-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
السيرة الذاتية
كان ألكسندر هاملتون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وأول وزير للخزانة الأمريكية، وقد كان له دور بارز في بناء الدولة الأمريكية، وشهدت حياته تحولات من جندي إلى رجل دولة، ويُعتبر إداريًا وسياسيًا ومفكراً متميزاً، وينُسب إليه الفضل في وضع الأساس للحكومة والمالية في الولايات المتحدة، تعرف على إنجازاته وحياته في هذا المقال.
من هو ألكسندر هاملتون؟
هو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية في جزيرة نيفيس في منطقة البحر الكاريبي، كان هاملتون شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي، واشتهر بدوره الحيوي في تأسيس النظام المالي الأمريكي وإنشاء بنك الولايات المتحدة.
تلقى هامتون تعليمه في كلية الملك، التي أصبحت جامعة كولومبيا الآن، وانضم بعدها إلى الجيش القاري خلال الثورة الأمريكية، وأصبح مقربًا لجورج واشنطن، وقد شارك في العديد من المعارك الهامة، وبعد الحرب أصبح محاميًا، وشارك في المؤتمر الدستوري، وكان من بين من كتبوا أول دستور للولايات المتحدة.
بعد تولي جورج واشنطن حكم البلاد، تولى منصب أول وزير للخزانة في الولايات المتحدة، ويرجع له الفضل في وضع الأسس للنظام المالي الأمريكي، منها تأسيس بنك الولايات المتحدة الأول.
خلال حياته انخرط هاملتون في العديد من النزاعات السياسية الحادة، وقد ازداد شهرته في السنوات الأخيرة، بسبب المسرحية الموسيقية الشهيرة "هاملتون" التي قدمت حياته وإسهاماته بطريقة مبتكرة وجذابة.
نشأته وتعليمه
ولد ألكسندر هاملتون خارج إطار الزواج في تشارلستون. والده جيمس هاملتون، وهو اسكتلندي، أما والدته راشيل لافين امرأة من أصول بريطانية فرنسية.
كانت والدته امرأة متزوجة تركت زوجها وابنها الأول، وسافرت إلى سانت كيتس، وهناك قابلت جيمس هاملتون، وعاشت معه بدون زواج، وأنجبت ابنين وهما ألكسندر وجمس جونيور.
تلقى ألكسندر تعليمه من خلال دروسًا خصوصًا، ثم انتقل إلى مدرسة خاصة، وبعدها أكمل تعليمه في مكتبة عائلية تضم الكثير من الكتب تعلم من خلالها.
بعد سنوات، تخلى والده جيمس هاملتون عن والدته وطفليها، بزعم إنقاذها من تهمة تعدد الأزواج، حيث اكتشف أن زوجها الأول ينوي تطليقها على أساس الزنا والهجر، وبعد الانفصال انتقلت والدته راشي إلى سانت كروا، وأنفقت على ولديها من خلال إدارة متجر صغير.
في عام 1768 توفيت والدته بسبب الحمى الصفراء، وأصبح هاملتون وشقيقه تيمين، وقد كان لوفاة والدته أثرًا كبيرًا عليه، وبعد وفاة والدته، استولى زوجها الأولى على ممتلكاتها، ولم يتبق شيئًا للعائلة، إلا أن أحد الأصدقاء اشترى كتب العائلة، وأعادها إلى هاملتون.
بعد وفاة الأم، تم تبني الأخوين هاميلتون من قبل ابن عمهما ليتون، الذي انتحر، وبعد انتحاره انفصل الأخوان هاملتون، وأصبح ألكسندر كاتبًا في شركة استيراد وتصدير محلية، بينما أصبح شقيقه نجارًا.
خلال هذه الفترة أظهر هاملتون مهارة تجارية، وبعد 5 أشهر من العمل ككاتب في الشركة، أصبح مسؤولًا عنها، وطوّر في هذه الفترة اهتمامه بالقراءة، وأصبح قارئًا، نهمًا، وفي عام 172 انتقل إلى مدينة نيويورك، وواصل تعليمه بينما عمل في التجارة للإنفاق على نفسه.
في نيويورك التحق هاميلتون بأكاديمية إليزابيث تاون، وبعدها التحق بكلية جينكز، والتي تعرف حاليًا بجامعة كولومبيا، وخلال الجامعة بدأ كتاباته السياسية، حيث كان مؤيدًا للقضية الثورية قبل حرب الاستقلال الأمريكية.
زوجته وأطفاله
تزوج ألكسندر هاملتون من إليزابيث سكيلر، ابنة الجنرال فيليب سكيلر، حيث التقى بها في نيوجيرسي خلال الحرب الثورية، وقد أنجبت له 8 أطفال، وهم فيليب، وأنجليكا، وألكسندر، وجيمس، وجون، وويليام، وإليزا، وفيليب الذي تم تسميته تخليدا لذكرى شقيقه الأكبر فيليب الذي توفي عن عمر 19 عامًا برصاصة قاتلة.
ديانة ألكسندر هاملتون
كان ألكسندر هاملتون تابعًا للمذهب البروتستانتي التقليدي، إلا أنه تخلى عن تدينه خلال الثورة، وأصبح ليبراليًا تقليديًا ذو ميول إيمانية، حيث كان يذهب إلى الكنيسة كل فترة، ومع ذلك تشير التقارير أنه عاد إلى دينه في سنواته الأخيرة.
انتشرت الكثير من الأقاويل بأن هاملتون استخدم الدين من أجل أغراض سياسية، فمثلًا عمل على تشويه سمعة بعض السياسين بتوجيه تهمة الإلحاد لهم، كما اقترح إنشاء جمعية دستورية مسيحية.
انضمامه للقوات الوطنية الأمريكية
خلال الحرب الثورية عام 1775، انضم ألكسندر هاملتون إلى القوات الوطنية الأمريكية، وتلقى دروسًا عسكرية، كما قرأ التاريخ العسكري بمفرده، لذا تم التوصية بترقيته، وفي العام التالي أنشأ شركة المدفعية الإقليمية في نيويورك، وانتخب قائدًا وشارك في حملة في مدينة نيويورك، التي ساعدت في تراجع الجيش القاري إلى مانهاتن.
بعدها أصبح هاملتون مساعدًا لجورج واشنطن برتبة مقدم، وخدم لمدة 4 سنوات كمساعد رئيسي لهيئة الأركان العامة، وشارك في مجموعة من المهام رفيعة المستوى، مثل الاستخبارات والتفاوض بصفته مبعوث واشنطن.
في عام 1781 تخلى هاملتون عن مهمة مساعدة جورج واشنطن بعد خلاف بينهما، حيث رأى هاملتون أنه يجب تعيين قيادة ميدانية، بينما رأى واشنطن أنه بحاجة إلى تعيين رجال من رتبة أعلى، وفي النهاية استسلم واشنطن لطلبات هاملتون، وعيّنه قائدًا لكتيبة من سرايا المشاة في نيويورك، ومنح قيادة ثلاث كتائب، وقد شاركت كتائبه في قتال ضد القوات الفرنسية، وأجبرتها على التراجع.
مسيرته السياسية
بعد الثورة عاد هاملتون إلى نيويورك، وعمل محاميًا، وقد تميز في القضايا القانونية، وهو ما عزز مكانته كزعيم سياسي، وفي عام 1787 شارك في المؤتمر الدستوري في فيلادلفيا، وكان أحد المهندسين الرئيسيين لدستور الولايات المتحدة، ولعب دورًا حيويًا في صياغة الدستور، رغم أن مقترحاته الفيدرالية كانت أكثر مركزية؛ مما تم اعتماده في النهاية.
بعد المؤتمر، تعاون هاملتون مع جيمس ماديسون، وجون جاي لكتابة مجموعة من المقالات تحت اسم مستعار "بوبليوس" للدفاع عن الدستور الجديد، وعرفت هذه المقالات باسم "الأوراق الفيدرالية"، والتي هدفت إلى ترويج أفكار الدستور وحشد الدعم له.
أول وزير للخزانة في الولايات المتحدة
تولى ألكسندر هاملتون منصب أول وزير خزانة في الولايات المتحدة الأمريكية، تحت إدارة الرئيس جورج واشنطن، وشغل المنصب منا لفترة 1789 إلى 1795.
عند تولي هاملتون منصب وزير الخزانة، كانت الولايات المتحدة تواجه تحديات مالية كبيرة، ومنها ديون ضخمة مستحقة من الحرب الثورية، واقتصاد غير مستقر مع ضعف الثقة في العملة الوطنية، ونقص في البنية التحتية المالية والمؤسسات المالية، فضلًا عن ضعف في السياسات والإصلاحات الرئيسية.
كانت أول قرارات ألكسندر هاملتون هو تولي الحكومة الفيدرالية ديون الولايات المستحقة من الحرب الثورية، مما يعزز الوحدة الوطنية، ويقوي موقف الحكومة الفيدرالية أيضًا، كما عمل على تمويل الديون من خلال إصدار سندات حكومية، وهو ما ساعد في بناء الثقة في الحكومة وجذب الاستثمارات.
في عام 1791 شارك هاملتون في تأسيس بنك الولايات المتحدة الأول ليعمل كبنك مركزي يسهل التعاملات المالية الحكومية، ويقدم قروضًا، ويحفظ الودائع وقد ساعد البنك في تنظيم العملة، وإصدار الأوراق المالية، وهو ما عزز من استقرار النظام المالي في الدولة.
شجع هاملتون الصناعة الوطنية لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الاكتفاء الذاتي الاقتصادين كما أوصى بفرض ضرائب على الواردات الأجنبية، ومنح حوافز للشركات المحلية لتشجيع الصناعة المحلية.
فرض هاملتون أيضًا نظام ضرائب جديد لزيادة إيرادات الحكومية، ومنها فرض ضرائب على الويسكي، وهو القرار الذي أدى إلى تمرد كبير عام 1795. ورغم ذلك ساهمت سياساته المالية في تحقيق استقرار مالي، وساعدت في بناء الثقة في النظام المالي الأمريكي، كما شجعت السياسات الصناعية والتنموية على نمو الاقتصاد الأمريكي وتطوير بنيته التحتية.
فيما عززت سياسات هاملون دور الحكومة الفيدرالية في الشؤون المالية والاقتصادية، ما ساهم في بناء دولة مركزية قوية. إلا أن سياساته واجهت معارضة من الجمهوريين الديمقراطيين الذين رأوا أن سياسته تهدد حقوق الولايات، وأنها تركز السلطة المالية في يد الحكومة الفيدرالية، وهو ما قد يؤدي إلى الاستبداد.
الصراعات السياسية
المعارضة من الجمهوريين الديمقراطيين: واجه هاملتون معارضة قوية من توماس جيفرسون وجيمس ماديسون، اللذين رأيا في سياساته تهديدًا لحقوق الولايات ورأيا أن تركيز السلطة المالية في يد الحكومة الفيدرالية قد يؤدي إلى استبداد.
وقد دافع هاملتون عن موقفه وسياساته بحجة أن الدستور يمنح الكونغرس سلطة الأشياء الضرورية والمناسبة، وقد استقال من منصبه عام 1796، إلا أنه ظل قريبا من واشنطن كمستشار وصديق، واستأنف عمله في المحاماة.
فضيحة رينولدز
أصبح ألكسندر هاملتون أول سياسي أمريكي يتورط علنًا في فضيحة جنسية، والتي عرفت باسم "فضيحة رينولدز" وهي الفضيحة التي أضعفت من موقفه السياسي بشكل كبير.
في عام 1791 تورط هاملتون في علاقة غرامة مع سيدة اسمها ماريا رينولدز، وهي سيدة متزوجة جاءت إلى منزله بحجة أنها تتعرض للتعنيف من زوجها، وحينما عرض عليها المال ورفضت، ولكن بدأت علاقة غير شرعية بينهما استمرت لمدة عام تقريبًا.
وعلى مدار العام، كان زوجها، جيمس رينولدز" على درامية تامة بخيانة زوجته، وقيل إنه هو من دبر هذه الخيانة لابتزازه والحصول على أموال منه، حيث حصلت ماري وزوجها أموال قدرت بحوالي 1300 دولار من هاملتون بعد ابتزازه بفضحه، وقد علم هاملتون في النهاية بتورط الزوجين في عملية الابتزاز.
ألكسندر هاملتون والعبودية
كان لألكسندر هاملتون تاريخ معقد فيما يتعلق بالعبودية، فقد كان موقفه تجاه العبودية مختلطًا، وكان له دور مهم في القضايا المتعلقة بالعبودية خلال حياته، سواء في مواقفه الشخصية، أو في أدواره السياسية.
