بمقولة "قررربت" التي كان يقولها في مسلسل "باب الحارة" اشتهر الفنان السوري الراحل أدهم الملا الذي أثرى التلفزيون السوري بأجمل الأعمال الفنية، وأنجب أهم مخرجين في الدراما السورية بسام ومؤمن الملا، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة أدهم الملا ونشأته
هو ممثل سوريا ولد في أسرة كردية في مدينة بعلبك في لبنان في 1 يناير عام 1932، وأمضى جزء من طفولته في لبنان، ثم انتقل إلى مدينة اللاذقية الساحلية في سوريا وعاش فيها عدة سنوات، وبعدها انتقل إلى العاصمة دمشق التي بدا فيها مشواره الفني.
عرف الراحل بحبه الشديد للغة العربية، وثقافته الواسعة، كما أنه برع في كتابة الشعر، وكان يعمل مفتشَا في مدارس اللاذقية، وبعدها عمل موظفًا في قسم المالية والمحاسبة بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ثم اتجه إلى المسرح ومنها إلى التلفزيون وقدم أكثر من 70 عملًا دراميًا.
كوّن الملا عائلة فنية بامتياز، فابنه هو المخرج الراحل بسام الملا الذي قدم العديد من الأعمال الشامية الناجحة، ومنها أيام شامية، وليالي الصالحية والخوالي، وباب الحارة وغيرها، ومن خلال هذه الأعمال حاكى عادات وتقاليد وقيم السوريين.
ابنه الآخر هو المخرج مؤمن الملا الذي أسس شركة الأدهم للإنتاج الفني عام 2002، وقد أخرج أيضًا بعض أجزاء باب الحارة وأعمال أخرى.
ومن أبنائه أيضًا الممثل مؤيد الملا، والمخرج المنفذ بشار الملا، من وأحفاده الممثلين أدهم بسام الملا، وشمس بسام الملا.
تأثر الملا بوالده كثيرًا، وأخذ منه كتابة الشعر، ورغم أنه كان مقلًا في ذلك لكنه كان يكتب شعرًا جميلًا، كما كان يحب والديه كثيرًا وخصوصًا والدته التي توفيت بعمر الـ90.
وفاته
توفي الفنان أدهم الملا في 2 يوليو عام 2014 عن عمر 82 عامًا إثر نوبة حادة بالجهاز التنفسي، وشُيع جثمانه عقب صلاة الظهر من جامع الملا قاسم بمنطقة ركن الدين بالعاصمة السورية دمشق، ودفن في مقبرة السبيل في ساحة شمدين في نفس المنطقة.
مشواره الفني
بدأ الفنان السوري أدهم الملا مشواره الفني في بداية السبعينيات على يد المخرج السوري غسان جبري، وقد اشتهر في مسلسلات البيئة الشامية بشكل خاص، خصوصًا أن ولديه بسام ومؤمن يعدان6 عرابا الأعمال السورية الشامية.
قدم الملا طوال مسيرته الفنية أكثر من 70 عملًا فنيًا أغلبها في التلفزيون، وأول عمل تلفزيوني شارك فيه كان مسلسل "الدولاب" مع المخرج غسان جبري عام 1970، وبعدها قدم العديد من الأعمال الدرامية.
أعماله في التلفزيون
في عام 1973 شارك أدهم الملا في مسلسل "المفسدون في الأرض"، وبعدها بعام قدم مسلسل "انتقام الزباء"، وفي عام 1977 شارك في مسلسل "فوزية"، وفي عام 1978 شارك في مسلسل "الحكاية الثانية من سيرة بني هلال"، وبعدها شارك في مسلسل "رمضان كريم".
واصل الملا تقديم العديد من المسلسلات الناجحة في الثمانينيات، ومنها مسلسل "حارة الملح"، و"أبو الخيل"، و"تلفزيون المرح"، و"مرايا"، و"المجنون طليقًا"، و"عودة عصويد"، و"نساء بلا أجنحة"، و"امرأة لا تعرف اليأس"، و"حارة نسيها الزمن"، و"الدنيا مضحك مبكي"، و"شجرة النارنج"، و"المكافأة".
في التسعينيات واصل تقديم أعمال مميزة منها "يوميات مرحة"، و"الزاحفون"، و"هجرة القلوب إلى القلوب"، و"كهف المغاريب"، و"سبحان السرحان"، و"الخشخاش"، و"طرابيش"، و"أيام شامية"، و"السيرة العربية"، و"الأخوة"، و"أعلام العرب"، و"طرائف أبي دلامة"، و"الجذور لا تموت"، و"أشياء تشبه الفرح"، و"ابتسامة على شفاه جافة"، و"حمام القيشاني".
شارك كذلك في مسلسلات "نهارات الدفلي"، و"خلف الجدران"، و"الخطوات الصعبة"، و"الثعبان"، و"ياسين تورز"، و"قانون الغاب"، و"عودة الفارس"، و"المحكوم"، و"القيد"، و"بنت الضرة"، و"العبابيد"، و"مذكرات عائلة"، و"عيلة أكابر"، و"عودة غوار"، و"زمن المجد"، و"داود في هوليود"، والفندق"، و"مقادير"، و"رقصة الحباري".
في الألفينات شارك في مسلسلات "فرصة العمر"، و"حكايا من ظرفاء ولكن"، و"الخوالي"، و"نجوم بين الغيوم"، و"صلاح الدين الأيوبي"، وقدم فيها شخصية عين الدولة الياروقي، كما شارك في "سر الكنز"، و"إمبراطورية نون"، و"صراع الزمن"، و"المطلوب يا ليل والأفضل يا عين"، و"الرحيلة إلى الوجه الآخر"، و"خط النهاية".
أعماله في الدراما الشامية
قدم الفنان أدهم الملا العديد من الأعمال الشامية التي حققت نجاحًا واسعًا، ومنهم مسلسل "ليالي الصالحية" التي قدم فيها دور أبو فخري، وهي من إخراج ابنه المخرج بسام الملا.
شارك الملا كذلك في واحد من أشهر وأنجح الأعمال الشامية في تاريخ التلفزيون السوري، وهو مسلسل "باب الحارة" التي قدم فيها شخصية أبي محمود واشتهر فيها بجملة "قررررربت"، وقد شارك في عدة أجزاء من المسلسل آخرها الجزء السادس، وبعدها توقف عن التمثيل لمدة أربع سنوات ثم توفي.
من الأعمال الشامية التي شارك فيها أيضًا كان مسلسل "الزعيم" عام 2011 من إخراج ابنه مؤمن الملا، ومن تأليف وبطولة وفيق الزعيم أحد أبطال باب الحارة أيضا، وقد شارك في المسلسل خالد تاجا، ومنى واصف، وصبا مبارك، وباس خياط، وأمل عرفة، وعبد المنعم عمايري، وغيرهم.
يتناول المسلسل حقبة الاحتلال العثماني وقبل الاحتلال الفرنسي في سوريا، حيث تقرر 6 حارات دمشقية الاتفاق على تعيين زعيم واحد لها، وتبدأ الصراعات بين الحارات على منصب الزعامة.
أعماله في السينما
كانت مشاركات الفنان الراحل أدهم الملا في السينما قليلة، ونذكر منها فيلم "غابة الذئاب" عام 1977 من بطولة أسامة خلقي، ورفيق السبيعي، وصباح الجزائري، ومنى واصف، وأديب شحادة، وأسامة عاشور، ومن إخراج وتأليف محمد شاهين.
في عام 1991 شارك في الفيلم التلفزيوني "امرأة مع القانون" من بطولة أيمن زيدان، وأمانة والي، وحاتم علي، ورباب كنعان، ومجد ظاظا، ومن إخراج مأمون البني، وتأليف حاتم علي.
يحكي الفيلم عن شقيقين يقرران الهرب من القرية إلى المدينة أملًا في تحسين أوضاع حياتهما وهربًا من العادات والتقاليد التي فرضت عليهما في قريتهما.
في عام 1992 شارك الملا في فيلم "أحلام في الهواء" من بطولة جهاد سمعان، وشادي جبر، وغادة واصف، وعدنان حبال، والعمل من إخراج سالم الكردي، وتأليف أحمد قبلاوي.