قادر على تبديل ملامحه وصورته حسب الدور الذي يقوم به. ما بين الباشا، والبواب، والإمبراطور، والسياسي تمكن أحمد زكي أن يتشرب الشخصية التي يقوم بها تشربًا تامًا كأنهما شخص واحد، وقدر أن يواجه الفساد ويُحرك العقول بأعماله الفنية.
أحمد زكي عبد الرحمن بدوي هو ممثل ومنتج مصري ولد في محافظة الزقازيق في 18 نوفمبر عام 1947. كان أحمد الابن الوحيد لأبيه الذي توفي عقب ولادته مباشرة، وبعد وفاة والده تزوجت أمه، ودرس في المدرسة الصناعية، وفي المدرسة كان يحب المسرح ويشارك في مسرحيات المدرسة كثيرًا.
وكان يحضر العديد من الفنانين لمسرحياته في المدرسة، وحينها نصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وبالفعل درس في المعهد قسم تمثيل وإخراج وتخرج فيها عام 1973 بتقدير امتياز وكان الأول على دفعته.
وفي أثناء دراسته في المعهد شارك في مسرحيات مختلفة ومنها مسرحية "هالو شلبي"، وبعدها شارك في مسرحيات مختلفة بعد التخرج ولعل أشهرها مسرحية "مدرسة المشاغبين" ومسرحية "العيال كبرت" وبعدها لمع نجمه في التلفزيون والسينما.
تزوج أحمد زكي من الفنانة "هالة فؤاد" في عام 1983، وكان أول لقاء بينهما في أثناء تصوير فيلم "الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين"، وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم قررا الزواج.
لم يستمر هذا الزواج سوى عامين فقط لكثرة الخلافات بينهما، وأسفر عن إنجاب ابنه الوحيد هيثم أحمد زكي الذي توفي في عام 2019 في منزله.
وقال الفنان عن زوجته هالة فؤاد إنها كانت حب عمره، وأنه ضيعها من بين يديه بسبب عصبيته، كما كان أناني لأنه طلب منها أن تعتزل الفن بعد إنجاب ابنهما ولكنها رفضت وطلبت الطلاق بعدها.
علاقاته الأخرى
أما علاقته برغدة كانت علاقة صداقة قوية التي قامت على التفاهم وعرفها الوسط الفني كثيرًا، وتحدثت رغدة كثيرًا عن علاقتها به، وقالت إنها كانت بجانبه قبل وفاته.
وشاركت رغدة بطولة 4 أفلام معه، وهم "كابوريا"، و"الإمبراطور"، و"إستاكوزا"، و"أبو الدهب"، وقالت رغدة إن علاقتهما كانت قوية ولكنها لم تصلح أن ترقى لتكون علاقة بين زوجين.
أما علاقته بالفنانة عفاف شعيب كانت هي الأخرى علاقة صداقة أخرى التي بدأت في أثناء دراستهما معًا في المعهد، وكان الراحل يأخذ برأيها ونصيحتها في الكثير من الأعمال.
وكان الراحل يقول لابنه هيثم إن عفاف شعيب "عمتك" كما ذكرت عفاف شعيب إن زوجها السابق المنتج رياض العريض كان يقول لا أحد يُسمح له بدخول المنزل في غيابه إلا الراحل بسبب أخلاقه وأدبه.
وعلاقته مع الفنانة سعاد حسني كانت علاقة من نوع خاص، حيث تشاركا في العديد من الأعمال السينمائية معًا، وكانت شاهدة على أول رفض له في فيلم "الكرنك" في عام 1975، حيث رُفض لأداء شخصية إسماعيل الشيخ أمام سعاد حسني.
تدهورت الحالة الصحية للفنان الراحل في أثناء تصوير فيلم "حليم" وفي آخر أيامه فقد بصره لحظة وقوفه على خشبة المسرح، وذكر صديقه وطبيبه ياسر عبد القادر أنه في أثناء تصوير آخر لقطة من فيلم حليم أخبره أحمد أنه لا يرى سوى الظلام، وظل 10 أيام كاملة لا يرى ولم يقل لأحد.
