أحمد فاخوري.. مسيرة إعلامي من سوريا إلى العالم العربي

يعد الإعلامي السوري أحمد فاخوري من أبرز الأصوات الإعلامي الأكثر تميزًا في الساحة العربية والدولية، فقد اشتهر بأسلوبه الخاص الذي يمزج فيه بين الجدية والسخرية وبين الطرح السلس والتحليل العميق، واستطاع أن يثبت نفسه كصوت عقلاني ومهني، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.

من هو أحمد فاخوري؟

هي إعلامي سوري ولدت في 6 يونيو عام 1978 في حلب، ويعد واحد من أبرز الإعلاميين السوريين الذين عملوا في قنوات مختلفة، بدءًا من الإذاعة والتلفزيون السوري وصولًا إلى قناة الجزيرة التي يعمل فيها الآن.

ولد فاخوري في سوريا، وبدأ مسيرته الإعلامية من المحطات المحلية في سوريا. خلال الحرب السورية، قرر فاخوري الانشقاق، وهرب من سوريا، ليبدأ مسيرته الإعلامية في الخارج من خلال قناة BBC عربي، التي حقق من خلالها شهرة كبيرة.

قدم فاخوري برامج متنوعة بأسلوب مختلف تميز بالسخرية والهدوء، واشتهر بشكل كبير بفضل برنامج "تريندنغ" الذي عطىفيه تفاعلات اجتماعية بطريقة نقدية وساخرة. لم يتوقف أحمد فاخوري عمله على التلفزيون فحسب، بل أصبح من الوجوه المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي.

غادر فاخوري قناة BBC، واتجه بعدها إلى قناة الجزيرة، ليبدأ صفحة جديدة من مسيرته المهنية والإعلامية.

نشأته وتعليمه

ولد الإعلامي أحمد فاخوري في مدينة حلب، وقد انتقل مع عائلته للعيش في مدينة حماة عام 1985، أي بعد 3 سنوات تقريبًا من مجزرة حماة. عمل والده صحفيًا في محافظة حماة، بينما عملت والدته مديرة مدرسة هناك.

نشأ فاخوري في أسرة محبة للغة العربية، فقد عمل العديد من أفراد عائلته مدرسين لغة عربية، ومنهم والدته، كما أن والد أحمد فاخوري كان صحفيًا في حماة، لذا كان فاخوري مهتمًا بالأدب والشعر والعمل الإعلامي منذ صغره.

درس فاخوري حتى المرحلة الثانوية في حماة، ومن ثم قرر دراسة الحقوق في جامعة حلب، وتخرج في الكلية عام 2001، وبعدها حصل على دبلوم القانون الخاص من جامعة دمشق.

ما هي ديانة أحمد فاخوري؟

ديانة أحمد فاخوري الإسلام، وينتمي إلى المذهب السني.

عمر أحمد فاخوري

ولد أحمد فاخوري عام 1978، ويبلغ من العمر 47 عامًا.

مسيرته الإعلامية في سوريا

بدأ الإعلامي أحمد فاخوري مسيرته الإعلامية بداية من عام 2000، وكانت بدايته من خلال إنتاج الكثير من الأفلام الوثائقية. بعدما قرر فاخوري ترك الدراسات العليا، بدأ التركيز على الإعلام بشكل أكبر.

بدأ فاخوري مسيرته في الإذاعة والتلفزيون في دمشق عام 2004، حيث عمل كمذيع في إذاعة دمشق، وعمل خلال تلك الفترة مع العديد من القامات الإعلامية في الإذاعة. قدم فاخوري العديد من البرامج في الإذاعة، ومنها برنامج "كان يا ما كان"، وكانت تلك الفترة من الفترات التي يفتخر بها خلال مسيرته المهنية.

انتقل فاخوري فيما بعد إلى الفضائية السورية، وعمل فيها كمذيع، وخلال عمله في التلفزيون، قدم فاخوري العديد من الحفلات التي حضر فيها مسؤولون وسوريون، وعلى رأسهم الرئيس السابق بشار أسد.

رافق فاخوري بشار الأسد في إحدى رحلاته إلى الخارج، ومنها النمسا، وسلوفاكيا، وقد سافر بطائرة الرئيس مع وفد إعلامي كبير، وكانت مهمته صناعة التقارير التي ستعرض على التلفزيون السوري فيما بعد.

رحلة انشقاق أحمد فاخوري

مع بداية الثورة السورية، كان أحمد فاخوري من بين المؤيدين للثورة والداعمين لها، وبسبب مواقفه الداعمة، وتعليقاته الداعمة للثورة، تنقل إلى القوات الأمنية، حيث كتبت عنه الكثير من التقارير من قبل زملائه.

في تلك الفترة، كان فاخوري يأمل بأن يصبح التلفزيون السوري صوتًا للشعب الحر، إلا أنه كان مخطئًا في ذلك، حيث تلقى تحذيرات شديدة اللهجة من قبل مرؤوسيه، ومنهم المدير العام لإدارة التلفزيون، الذي حذره خوفًا على حياته.

كان فاخوري يشارك في المظاهرات السورية المعارضة للنظام خفية، وبسبب الرد الدموي من النظام على هذه المظاهرات، قرر فاخوري الخروج من سوريا نهائيًا والانشقاق.

حاول فاخوري السفر من سوريا مع زوجته وأطفاله عبر الحدود، ولكن تم إرجاعه، واعتقل بعدها لمدة 30 يومًا على ذمة التحقيق، وبعد انتهاء التحقيقات، قرر الخروج من البلاد بطريقة غير شرعية.

بدأت رحلة الهروب من سوريا بداية من شهر يونيو 2012، حيث اختفى في حلب لمدة 6 أو 7 أشهر، وتنكر بشكل مختلف حتى لا يتم التعرف عليه. بعد مقتل أحد زملائه في التلفزيون، اعتقل فاخوري مرة ثانية، ودخل الفرع الأمني 215، وتعرض للتعذيب، ولكنه تمكن من الخروج بشرط العمل في الإعلام مرة أخرى.

بعد خروجه من السجن، اتجه أحمد الفاخوري مباشرة إلى وزارة الإعلام بتعليمات أمنية، وطُلب منه العودة إلى العمل. قرر فاخوري في هذه الفترة التخطيط لهروبه مرة أخرى.

عمل الفاخوري في الإذاعة لمدة شهر، وخلال تلك الفترة كان يمهد لهروبه، وخلال تلك الفترة، خرجت عائلته وزوجته وطفلته من مطار لبنان إلى القاهرة، ولكنه ظل عالقًا في سوريا، وهرب عن طريق الجبال، واجتاز الحدود متجهًا إلى تركيا.

مسيرته الإعلامية بعد الهروب من سوريا

بعد هروب أحمد فاخوري من سوريا، سافر إلى مصر من تركيا، واستقر مع عائلته لسنوات، وهناك عمل في التسجيل بصوته. عمل فاخوري بعدها في قناة BBC، فانتقل إلى لندن، وعمل على تغطية الأخبار السياسية كصحفي، وعمل كذلك على تقديم برنامج "تريندنغ" لسنوات، والذي حقق شهرة عربية بفضل هذا البرنامج.

قرر فاخوري فيما بعد الانتقال إلى قناة الجزيرة، حيث يعمل على تقديم برنامج "شبكات"، كما يعمل كمدرب صحفي، ومعد برامج وتقارير وثائقية.

العودة إلى سوريا

بعد سقوط حماة على يد هيئة تحرير الشام، أراد الإعلامي أحمد فاخوري العودة إلى حماة فورًا، لكنه انتظر حتى سقوط الشام على يد المعارضة، فقرر فاخوري العودة إلى حماة بعد غياب دام لأكثر من 14 عامًا بعد 10 أيام فقط من سقوط نظام بشار الأسد.

عاد فاخوري إلى سوريا مع زوجته وأطفاله، واتجه فورًا إلى منزله، وكانت أول مرة زيارة لأولاده لبلدهم سوريا بسبب الحرب. زار فاخوري كذلك مبنى الإذاعة والتلفزيون في سوريا. كما أنه دعي إلى مقابلة الرئيس أحمد الشرع في لقاء جمع بعدد من الإعلاميين السوريين الذين عادوا إلى سوريا.