ربما لا يعرف الكثيرون عن الفنانة أمينة البارودي التي اقتصرت أعمالها الفنية على بعض المسرحيات وعدد من الأفلام التي لم تنجح في فترة الثلاثينيات، ولكن ما سبب لها شهرة هو اقتران اسمها بأسماء عدة فنانين منهم أسمهان، بجانب حياتها الشخصية وأقاويل عملها كجاسوسة، تعرف على حياتها في السطور التالية.
حياة أمينة البارودي ونشأتها
أمينة علي فؤاد طلبة هي ممثلة مصرية من أصول تركية ولدت لعائلة أرستقراطية ثرية، فوالدها هو علي بك فؤاد الذي كان يعمل قنصلًا للملكة المصرية في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا.
بجانب شهرة والدها، فهي حفيدة رب السيف والقلم الشاعر المصري العظيم محمود سامي البارودي الذي شغل منصب رئيس وزراء مصر، كما كان أحد أبطال الثورة العربية الذي توفي عام 1904.
حصلت أمينة على اسمها الفني من لقب جدها "البارودي" وكانت تقوم بذلك حتى تحقق شهرة بأي شكل ممكن. ولدت أمينة في 7 فبراير عام 1915.
طوال حياتها حاولت أمينة الحصول على الشهر بأي شكل ممكن، فقد قدمت بعض المسرحيات وعدد من الأفلام السينمائية الفاشلة التي لم تحقق لها أي شهرة، فاستغلت أشياء أخرى من أجل الشهرة.
استخدمت أمينة أساليب عدة من أجل تحقيق شهرتها، منها استخدام اسم عائلتها "البارودي" كما استغلت أناقتها وشهرتها وجمالها المصري الممزوج بالجمال التركي، حتى إنها قبلت العمل كجاسوسة لصالح النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
تعددت زواجات أمينة، حيث كانت تتزوج وتتطلق من المشاهير كثيرًا حتى تكتب عنها الصحف والمجلات، كما أنها صادقت الفنانة أسمهان التي كانت جارتها في هذا الوقت لتظهر بجانبها في المطبوعات.
في عام 15 يونيو عام 1959 عن عمر ناهز 44 عامًا، قد كانت نهايتها حزينة، حيث ماتت وحيدة بعد إصابتها بسرطان في العظام ولم يقف بجانبها أحد ولم ينفعها شهرتها أو أموالها التي جمعتها طوال حياتها.
رجال في حياتها
تعددت الزيجات في حياة أمينة البارودي، حيث قيل إنها تزوجت أكثر من 20 مرة، وقيل إنها تزوجت أكثر من 9 مرات، وكان أولهم الوجيه مصطفى رياض حفيد رياض باشا الذي شغل منصب رئيس وزراء مصر 3 مرات في عهد الخديوي إسماعيل.
لم يستمر هذا الزواج إلا لمدة عامين فقط، ولكن في فترة زواجها به كتبت عنها الصحافة الكثير من الأخبار، منها أنها اعتادت خلال فترة زواجها الإقامة بفندق مينا هاوس، كما أن أمينة جعلته في إحدى المرات أن يدفع مبلغ 1500 جنيه خلال 3 أيام فقط، وهو مبلغ ضخم وثروة وقتها.
تزوجت أمينة بعدها من أحمد طلبة باشا ابن طلبة باشا عصمت الذي كان محافظ الإسكندرية وكان أيضًا قائدًا للقوات المصرية المرابطة في دمياط أثناء الثورة العرابية.
تزوجت أمينة بعد ذلك من المخرج الكبير أحمد سالم في نهاية الثلاثينيات، وأحمد سالم هو طيار وإذاعي ومخرج وممثل معروف، وهو أول مصري تعلم الطيران وقاد طائرته الخاصة من لندن إلى القاهرة، كما عمل في استوديو مصر، وعمل كذلك في مجال التصدير والاستيراد.
