يعد أحمد خليفة السويدي واحد من أهم رجالات الدولة والمرافق المقرب للشيخ زايد في تحقيق حلم الاتحاد، فقد صدح بصوته عبر الإذاعة لإذاعة بيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، ثم شغل بعدها منصب أول وزير خارجية في دولة الإمارات، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وأهم إنجازاته في هذا المقال.
من هو أحمد خليفة السويدي؟
أحمد بن خليفة بن أحمد بن خليفة بن خميس بن يعروف السويدي هو رفيق الشيد زايد رحمه الله وممثل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأحد أهم رجالات الدولة والرعيل الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة ولد في مدينة العين عام 1937.
كان معالي أحمد السويدي هو أول من أذاع البيان التاريخي لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وبعدها تولى منصب أول وزير خارجية في الدولة.
عُرف السويدي بقربه وعلاقته الوثيقة بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وقد كان أبرز مستشاري وشغل هذا المنصب لسنوات، وبعدها تم تعيينه ممثلًا شخصيًا لرئيس الدولة.
شهدت مسيرة معاليه العديد من الإنجازات، وقد شهد بنفسه لحظات تاريخية وفاصلة في دولة الإمارات، لذا فهو يعد من أهم الوجوه الوطنية التي كان لها دور بارز في بناء الدولة، وله إسهامات وإجازات مهمة في مجالات مختلفة.
نشأته وتعليمه
ولد معالي أحمد خليفة السويدي في مدينة العين، وقد تلقى تعليمه في مدارسها ثم انتقل إلى مصر والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة وحصل على درجة البكالوريوس.
قضى السويدي سنوات الدراسة خلال فترة الستينيات، وفي هذه الفترة انتشرت أفكار المد القومي والوحدة العربية، وكان لمصر لها دور بارز ومهم في المنطقة العربية حينها.
كان السويدي مغرمًا بمصر، وزار العديد من القرى المصرية خلال سنوات الدراسة الجامعية بسبب حبه للريف المصري وتعلقه بالدلتا والوادي، وقد زامل عدد من الشخصيات المهمة خلال الدراسة ومنهم المفكر مصطفى الفقي.
تخرج السويدي عام 1966، قبل النكسة بعام واحد فقط، وعاد إلى إمارة أبوظبي، حيث كان المغفور له الشي زايد حاكمًا للإمارة لتبدأ فورًا مسيرته المهنية.
زوجة أحمد السويدي
تزوج أحمد خليفة السويدي من أكثر من سيدة، ومنهم الشيخة حمدة بنت أحمد بن خليف العتيبة، وهي أول زوجاته، وأنجبت له عدة أبناء وهم موزة بنت أحمد بن خليفة السويدي.
تزوج أيضًا من موزة بنت عبد الله بن أحمد خلف العتيبة التي توفيت عام 2015، وقد حضر عزائها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتمت الصلاة عليها في جامع الشيخ بن زايد آل نهيان في منطقة البطين في أبوظبي، ودفنت الفقدية في مقبرة البطين.
تززوج أيضًا من آمنة بنت عبد الله بن شيبان المهيري، وقد توفيت في عام 2019 وقدم واجب العزاء عدد من المسؤولين في الدولة منهم صاحب السمو حاكم عجمان وغيرهم من المسؤولين في الدولة.
أبناء أحمد السويدي
لدى معالي أحمد خليفة السويدي عددًا من الأبناء منهم ناصر أحمد خليفة السويدي والذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة إيتك لإدارة وتطوير المشاريع في الإمارات العربية المتحدة.
من بناته ايضًا خولة أحمد خليفة السويدي وهي زوجة صاحب السمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة. الشيخة خولة شاعرة وكاتبة وناقدة للفن وأسست مؤسسة باسمها تهدف لدعم وتشجيع المواهب في البلاد.
من أبنائه أيضًا محمد أحمد خليفة السويدي، وهو شاعر وأديب إماراتي اشتهر بأنه من أهم الشعراء المجددين ف يالشعر المحكي في الإمارات والخليج العربي.
مسيرته المهنية
شغل السويدي فور عودته إلى أبوظبي منصب مستشار الشيخ زايد بن سلطان، وقد تمكن من صقل مواهبه السياسية بجانبه، وقد رافق الشيخ زايد رحمه الله في رحلته لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
عندما قرر الشيخ زايد أن يرسي قواعد الإدارة الحكومية في إمارة أبوظبي جمع حوله الرجال من ذوي الكفاءة والطموح والهمة وأسند إليهم مهام الدوائر المحلية، وكان من هؤلاء الرجال السويدي الذي أسند إليه وقتها منصب رئاسة ديوان الحاكم.
إعلان بيان الاتحاد
لعب السويدي دوراً محورياً في تحقيق فكرة الاتحاد، وقد عمل بكل جهده من أجل تخطي العقبات التي كانت تواجه تحقق هذا الهدف من خلال مشاورات الاتحاد التساعي أو الاتحاد السباعي.
كان له دور فعال في الوفد الذي أرسله حكام الإمارات التسع لتسليم رسائل تتعلق بالمستجدات في المنطقة والمشاريع المقترحة لمواجهة الانسحاب البريطاني، إلى كل من عاهل المملكة العربية السعودية المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز، وأمير دولة الكويت المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح.
في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971 ألقى معالي أحمد خليفة السويدي بيان تأسيس دولة الإمارات العربية المتجدة في دار الضيافة في إمارة دبي.
وقد جاء في البياني التالي: "بعونه تعالى واستجابة لرغبة شعبنا العربي فقد قررنا نحن حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة إقامة دولة اتحادية باسم الإمارات العربية المتحدة. وإذ نزف هذه البشرى السارة إلى الشعب العربي الكريم نرجو الله تعالى أن يكون هذا الاتحاد نواة لاتحاد شامل يضم باقي أفراد الأسرة من الإمارة الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها الحاضرة من التوقيع على هذا الدستور".
أول وزير خارجية للإمارات
بعد إعلان الإتحاد شغل معالي خليفة أحمد السويدي منصب أول وزير خارجية في الإمارات العربية المتحدة في أول تشكيل وزاري على المستوى الاتحادي، وخلال شغله هذا المنصب كانت له العديد من الإنجازات المهمة، فقد ساهم في تنفيذ السياسية الخارجية للدولة.
كان لمعاليه أيضًا دور مهم في حل الخلافات العربية بهدف تحقيق الوحدة العربية ونصرة القضايا العربية في المحافل الدولية. تمكن السويدي بأن يعد كادرًا سياسيًا وطنيًا مهمًا كان قادرًا على تمثيل الدولة الفتية أفضل تمثيل في المحافل العربية والأجنبية والمنظمات الدولية.
وكد معاليه أيضًا أركان الدبلوماسية الإماراتي، وقد كان له دور بارز في حل المشكلات بين الدول العربية التي ظهرت بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
تولى السويدي فيما بعد منصب مستشار الشيخ زايد طوال سنوات حكمه، كما أنه أصبح فيما بعد ممثلًا لصاحب السمو رئيس الدولة.
تكريم أحمد السويدي
في عام 2015 تم تكريم معالي أحمد خليفة السويدي ضمن قائمة 44 شخصية إماراتية من أوائل الإمارات،وقد وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأنه علم إماراتي.
كما أشاد به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته أمام القمة الحكومية عام 2015، واصفاً إياه بأحد مؤسسي جهاز أبوظبي للاستثمار الرائد.