لوكاندة الفردوس، حلمك يا سي علام، ومسرحية جوزين وفرد.
وفي السبعينات تألق في العروض المسرحية، غراميات عفيفي، عبود عبده عبود، أجمل لقاء في العالم، لوليتا، يا عالم نفسي أتسجن، ومسرحية 20 فرخة وديك.
وفي الثمانينات، قدم مسرحيات الدنيا مقلوبة، العريس وأنا، أسبوع عسل، وآخر عروضه المسرحية في عام 1985 كانت عائلة سعيدة جدا والتي كان يعرضها رغم حالته الصحية المتأخرة.
في السينما قدم أمين الهنيدي عدد كبير من الأفلام، كانت أول مشاركاته في عام 1959 من خلال فيلم حماتي ملاك، وفي عام 1961 قدم فيلم الأزواج والصيف، وفي العام التالي قدم فيلم للنساء فقط.
في عام 1963 تألق في فيلم منتهى الفرح، وفيلم زوجة ليوم واحد، في عام 1964 قدم فيلم زوجة من باريس، وفي عام 1965 قدم فيلم جدعان حارتنا، وفيلم 6 بنات وعريس.
في عام 1966 قدم فيلم سيد درويش، وفيلم حارة السقايين، وفي عام 1967 قدم 4 أفلام وهي، غرام في الكرنك، غازية من سنباط، شنطة حمزة، وفيلم شباب مجنون جدا.
في عام 1968 تألق في 3 أفلام وهي، شهر عسل بدون إزعاج، أشجع راجل في العالم، وفيلم 7 أيام في الجنة، وفي عام 1969 تألق "الهنيدي" في أفلام نشال رغم أنفه، وفيلم أنا ومراتي والجو.
في عام 1970 قدم أفلام واحد في المليون وفيلم الكدابين التلاتة، وفي عام 1971 قدم فيلم الظريف والشهم والطماع.
في عام 1975 قدم فيلم احترسي من الرجال يا ماما، وفي عام 1981 قدم 3 أفلام وهي، طائر على الطريق، القرش، وفيلم 4-2-4، في عام 1983 قدم فيلم رحلة عيون، وفي عام 1984 قدم فيلم صديقي الوفي، وفيلم إحنا بتوع الإسعاف.
في عام 1986 قدم آخر 3 أفلام له في السينما وهي، ممنوع في مدرسة البنات، الحدق يفهم، وفيلم القطار الذي توفى بعد الانتهاء من تصويره مع المخرج أحمد فؤاد، والنجوم نور الشريف، يوسف شعبان، ميرفت أمين، وحيد سيف، نبيلة السيد، صبري عبد المنعم،صلاح نظمي، حسني عبد الجليل، وفاروق يوسف.
وقدم أمين الهنيدي خلال مشواره مجموعة من المسلسلات ومن أشهرها مسلسل لعبة التفكير في عام 1978، مسلسل زيارة ودية في عام 1979، وفي عام 1980 قدم مسلسل للزمن بقية، وفي عام 1982 قدم مسلسل عفراء البادية.
في عام 1983 قدم مسلسل غلطة قلم، وفي عام 1984 قدم مسلسل السندباد، وفي عام 1985 قدم آخر أعماله في الدرما وهما مسلسل وأدرك شهريا الصباح، ومسلسل محمد رسول الله الجزء الخامس.
أبرز المعلومات عن أمين الهنيدي
تزوج أمين الهنيدي من خارج الوسط الفني في عام 1969، ورزق بثلاثة أولاد وهم "عبد الحميد، صالح، ومحمود".
عرف عن "الهنيدي" عدم السماح لأحد من الممثلين أن يضحك الجمهور غيره، وفي أحد العروض المسرحية خالف الزعيم عادل إمام تلك القاعدة وأضحك الجمهور، فقرر "الهنيدي" طرده من المسرحية، وذهب عادل إمام في اليوم التالي فوجد صورة الفنان حسن مصطفى بدلا من على الأفيش وأخبروه أنه تم طرده.
عان أمين الهنيدي من هاجس المرض والوفاة لفترة، وذهب للعديد من الأطباء، وجميعهم أجمعوا على أنه بخير ولا يوجد به شيء، ولكنه لم يكن مقتنعاً بحديثهم فقرر الذهاب إلى أحد العرافين الذي أخبره بصدق إحساسه وأنه سيمرض مرضاً شديداً حتى الموت، النبوءة أصابته باكتئاب شديد واعتزل الناس.
ولكن بعد أن مضى فترة دون حدوث شيء عاد للفن مرة أخرى، وفي الثمانينات فوجي بإصابته بالسرطان في المعدة، وتدهورت حالته الصحية، وسافر إلى لندن وأجرى عدة عمليات جراحية في الفم والرئة، ولكن دون نتيجة وأنفق كل أمواله وعاد للقاهرة وأكمل العلاج على نفقة الدولة.
تراكمت الديون على الفنان أمين الهنيدي رغم عودته للعمل من أجل الإنفاق على العلاج، وفي 3 يوليو عام 1986 رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 60 عاما.
بعد وفاة "الهنيدي" حجزت المستشفى جثمانه حتى سداد مبلغ 2000 جنيه كانت زائدة على المبلغ المخصص لعلاجه على نفقة الدولة، فتم جمع المبلغ من زملائه وتسديده للمستشفى ودفنه.