ألمانيا تدرس سحب احتياطياتها من الذهب في أمريكا

نشرت الصحف الألمانية تحذيرًا بضرورة إعادة الذهب الألماني من الولايات المتحدة

  • تاريخ النشر: الأحد، 06 أبريل 2025
ألمانيا تدرس سحب احتياطياتها من الذهب في أمريكا

في محاولة للرد على الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على دول العالم، ومنها ألمانيا، عاد الجدل مجددًا في ألمانيا بشأن مصير احتياطيات الذهب الوطنية المخزنة في الولايات المتحدة، وسط مخاوف متزايدة من فقدان السيطرة عليها في لحظات حرجة.

وقد أطلقت صحيفة بيلد الألمانية صيحة تحذير تحت عنوان: "أعيدوا ذهبنا فورًا من الولايات المتحدة" في إشارة واضحة لتزايد المخاوف حيال أمن أحد أعمدة الاستقرار المالي للبلاد.

ألمانيا صاحبة ثاني أكبر احتياطي ذهب في العالم

تعد ألمانيا قوة اقتصادية كبرى، ليس فقط بإنتاجاها وصادراتها، ولكن أيضًا بما تمتلكه من ثروات استراتيجية، وأبرزها الذهب، حيث تحتل المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة من حيث حجم احتياطيات الذهب، بما يقارب 3375 طنًا، وتقدر قيمتها السوقية 280 مليار يورو.

ومع ذلك، فإن نحو 37% من هذا الاحتياطي، أي ما يعادل 100 مليار يورو تقريبًا، متواجدًا في خزائن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في نيويورك، وهو ما زاد من التساؤلات حول حكمة إبقائه خارج الأراضي الألمانية.

ووفقًا للحكومة الأمريكية، فإن تواجد الذهب في أمريكا يجعل من السهل تحويله إلى عملة الدولار في حالات الطوارئ، ولكنه بات الآن محل شك واسع في ظل تغيير في التحالفات الاقتصادية والتجارية، وتصاعد المخاطر.

اقرأ أيضًا:  الصين ترد علي ترامب وتفرض رسوم 15% على السلع الأمريكية

"الثقة وحدها ليست كافية"

تحت عنوان "الثقة لم تعد تكفي" سلطت صحيفة بيلد الألماني الضوء على ما تصفه بالهشاشة الكامنة في الاعتماد على الضمانات الأمريكية، وطرحت سؤالًا جوهريًا قالت فيه: "هل ما زال الذهب الألماني في مكانه؟

أوضحت الصحيفة أن ترامب أعرب مرارًا في بسط سيطرة أكبر على الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يزيد من احتمالات تغيير قواعد اللعبة المالية العالمية بشكل مفاجئ، ويشكل خطرًا على ثروات ألمانيا في أمريكا.

وما زاد الأمر غموضًا، هو  تصريحات الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك، الذي لمح في تصريحات سابقة إلى ضرورة مراجعة عمل البنك المركزي الأمريكي، وشكك في ما إذا كان الذهب الأمريكي لا يزال محفوظًا في حصن نوكس، أحد أكثر الأماكن تحصينًا.

وتتساءل الصحيفة الألمانية إذا رغبت ألمانيا بشكل مفاجئ المطالبة الفعلية بممتلكاتها في أمريكا، فهل ستواجه مفاجأة غير سارة؟

اقرأ أيضًا:  انخفاض البيتكوين تحت 100,000 دولار بسبب رسوم ترامب الجمركية

القلق يطال رجال السياسية

ولم يقتصر القلق على وسائل الإعلام الألمانية فحسب، بل انتقل إلى الساحة السياسية، حيث عبر مايكل ييغر، الأمين العام للاتحاد الأوروبي لدافعي الضرائب، عن مخاوفه وانزعاجه، وطالب بالتدخل المباشر، وقال في تصريحات صحفية:

"لا يكفي على ألمانيا النظر إلى الذهب من خلف الزجاج، بل يجب إجراء تفتيش مادي مباشر، وعد فعلي وتوثيق لكل سبيكة ألمانية في أمريكا".

وأكد ييغر أن هذا المطلب لا ينطلق من جنون الارتياب، بل من منطق بسيط، حيث قال: "من حق ألمانيا أن يكون لديها وصول كامل وفوري إلى احتياطياتها الذهبية، وخاصة في وقت يجري في التباحث حول خطط استدانة كبرى في برلين وبروكسيل".

وقد دعمت أصوات سياسية بارزة خطاب استعادة الذهب، وعلى رأسهم النائب المحافظ ماركو فاندرفيتس، الذي أعاد التذكير بمطلبه القديم عام 2012 بضرورة إخضاع احتياطيات الذهب لفحص دوري أو إعادتها إلى الأراضي الألمانية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة