يعد الكاتب والروائي أحمد عطا الله أحد أبرز الكُتاب والروائيين الشباب في مصر تميز بكتاباته الإبداعية وجمعه بين البساطة والعمق الإنساني الفريد، وتمكن من خلال كتاباته أن يحقق نجاحا كبيرا على المستوى المصري والعربي، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وقصة حياته.
ولد أحمد عطا في قرية أبو دياب في محافظة قنا بمصر عام 1980، وهو روائي وشاعر وكاتب مصري، وعمل بالصحافة في مجلة الإذاعة والتلفزيون. تركز كتاباته على القصص الإنسانية وقصص المجتمع المصري ونقلها بصورة واقعية دون تشويه أو مبالغة ولعل هذا السبب هو ما جعل كتاباته أكثر شهرة.
تأثر عطا الله بالعديد من الكتاب ولعل أهمهم توفيق الحكيم، وأمين معلوف، وغاليانو وأدواردو وغيرهم من الكتاب. ولعل أهم ما أثر على كتابته هي نشئته البسيطة في أحد مراكز دشنا في جنوب قنا، فالطبيعة التي يحتضنها الجبل وما تحمله من قسوة وتنوع ديني وثقافي واجتماعي ساعده على أن يبدأ الكتابة بسلاسة وغزارة فنية إبداعية.
عاش عطا الله حياة الغربة، حيث عمل لسنوات في شمال سيناء كان يعمل بمجال العمارة وبعدها استقر في القاهرة بعد عمله في إعداد البرامج التلفزيونية وأشهرها برنامج الناس وأنا مع الفنان حسين فهمي.
نشأ عطا الله محبًا للقراءة، فقرأ كتب مصطفى محمود في المرحلة الثانوية واهتم بقراءة الصحف كثيرًا، مثل الدستور القديم والعربي الناصري، وأحب قراءة وجهات النظر المختلفة.
ويصف أحمد عطا الله حياته بأنها بين نقيضين، ففي قريته الصعيدية يجد البيئة المنغلقة التي يحكمها الصراع القبلي – على حد وصفه- بين قبائل مختلفة وبين القاهرة التي وجد فيها ما لم يجد في قريته الصغيرة من تقبل أكثر لاختلافات الآخرين.
كما وصف طفولته بالطفولة الصعبة حيث توفي والده وهو في سن الحادية عشرة واضطر إلى الترحال والعمل من أجل توفير لقمة العيش والدراسة.
بدأ عطا الله أولًا بكتابة القصص القصيرة، والشعر فصدر له كتاب "صعيدي في الجنة و3 في النار" عام 2006 عن دار كنوز للتوزيع والنشر. وبعدها صدر له كتاب "الناس دول: حكايات من لحم ودم" وهي مجموعة قصص قصيرة صدرت عام 2011 من دار ليلى للنشر والتوزيع، وفي عام 2012 صدر له كتاب شعري "بتضحك لما أكون غايب" صدر عن دار نشر كتابي .
وفي عام 2013 صدر له كتاب "مريم: مع خالص حبي واعتقادي" الذي صدر عن دار المصري للنشر والتوزيع. وهذا الكتاب هو قصة وثائقية تتحدث عن مأزق شاب مسيحي وفتاة مسلمة يرغبان في الزواج، ولكن لا يمكمنهما القيام بذلك لأن الأعراف المجتمعية تقف حائلًا دون توثيق هذا الزواج.
وبعدها كتب أولى رواياته بعد 4 أعوام من الجهد المتواصل والدراسة المكثفة لسيرة بني هلال والتي كانت سببًا في شهرته الحقيقية. أول روايات أحمد عطا الله هي رواية "غرب مال" والتي نشرت عن دار عين للنشر سنة 2018، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية بسببها.
حيث أمضى ستة أشهر يحول كتابه عن السيرة الهلالية إلى روايته الأولى "غرب مال" وتدور أحداث الرواية حول زمنين مختلفين وهما تغريبة "بني هلال" من صحراء نجد إلى تونس وأيضًا تغريبة أهالي قرية "أبو دياب شرق" –مسقط رأسه- وجمعهما معًا.
ويقول عطا الله إنه ظل 4 أعوام يبحث عن سيرة بني هلال في الصعيد ويبحث عن أولاد وأحفاد علي جرمون أشهر رواي للسيرة الهلالية في الصعيد حتى يتأكد من معلوماته التاريخية في الرواية.
وأدرج في روايته فصلًا "ما لم يحكه جرمون في السيرة" حيث كتب معلومات جديدة عن السيرة الهلالية لم تكن معروفة مسبقًا. أما عن سبب اختياره لجرمون كأحد الرواة الذي سيأخذ عنهم سيرة الهلالي فقال:
"جرمون من الرواة الذين اعتدت سماعهم منذ صغرى، والسيرة الهلالية لها رواة كثيرون لكنهم حفظة، لكن ميزة جرمون أنه عمل على التغريبة فقط، منذ بداية رحلة بنى هلال إلى تونس، واختلق أبطالا في الرحلة لم يكونوا موجودين في السيرة الأصلية، وهذا ما أعجبنى"
أما العنوان فقد استلهمه من أغنية صعيدية "القمر غرَّبْ مال" وهي أغنية صعيدية عند قارئة الكف ومشهورة بشكل كبير في الصعيد، وتمكن من خلال هذه الرواية من مزج ما هو غريب بما يجري حولنا بما هو غريب من صلب السيرة الهلالية.
أما كتابه الثاني هو "فلان الفلاني" الذي صدر عن دار الشرق سنة 2020 وكتب فيها مقدمة للروائي المصري عمر طاهر. ووصف عمر طاهر الكتاب بأنه لا يقدم سيرة حياة أحد، ولكنه يرصد مسار مختزل يعيد الكاتب ترتيبها كقصائد شعرية أو يحكي بطريقة غير مباشرة أو مباشرة، وكل بيت من القصيدة هو عنوان الفصل.
ويرى الكاتب "نضال ممدوح" في تحليله لعوالم عطا الله الروائية أنه يركز على الناس الهامشيين، وهذا يرتبط بالبعد الثقافي بمفهومه الواسع.
حيث يركز عطا الله على رسم الأعراف والتقاليد التي تنظم حركة المجتمع ويهتم بدراسة أبطال عمله والتفتيش خلف تاريخهم الاجتماعي حتى يتمكن من تحريكهم ورصد مشاعرهم وأفراحهم.
فاز بجائزة الدولة التشجيعية عن رواية "غرب مال" عام 2019 وكانت هذه أولى رواياته وأول جائزة يحصل عليها من الدولة، ومن وجهة نظره فإن الجوائز لا تصنع الروائي ولكنها تدعمه.
ومن وجهة نظره فإن سر نجاح أي كتاب ليس الكاتب، وإنما العمل نفسه، فيمكن لكاتب أن يكون له عمل مشهور أكثر من عمل آخر، مثله مثل المخرج والممثل وأي مبدع، لذا فإن سر النجاح هو قدرة العمل على الدفاع عن قيمته بمرور الزمن.
أحمد عطا الله من فتى بسيط في إحدى قرى الصعيد النائية إلى كاتب وروائي مشهور حصل على جائزة الدولة التشجيعية بعد أول رواية تنشر له، وسبقتها سلسلة طويلة من الأشعار والمجموعات القصصي المتنوعة.