أسرار نجاح رجال الأعمال: طرق اتخاذ الأثرياء قراراتهم الحاسمة

في عالم الأعمال المتسارع، قد يتبادر إلى الذهن أن المليارديرات هم أولئك المغامرون الذين يتخذون قرارات جريئة وغير تقليدية، لكن الحقيقة قد تكون مفاجئة للكثيرين.

عادات اتخاذ القرار لدى المليارديرات

فالعديد من أنجح رواد الأعمال في العالم يتبعون نهجًا أكثر تحفظًا وانضباطًا في صنع القرار، هؤلاء هم من يجدون الراحة في الروتين، ويتبعون قواعدهم الخاصة بصرامة، ويتخذون قراراتهم بناءً على أساليب مجربة ومختبرة.

وكشف تقرير لمجلة فوربس العالمية كيفية تحول الالتزام بالأساسيات إلى نجاح على نطاق لا يمكن تصوره، واستكشاف العادات القرارية لبعض أغنى الأشخاص في العالم.

1. وضع قواعد واضحة والالتزام بها

راي داليو، مؤسس شركة Bridgewater Associates، معروف بـ "مبادئه" - مجموعة من القواعد التي يستخدمها في كل جانب من جوانب حياته وأعماله، لا يعتمد داليو على الحدس، بل لديه كتيبات إرشادية مفصلة توجه كل قرار، من الاستثمار إلى التوظيف.

أمثلة تطبيقية:

- في الاستثمار: وضع داليو قاعدة "التنويع الراديكالي" التي تنص على توزيع الاستثمارات بين 15-20 أصلًا غير مرتبطة لتقليل المخاطر.

- في إدارة الشركة: طبق مبدأ "الشفافية الجذرية" حيث يتم تسجيل كل اجتماع وإتاحته لجميع الموظفين.

الدرس المستفاد: ضع مجموعة خاصة بك من المبادئ لكيفية التعامل مع القرارات، قم بتضمين كيفية إنفاق المال، ومع من تعمل، أو ما هي المشاريع التي تتولاها، وجود قواعد واضحة يمكن أن يزيل الغموض عن خياراتك.

كيفية التطبيق في حياتك:

1. حدد القيم الأساسية التي تؤمن بها في العمل والحياة.

2. أكتب هذه القيم، وحولها إلى قواعد عملية.

3. راجع قراراتك اليومية وتأكد من أنها تتماشى مع هذه القواعد.

4. قم بتحديث قواعدك بانتظام بناءً على الخبرات والدروس المستفادة.

 2. قياس كل شيء

بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، هو رجل بيانات من الدرجة الأولى، يؤمن بقياس كل شيء، وقد قال ذات مرة: "إذا لم تستطع قياسه، فلن تستطيع تحسينه"، تستند قراراته إلى البيانات والتحليل والأدلة، وليس إلى المشاعر الغريزية أو الخطوات الجريئة.

أمثلة تطبيقية:

- في تطوير البرمجيات: استخدم غيتس مقاييس مثل "عدد خطوط الكود" و"وقت التنفيذ" لتحسين كفاءة البرامج في مايكروسوفت.

- في العمل الخيري: في مؤسسة بيل وميليندا غيتس، يتم قياس تأثير كل دولار يتم إنفاقه على المبادرات الصحية العالمية.

الدرس المستفاد: ابدأ بتتبع الأجزاء الرئيسية من حياتك وعملك لإزالة التحيز، استخدم البيانات لتوجيه قراراتك، وليس مجرد الحدس، قم بتتبع إنفاقك، ومراقبة وقتك، ومراجعة مقاييس أعمالك.

كيفية التطبيق في حياتك:

1. حدد المؤشرات الرئيسية للأداء (KPIs) في مجالات حياتك المهمة.

2. استخدم تطبيقات أو أدوات لتتبع هذه المؤشرات بانتظام.

3. قم بتحليل البيانات شهريًا لتحديد الاتجاهات والفرص للتحسين.

4. اتخذ قرارات بناءً على هذه البيانات، وليس على الانطباعات الشخصية فقط.

 3. اتباع روتين ثابت

وارن بافيت، أحد أنجح المستثمرين على الإطلاق، يعيش وفقًا لروتين صارم، يتناول نفس الإفطار كل يوم، ويقرأ نفس الصحف، ويلتزم بجدول زمني يمكن التنبؤ به، يعتقد بافيت أن الروتين يحرر المساحة الذهنية لما يهم حقًا.

أمثلة تطبيقية:

- روتين القراءة: يقضي بافيت 80% من يومه في القراءة، مخصصًا وقتًا محددًا لقراءة التقارير المالية والصحف.

