أحمد زويل.. أبو الكيمياء مكتشف الفيمتو ثانية

  • تاريخ النشر: منذ 8 ساعات
أحمد زويل.. أبو الكيمياء مكتشف الفيمتو ثانية

من مدينة صغيرة في مصر إلى قاعات نوبل في ستوكهولم، إنها رحلة العالم والكيميائي المصري أحمد زويل الذي أحدث ثورة علمية في الأوساط الأكاديمية، وأوقف الزمن ليرى العالم تفاصيله، وأصبح أول عالم مصري وأفريقي وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، لينقش بحروف من نور اسمه في تاريخ الكيمياء الحديثة.

في دمنهور، إحدى مدن الدلتا في مصر، ولد العالم والكيميائي المصري أحمد زويل في فبراير من عام 1946، وتلقى تعليمه في مصر حتى المرحلة الجامعية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم بجامعة الإسكندرية في عام 1967.

عمل زويل معيدًا في الجامعة بعد التخرج، إذ تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف، وحصل على درجة الماجستير في الكيمياء من جامعة الإسكندرية، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدكتوراه، وحصل على شهادة الدكتوراه في علوم الليزر من جامعة بنسلفانيا.

مسيرته العلمية

بدأ العالم أحمد زويل مسيرته المهنية في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وفي السبعينات أصبح عضو هيئة تدريس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ثم أصبح أستاذَا رئيسيًا لعلم الكيمياء في الجامعة، وهو أعلى منصب علمي جامعي في الولايات المتحدة.

في عام 1980، أصبح مديرًا لمركز الأحياء الفيزيائية للعلوم والتكنولوجيا فائقة السرعة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. خلال مسيرته العلمية، نشر زويل أكثر من 350 بحثًا علميًا، وقد تم اختياره ضمن قائمة الشرف بالولايات المتحدة لإسهاماته العلمية البارزة.

أحمد زويل.. أبو الكيمياء مكتشف الفيمتو ثانية

مكتشف الفيمتو ثانية

ابتكر العالم المصري أحمد زويل تقنية رائدة قادرة على التصوير بسرعات فائقة، والتي عرفت باسم "كيمياء الفيمتو" وهو الاكتشاف الذي منحه جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.

أحدث اكتشاف زويل ثورة في مجال دراسة التفاعلات الكيميائية، فقد مكّن العلماء من رصد الحركات الدقيقة للجزيئات أثناء تفاعلها، وهو ما فتح آفاقًا جديدة في فهم العمليات الكيميائية على مستوى الذرات.

تعتمد تقنية الفيمتو ثانية على الليزر، وساعدت تلك التقنية في تمكين العلماء من متابعة حركة الجزيئات لحظة تفاعلها مع بعضها البعض، وهي وحدة زمنية فائقة الصغر تساوي جزءًا واحدًا من مليون مليار جزء من الثانية.

ولكي نفهم مدى صغر وحدة الفيمتو ثانية، إذا قسمنا الثانية إلى مليون جزء، ثم قسمنا كل جزء من هذه الأجزاء إلى مليون أخرى، فإننا سنحصل على الفيمتو ثانية. لكي يصل إلى هذا الإنجاز العلمي، استخدم أحمد زويل نبضات ليزر قصيرة المدى، ووجه إليها شعاع جزيئي داخل أنبوب مفرغ من الهواء، واستعان بكاميرا رقمية فريدة من نوعها يمكنها تسجيل وتصوير حركة الجزيئات عند لحظة ولادتها قبل أن تلتحق ببقية الجزيئات الأخرى.

جعل هذا الاكتشاف من الممكن التدخل المبكر في التفاعلات الكيميائية عند حدوثها، حيث يتم استخدام الليزر كتلسكوب فائق الدقة لمراقبة عمليات البناء والهدم في الخلايا، وأصبح الاكتشاف حجر الأساس للعديد من الاكتشافات العلمية اللاحقة في مجالات الطب والفيزياء وأبحاث الفضاء وغيرها.

أحمد زويل.. أبو الكيمياء مكتشف الفيمتو ثانية

أول مصري وعربي يحصل على نوبل في الكيمياء

حصل اكتشاف العالم أحمد زويل للفيمتو ثانية على اهتمام دولي كبير، ونال بفضله على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته، ولعل أبرزها جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وأصبح بعدها أول عالم مصري وعربي وأفريقي يحصل على جائزة نوبل في الكيمياء.

ولم يكن حصول أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء سوى البداية لمسيرة طويلة من التتويج والتكريم في المحافل الدولية والعلمية، فقد حصل ابن دمنهور المصرية على عشرات الجوائز والنياشين المرموقة في مؤسسات علمية عريقة حول العالم.

في ألمانيا، حصل زويل على جائزة ماكس بلانك تقديرًا لإسهاماته الرائدة في مجال الكيمياء، وفي أمريكا حصل على جائزتي وولش وهاريون، واللتين يعتبران من أبرز الجوائز العلمية في الولايات المتحدة.

مُنح زويل كذلك جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم، وجائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشي، وجائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء، ووسام جوقة الشرف الوطني رتبة فارس، وهي أحد أرفع الأوسمة الفرنسية.

كما انتخبته الأكاديمية البابوية ليكون عضوًا فيها، وحصل على وسامها الذهبي عام 2000، وقد حصل على قلادة بريستلي عام 2011، وهي أرفع وسام أمريكي في مجال الكيمياء.

وفي مصر، حصل أحمد زويل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وقلادة النيل العظمى، وهي أعلى وسام مصري، وأطلق اسمه على عدد من الشوارع والميادين.

وبجانب التكريمات، كان أحمد زويل عضوًا في عدد من الجمعيات والأكاديميات العلمية حول العالم، بما في ذلك جمعية الفلسفة الأمريكية، والأكاديمية الوطنية للعلوم، والجمعية الملكية في لندن، والأكاديمية الفرنسية، والأكاديمية الروسية، والصينية والسويدية.

أحمد زويل.. أبو الكيمياء مكتشف الفيمتو ثانية

اقرأ أيضًا:  8 عرب حصلوا على جائزة نوبل العالمية.. بينهم 4 مصريين

رحيل رائد كيمياء الفيمتو

توفي العالم أحمد زويل في أغسطس عام 2016 عن عمر 70 عامًا بعد صراع مع المرض، حيث كان يعاني من ورم سرطاني في النخاع الشوكي، وأقيمت له جنازة عسكرية في مصر حضرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

بعد رحيله، بقي إرث الدكتور أحمد زويل حيًا في قلوب العلماء، فجوائزه وتكريماته لم تكن مجرد أوسمة، بل شهادة على عبقرية عالِم استطاع أن يغير العالًم بفضل علمه وإصراره.

اقرأ أيضًا:  فيديو ما هي الفيمتو ثانية التي منحت الراحل أحمد زويل جائزة نوبل؟

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة