تعد البطلة الأولمبية المجرية أغنيس كيليتي واحدة من أعظم الشخصيات في تاريخ الجمباز الأولمبي، فقد حققت إنجازات خلال مسيرتها الرياضية، رغم الظروف القاسية التي عاشتها، وتمتلك في رصيدها العديد من الميداليات الأولمبية، وهو ما جعلها أسطورة جمباز لا تنسى، فضلًا عن كونها أكبر بطلة أولمبية في التاريخ، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الرياضية وإنجازاتها.
من هي أغنيس كيليتي؟
أغنيس كلاين هي لاعبة جمباز فني ومدربة جمباز مجرية سابقة، ولدت في 9 يناير عام 1921 في بودابست في المجر، وهي أكبر بطلة أولمبية في التاريخ، حيث وصلت إلى عمر المئة عام 2021.
بدأت مسيرة أغنس كيليتي الرياضية في سن مبكرة، وهو ما جعلها موهبة استثنائية، ومن أبرز الشابات الواعدات في هذا المجال، رغم الظروف الصعبة التي عاشتها خلال الحرب العالمية الثانية.
بعد نجاتها من أهوال الحرب، أظهرت كيليتي إصرارًا استثنائيًا، وفازت بالعديد من الميدالية الأولمبية، لتثبت نفسها كواحدة من أعظم الرياضيات في تاريخ الأولمبياد. أداؤها المتقن وشخصيتها القوية جعلاها مصدر إلهام لأجيال من لاعبي الجمباز. في عام 2021، احتفلت أغنس كيليتي بعيد ميلادها المئة، مما أثار إعجاب العالم بأسره بقصة حياتها الاستثنائية.
نشأتها وبداية مسيرتها الرياضية
ولدت أغنيس كيليتي في بودابست في المجر لعائلة يهودية، وقد بدأت التدريب على الجمباز في سن الرابعة، وبحلول سن السادسة عشرة أصبحت بطلة المجر الوطنية في الجمباز، إلا أنها في عام 1941، طردت أغنيس من نادي الجمباز في بودابست لأنها يهودية،
عاشت أغنيس ظروفًا صعبة كونها يهودية الديانة، لذا غيرت لقبها إلى كيليتي ليبدو اسمها مجريًا أكثر. في عام 1940، ورغم كونها من أبرز المواهب الواعدة في الفريق المجري في ذلك الوقت، لم تتمكن من المشاركة في دورتي 1940 و1944 للأولمبياد؛ بسبب الحرب العالمية الثانية.
زوجها وأبنائها
تزوجت أغنس كيليتي أول مرة عام 1944 من لاعب الجمباز المجري استيفان ساركاني، والذي حقق العديد من البطولات الوطنية، وشارك في أولمبياد برلين عام 1936، وقد كان زواجها منه على عجل، حيث كانت السيدات المتزوجات يتم إعفاؤهن من معسكرات العمل التي فرضتها الحكومة النازية في ذلك الوقت، وقد انفصلت عن زوجها عام 1950.
تزوجت أغنيس للمرة الثانية من مدرس التربية البدنية المجري روبرت بيرو عام 1959، والتي التقت به في إسرائيل، حيث انتقلت هناك بعد حصولها بسبب الحكومة الشيوعية في المجر، ورزقت من زوجها بولدين، وهما دانيال ورافائيل.
النجاة في الحرب العالمية الثانية
واجهت أغنيس كيليتي العديد من التحديات خلال الحرب العالمية الثانية لكونها يهودية الديانة، فقد كانت المجر يسيطر عليها النازيون، وقد تمكنت من النجاة من خلال شراء بطاقة هوية لفتاة مسيحية.
تنكرت أغنيس بأنها فتاة مسيحية لفترة طويلة، وعملت كخادمة في قرية صغيرة في الريف المجري، فيما تمكنت والدتها وشقيقتها من النجاة بعد حصولهما على أورق حماية سويسرية من عدة دبلوماسيين سياسيين في ذلك الوقت، بينما لم يتمكن والدها من النجاة، حيث قتل هو وأقارب آخرون لها على يد النازيين بالغاز في معسكر اعتقال أوشفيتز.
وفي الفترة بين عامي 1944 1945، وخلال حصار بودابست من قبل القوات السوفيتية، عملت كيليتي على تجميع جثث الموتى، ووضعها في مقبرة جماعية بشكل يومي.
بعد انتهاء الحرب، بدأت أغنيس كيليتي بالعمل كعازفة تشيللو بشكل احترافي، كما استأنفت التدريب على الجمباز، وشاركت في عدة بطولات.
مسيرتها الرياضية بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الأولى، تمكنت أغنيس كيليتي بالفوز بأول بطولة مجرية لها عام 1946، وفي العام التالي، حصل على لقب الجمباز في أوروبا الوسطى، وتمكنت من التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1948، لكنها انسحبت من البطولة بسبب إصابتها بتمزق في أربطة الكاحل.
كانت أغنيس في ذلك الوقت مسجلة في القائمة الرسمية للأولمبياد تحت اسم "أغنيس ساركاني" وهو لقب زوجها الأول. في عام 1949، شاركت أغنيس في دورة الألعاب الجامعية العالمية، وفازت ب4 ميداليات ذهبية، وحصلت على ميدالية فضية وميدالية برونزية واحدة.
في عام 1952، تمكنت أغنيس من التنافس في الألعاب الأولمبية لأول مرة في أولمبياد هلسنكي، وحصلت خلال تلك البطولة ب4 ميداليات، ومنها ذهبية في تمارين الأرضية، وفضية في مسابقة الفريق، وبرونزية في حدث الأجهزة المحمولة لفرق والعارضة غير المستوية.
في عام 1954، شاركت في بطولة العالم، وفازت بذهبية في العارضة غير المستوية، ثم شاركت في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1956 في ملبورن، وفازت ب6 ميداليات، منها 3 ذهبيات، وحصلت على المركز الثاني في كل البطولات، وكانت واحدة من أنجح الرياضيات في تلك النسخة، كما احتل الفريق المجري المركز الأول في عدة منافسات، وفي سن 35 عامًا، كانت أغنيس كيليتي أكبر لاعبة جمباز تفوز بميدالية على الإطلاق.
الهرب من المجر والسفر إلى إسرائيل
في عام 1956، وخلال دورة الألعاب الأولمبية في ملبورن بأستراليا، غزا الاتحاد السوفيتي المجر، لذا خوفًا على حياتها، قررت أغنيس كيليتي بجانب 44 لاعبًا آخرين من الوفد المجري البقاء في أستراليا، وحصلا على اللجوء السياسي.
خلال تواجدها في أستراليا، عملت أغنيس كمدربة جمباز، ثم هاجرت إلى إسرائيل عام 1957، وشاركت في دورة الألعاب المكابية، وهي مسابقة ألعاب قوى يهودية دولية، كما نجحت في جلب والدتها وشقيقتها إلى إسرائيل.
بعد تقاعدها من المنافسات، عملت كيليتي كمدربة تربية بدنية في جامعة تل أبيب، كما عملت كمدربة جمباز في معهد وينجيت للرياضة لمدة 34 عامًا، كما عملت كمدربة في فريق الجمباز الوطني الإسرائيلي، وظلت تدرب فيه حتى التسعينات.
لم تتمكن أغنيس العودة إلى بلدها المجر إلا في عام 2015، حيث كانت الحكومة الشيوعية تسيطر على البلاد.
أكبر بطولة أولمبية في التاريخ
في مايو 2016، أصبحت أغنيس كيليتي أكبر بطلة أولمبية مجرية على قيد الحياة، وذلك بعد وفاة لاعب كرة الماء المجري ساندور تاريكس، الذي ولد عام 1936.
في عام 2019، أصبحت أغنيس أكبر بطلة أولمبية على قيد الحياة، بعد وفاة لاعبة التزلج الفنلندية ليديا وايدمان، وقد احتفت بعيد ميلادها الـ100 في عام 2021. في عام 2023، أصبحت أكبر بطولة أولمبية عمرًا على الإطلاق، وحطمت الرقم القياسي الذي سجله تاريكس.
وفاة أغنيس كيليتي
توفيت أغنيس كيليتي في 2 يناير عام 2025 عن عمر 103 عامًا في بودابست بالمجر قبل أسبوع واحد فقط من عيد ميلادها الـ104، حيث نقلت إلى أحد المستشفيات بعد معاناته من الالتهاب الرئوي، وتوفيت فيه