نشأ هاملتون في جزير نيفيس التي كانت تعتمد على العبيد بشكل أساسي في مزارع السكر، وقد أثرت هذه الخلفية على وجهة نظر حوله العبودية، فقد كان معارضًا للعبودية، ورأى أنها تتعارض مع المبادئ الجمهورية والقيم الأمريكية الناشئة.
كان هاملتون عضوًا مؤسسًا في جمعية نيويورك لتعزيز إلغاء العبودية التي تأسست في عام 1785. كانت الجمعية تعمل على تحرير العبيد وتشجيع إلغاء العبودية في نيويورك.
خلال المؤتمر الدستوري، كان هاملتون متحفظًا فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالعبودية. على الرغم من أنه لم يدافع عن العبودية بشكل مباشر، إلا أنه لم يدعُ إلى إلغائها صراحة في الدستور، ربما بسبب الحاجة إلى الحفاظ على الوحدة بين الولايات الشمالية والجنوبية.
في مؤتمر نيويورك الدستوري لعام 1787، دعمت هاملتون اقتراحاً لفرض ضرائب على العبيد المستوردين، وهو ما يعتبر مؤشرًا على موقفه المناهض لتجارة العبيد.
وعلى الرغم من أن تأثير هاملتون في إلغاء العبودية كان محدودًا في حياته، إلا أن دوره في جمعية نيويورك لتعزيز إلغاء العبودية والمواقف التي اتخذها ساهمت في الحركات اللاحقة التي دعت إلى إلغاء العبودية.
من خلال دوره كوزير للخزانة، أسس هاملتون نظامًا ماليًا يعتمد على الاقتصاد الصناعي والتجاري بدلاً من الاقتصاد الزراعي الذي يعتمد على العبودية، مما ساهم في تحولات اقتصادية بعيدة المدى أدت في النهاية إلى تحولات اجتماعية.
وفاة ألكسندر هاملتون
توفي ألكسندر هاملتون نتيجة جروح أصيب بها خلال مبارزة مع آرون بور، نائب رئيس الولايات المتحدة آنذاك، حيث كانا خصمين سياسيين لفترة طويلة، وكان هاملتون من الحزب الفيدرالي، أما بور كان من الحزب الجمهوري الديمقراطي.
في عام 1804، وخلال انتخابات ولاية نيويورك، ترشح بور لمنصب حاكم نيويورك، ولكن هاملتون شن حملة قوية ضده، مما أسفر عن هزيمة بور، وبعدها أدلى هاملتون بتصرحيات سياسية قاسية ضد بور، مما أدى إلى غضبه وتصاعد التوتر بينهما.
كان من الشائع حينها أن تتم مبارزة في أوقات الخلافات، وبعد شعور بور من الإهانة من هاملتون تحداه في مبازرة لإعادة شرفه، وتمت المبارزة في 11 يوليو عام 1804 في ويهاوكين في نيورجسي، وكان مكانًا مشهورًا للمبارزات بسبب قوانين الولاية الأقل صرامة بشأن المبارزات.
وخلال المبارزة أطلق بور النار وأصاب هامتلون في البطن، وتسببت الرصاصة بأضرار بالغة في أعضائه الداخلية، حيث تدمر الكبد والحجاب الحاجز، وبعد الإصابة نقل إلى منزله، وتلقى الرعاية الطبية، إلا أن إصابته الشديدة أدت إلى وفاته في النهاية، وتوفي في اليوم التالي في 12 يوليو عام 1804 عن عمر47 عامًا فقط.
قبل وفاته طلب هاملتون من رئيس الأساقفة في نيويورك أن يمنحه القربان المقدس، ولكنه رفض في البداية لأن المشاركة في مبارزة كانت خطئية مميتة، كما أنه لك يكن عضوًا في الطائفة الأسقفية، وفي النهاية تم إجراء مراسم الجنازة في كنيسة الثالوث.
كان موت ألكسندر هاملتون بهذه الطريقة بمثابة صمة كبيرة للبلاد، حيث توفي شخصية سياسية بارزة نتيجة لصراع سياس شخصي، وأدى إلى فقدان واحد من أبرز الشخصيات المؤسسة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.