ولكنه تعامل مع العمى بشكلي طبيعي، فكان يرتدي نظارة ويمسك الجريدة كأنه يقرأها على الرغم من أنه لا يرى شيئًا.
وقبل وفاته مثل مشهد ملك الموت، وقال لصديقه أنه سيقوم بتجهيز العزاء الخاص به في الحامدية الشاذلية.
وفي يوم 27 مارس في عام 2005 رحل عن عالمنا العبقري أحمد زكي بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة بسبب كثرة شربه للسجائر.
بدأ أحمد زكي مسيرته الفنية في عام 1967 من خلال المسرح حيث ظهر في مسرحية "حمادة ومها" أما أول ظهور له في السينما كانت من خلال فيلم "ولدي" عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي.
وقدم أول بطولة مطلقة له أما الفنانة سعاد حسني في فيلم "شفيقة ومتولي" كما قدم العديد من الأفلام الناجحة والتي حققت شهرة واسعة بين الجمهور، وتلقت آراء جيدة من النقاد وهو من أشهر أفلام أحمد زكي.
طوال مسيرته الفنية قدم 63 فيلمًا وشاركه البطولة العديد من الفنانين، في عام 1973 شارك في فيلم "شلة المشاغبين"، وفي العام التالي شارك في فيلم "أبناء الصمت"، وفيلم "بدور"، وبعدها شارك في فيلم "ليلة وذكريات".
وفي عام 1978 شارك في فيلم "شفيقة ومتولي"، وفيلم "العمر لحظة"، وفيلم "وراء الشمس"، وفي العام التالي شارك في فيلم "إسكندرية ليه".
وفي عام 1980 شارك في فيلم "الباطنية"، وفيلم "الأشجار تموت واقفة"، وفيلم "من الذي قتل هذا الحب"، وفي العام التالي شارك في بطولة 4 أفلام، وأشهرها فيلم "أنا لا أكذب ولكني أتجمل".
وفي عام 1984 قدم أيضًا 5 أفلام أشهرها فيلم "النمر الأسود"، وفيلم "الراقصة والطبال"، وفي عام 1986 قدم فيلم "شادر السمك"، وفيلم "البداية"، وفيلم "البريء"، وفيلم "حب فوق هضبة الهرم".
وفي عام 1987 شارك في 3 أفلام وأشهرها فيلم "أربعة في مهمة رسمية"، وفي العام التالي شارك في بطولة ثلاثة أفلام أيضًا وأشهرها "زوجة رجل مهم"، وفي عام 1989 شارك في فيلم واحد وهو "ولاد الإيه".
وفي عام 1990 شارك في بطولة العديد من الأفلام وأشهرها فيلم "كابوريا"، وفيلم "البيضة والحجر"، وبعدها بعام شارك في فيلم "الهروب"، وفي عام 1993 شارك في فيلم "مستر كاراتيه".
وطوال فترة التسعينات حققت أفلام الممثل أحمد زكي نجاحًا كبيرًا، حيث قدم العديد من الأعمال الناجحة، ومنها فيلم "أبو الدهب"، وفيلم "استاكوزا" عام 1996، وفيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" في عام 1998، وفيلم "البطل" في العام نفسه.
وفي الألفينات قدم أيضًا أعمالًا فنية ولكنها قليلة، ففي عام 2000 قدم فيلم "أرض الخوف"، وبعدها بعام شارك في فيلم "أيام السادات"، وهو واحد من أفضل أفلام أحمد زكي وفي عام 2002 شارك في فيلم "معالي الوزير"، وكانت آخر أعماله في السينما فيلم "حليم" في عام 2006.
أما مشاركاته في المسرح لم تكن غزيرة مثل السينما حيث قدم 7 مسرحيات طول مسيرته الفنية وأشهرها مسرحية "مدرسة المشاغبين"، ومسرحية "العيال كبرت".
وفي التلفزيون قدم 15 عملًا تلفزيونيًا، وأشهرهم مسلسل "حكايات هو وهي" في عام 1985 مع الفنانة سعاد حسني، ومسلسل "طيور بلا أجنحة" في عام 1979، ومسلسل "أوراق ضاحكة".