- عادات الطعام: يتناول وجبة إفطار من ماكدونالدز كل صباح، مع اختيار قيمة الوجبة بناءً على أداء السوق.

الدرس المستفاد: قم بإنشاء روتين يبسط يومك، حدد أوقاتًا محددة للمهام المهمة والتزم بها كل أسبوع، سواء كان ذلك للقراءة أو ممارسة الرياضة أو العمل على مشاريع كبيرة، فإن وجود روتين ثابت يمكن أن يساعدك على البقاء مركزًا والتدفق خلال كل يوم بأقل قدر من التوتر.

كيفية التطبيق في حياتك:

1. حدد المهام الأكثر أهمية لنجاحك وتقدمك.

2. خصص وقتًا محددًا لهذه المهام في جدولك اليومي.

3. حاول الالتزام بهذا الجدول لمدة 30 يومًا على الأقل لتكوين عادة.

4. قم بتعديل الروتين حسب الحاجة، ولكن حافظ على الهيكل الأساسي.

4. الحفاظ على الانضباط

مارك زوكربيرج، مؤسس شركة Meta، يرتدي نفس نوع الملابس كل يوم لتجنب إرهاق القرار، كما أنه منضبط في تقليل الخيارات التي لا تهم، حتى يتمكن من التركيز على القرارات الأكبر.

أمثلة تطبيقية:

- خزانة الملابس: يمتلك زوكربيرج مجموعة من القمصان الرمادية المتطابقة لتبسيط اختياراته اليومية.

- جدول العمل: يقسم يومه إلى فترات زمنية محددة للعمل على مشاريع مختلفة، مع تخصيص وقت للتفكير الاستراتيجي.

الدرس المستفاد: كيف يمكنك البقاء منضبطًا والعمل ضمن معايير أكثر صرامة؟ قم بتبسيط خزانة ملابسك ووجباتك وإعداد مساحة عملك، التزم بخيارات أقل، قلل الحاجة إلى قوة الإرادة واحفظ تركيزك لبناء إمبراطوريتك.

كيفية التطبيق في حياتك:

1. حدد المجالات في حياتك حيث يمكنك تقليل الخيارات اليومية.

2. أنشئ "يونيفورم" شخصياً لك، سواء كان ذلك في الملابس، أو في روتين العمل.

3. استخدم تقنيات مثل "تقنية بوموردو" لتنظيم وقتك وزيادة التركيز.

4. قم بإعداد بيئة عمل منظمة تقلل من التشتيت وتعزز الإنتاجية.

 5. التمسك بما تعرفه

تشارلي مونجر الراحل، الرجل الثاني في شركة بيركشاير هاثاواي بعد بافيت، كان لديه قاعدة بسيطة: التمسك بما تعرفه، تجنب الاستثمارات المعقدة والصناعات التي لا يفهمها، كان نهج مونجر يتعلق بالبقاء ضمن دائرة كفاءتك وعدم الانشغال بأشياء خارجها.

أمثلة تطبيقية:

- استراتيجية الاستثمار: ركز مونجر على الشركات ذات النماذج التجارية البسيطة والمفهومة، مثل Coca-Cola و American Express.

- رفض الفرص: رفض مونجر وبافيت الاستثمار في شركات التكنولوجيا خلال فقاعة الدوت كوم، مما جنبهم خسائر كبيرة.

الدرس المستفاد: طبق هذا من خلال التركيز على نقاط قوتك وتجنب المجالات التي لست خبيرًا فيها، سواء كان ذلك في قرارات الأعمال أو القرارات الشخصية، فإن التمسك بما تعرفه بشكل أفضل يمكن أن يمنعك من ارتكاب أخطاء مكلفة.

كيفية التطبيق في حياتك:

1. حدد مجالات خبرتك الرئيسية والمجالات التي تفهمها جيدًا.

2. قم بتطوير معرفتك في هذه المجالات بشكل مستمر.

3. كن حذرًا من الفرص التي تقع خارج نطاق خبرتك، وقم بدراستها بعناية قبل الالتزام.

4. استشر الخبراء عندما تحتاج إلى اتخاذ قرارات في مجالات غير مألوفة.

6. التفكير على المدى الطويل

جيف بيزوس، مؤسس أمازون، معروف بتركيزه على المدى الطويل، يؤمن بأن النجاح الحقيقي يأتي من التخطيط والاستثمار لسنوات أو حتى عقود قادمة.

أمثلة تطبيقية:

- استثمارات البنية التحتية: استثمر بيزوس بكثافة في مراكز البيانات وشبكات التوزيع لأمازون، متحملاً خسائر على المدى القصير لتحقيق نمو طويل الأجل.

- مشروع Blue Origin: استثمر بيزوس مليارات الدولارات في شركته للفضاء، متوقعًا عوائد على مدى عقود.