أمريكا تواجه "عاصفة القرن" مع اقتراب إعصار ميلتون المدمر

تستعد ولاية فلوريدا الأمريكية لمواجهة ما وصفه المسؤولون بـ "عاصفة القرن" مع اقتراب إعصار ميلتون القوي، المصنف من الفئة الخامسة، والذي من المتوقع أن يضرب منطقة تامبا مساء اليوم.

الإعصار الأكثر تدميرًا

وفقا لعدة تقارير صحفية، فقد حذر خبراء الأرصاد من أن الإعصار قد يكون واحداً من أكثر الأعاصير تدميراً في تاريخ الولاية.

وأفادت التقارير أن الإعصار يحمل رياحاً تصل سرعتها إلى 265 كيلومتراً في الساعة، مع توقعات بحدوث فيضانات قد يصل ارتفاعها إلى 4.5 متر في بعض المناطق، وقد أصدرت السلطات أوامر إجلاء إلزامية لحوالي 6 ملايين شخص، محذرة من أن البقاء في المنازل قد يعرض حياتهم للخطر.

بايدن: مسألة حياة أو موت

وفي تصريح له من البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "إنها مسألة حياة أو موت، وهذا ليس مبالغة"، وحث السكان على الإخلاء قائلاً: "أخلوا الآن، الآن، الآن".

كما أدلت عمدة تامبا، جين كاستور، بتحذير خطير لسكان المدينة، قائلة: "إذا اخترت البقاء... فإنك ستموت"، وأضافت أن ارتفاع مياه العاصفة المتوقع والبالغ 4.5 متر سيكون كافياً لغمر منازل بأكملها.

وقد شهدت الطرق السريعة في فلوريدا ازدحاماً شديداً مع محاولة آلاف السكان الفرار من المنطقة، ومع ذلك، أظهرت لقطات جوية صباح اليوم شوارع خالية في العديد من المدن والبلدات، مما يشير إلى أن الكثيرين قد غادروا بالفعل، أو اختاروا البقاء في منازلهم.

وفي مشهد مثير للقلق، نشرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) مقطع فيديو يظهر علماء يتحدون مخاطر الإعصار ميلتون، حيث قاموا بالطيران داخل العاصفة لجمع بيانات قيمة، وأظهرت اللقطات الأمطار الغزيرة تضرب نوافذ الطائرة، بينما تعرض العلماء لاضطرابات شديدة داخل المقصورة.

إعصار ميلتون

ويأتي إعصار ميلتون بعد أسبوعين فقط من ضرب إعصار هيلين للولاية، والذي خلف 230 قتيلاً، وامتد تأثيره حتى جبال الأبلاش، ويخشى المسؤولون من أن يكون ميلتون أكثر تدميراً، حيث حذر خبير الأعاصير مايكل لوري من أن ارتفاع مياه العاصفة في منطقة تامبا "قد يصل إلى ضعف المستويات التي شوهدت قبل أسبوعين خلال إعصار هيلين".

وقد أغلقت المدارس والشركات أبوابها، وتم إلغاء الرحلات الجوية من وإلى مطارات تامبا وسانت بطرسبرج وأورلاندو، كما تم إغلاق مدينة والت ديزني العالمية وغيرها من المنتزهات الترفيهية الكبرى في المنطقة، مما أثر على آلاف السياح، بمن فيهم العديد من البريطانيين.

وحذر المركز الوطني للأعاصير في ميامي قائلاً: "لدى ميلتون القدرة على أن يكون واحداً من أكثر الأعاصير تدميراً في تاريخ وسط غرب فلوريدا".

وأضاف المركز أن الإعصار لا يزال مدمجاً نسبياً، ولكن من المتوقع أن يتسع نطاق الرياح مع اقترابه من فلوريدا.

وقد نشر حاكم فلوريدا رون ديسانتيس 8000 جندي من الحرس الوطني، وتم تجهيز الإمدادات والمعدات بالقرب من المناطق المتوقع أن يضربها الإعصار.

كما قامت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) بتجهيز 20 مليون وجبة و40 مليون لتر من المياه للاستجابة السريعة بعد مرور الإعصار.

ومع اقتراب الإعصار، تم فرض حظر تجول في العديد من البلديات في فلوريدا، بما في ذلك مدينة نابولي وجزيرة سانيبل في مقاطعة لي.