كانت هذه الزيجة سببًا في شهرتها وظلا متزوجين لعدة سنوات، وقد استمرت في محاولاتها المستميتة في الحصول على شهرة كبيرة بأي شكل، ففي وقت زواجها اتهم زوجها بقضية "الخوذات المزيفة".
كانت هذه القضية سببها قيام أحمد سالم بالغش والاختلاس في مناقصة لوزارة الحربية لتوريد خوزات الجنود بمواصفات معينة، وقد غش في هذه الخوذات، فحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر، وقضى معظمها في مستشفى القصر العيني.
تعددت جلسات هذه القضية، وكانت أمينة تحرص على حضور كافة تلك الجلسات، واهتمت الصحافة أيضًا بحضورها اللافت، فبدلًا من الحزن والوقوف بجانب زجها المتهم، كانت تحضر كل جلسة بفستان جديد وقبعة جديدة لتلفت الأنظار إليها وتتحدث عنها الصحافة.
في فترة زواجهما سارع بالتقرب من الفنانة أسمهان، وطلق أمينة من أجل الزواج من أسمهان، وكان هذا الزواج بداية الخلافات بين السيدتين، وذلك بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 1 مايو عام 1955.
تعرفت على مطرب الأوبرا الإيطالي الشهير أنطونيو أنا لورو، وتزوجت منه بمرسوم ملكي من الملكة نازلي ملكة مصر وقتها، حيث كان يعتنق الديانة المسيحية، وهي مسلمة، وسافرت معه إلى إيطاليا.
وقد كتب أحد الصحفيين في مجلة "آخر ساعة" المصرية في روما تقريرًا عنها وعن زوجها الإيطالي، حيث بدأ يفقد صوته، وألقى الإيطاليون اللوم عليها بأنها كانت تجبره على السهر يوميًا حتى الفجر، وكانوا يطلقون عليها اسم "الأميرة يوم يوم".
حياتها الفنية
لم تحقق أمينة البارودي الشهر والنجاح التي لطالما حلمت بها، ولكنها تمكنت من أن تصبح ضمن صفوة سيدات المجتمع المصري، ونجحت في لفت أنظار الصحافة المصرية إليها، حيث كانت تلاحقها كاميرات الصحافة، كما كانت سيدات المجتمع يحرصن على متابعة أخبارها وطريقة لبسها وأناقتها كذلك.
اشتهرت أمينة بشكل كبير بعد أن شاركت في حفلة راقصة أقامتها كلية البنات، حيث ظهرت على المسرح بملابسة الرقص الإسباني وقدمت عرضًا راقصًا بمنتهى الرشاقة أصبحت بعده حديث الناس، وأصبح اسمها يتردد في المجلات والصالونات.
كانت أمينة نجمة مسرحية في حقبة الثلاثينيات، حيث شاركت في عدة مسرحيات، وفي أواخر التسعينيات شاركت في فيلم "أجنحة الصحراء" مع الفنان حسين صدقي، والفنانة راقية إبراهيم.
أمينة البارودي وأسمهان
تعرفت أمينة على أسمهان التي كانت جارتها، وكانت متعمدة أن تظهر بجانبها في المطبوعات والصور كوسيلة لها لتحقيق الشهر التي تطمح لها، وقد قيل إنها كانت سببًا في مقتل أسمهان.
انتشرت الأخبار أن البارودي جندت أسمهان لتكون جاسوسة في مصر، وقيل إنها كانت سببًا في مقتل أسمهان في النهاية.
تبدأ الحكاية عندما علمت الملكة نازلي أن أسمهان تسهر يوميًا مع رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا في منزل البارودي، وكانت أمينة وقتها متزوجة من أحمد سالم.
كانت الملكة نازلي تعشق أحمد حسنين، فشعرت بالغيرة الشديدة، وقد هددتهم الملكة نازلي من أن يجتمعوا معًا في منزل أمينة مجددًا، ويُقال إن أسمهان ماتت لهذا السبب.