يعد الشيخ أحمد بن راشد المعلا -رحمه الله- من أبرز حكام إمارة أم القيوين الذين عملوا على نهضتها، فطوال مدة حكمه التي زادت عن 50 عامًا، كوّن علاقات طيبة مع جيرانه حكام المناطق المجاورة واهتم بأمور الشعب وحرص على تلبية احتياجاتهم، وقد كان له دور بارز في قيام اتحاد دولة الإمارات، تعرف أكثر على مسيرته وحياته وأهم إنجازاته في هذا المقال.
من هو أحمد بن راشد المعلا؟
أحمد بن راشد بن أحمد بن عبد الله المعلا هو الحاكم السابق لإمارة أم القيوين وأبرز حكام هذه الإمارة ولد في عام 1911 في أم القيوين وتولى حكم أم القيوين عام 1929 عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا فقط.
نشأ الشيخ أحمد في عائلة كبيرة وتاريخها ضارب في القدم، وقد نشأ تحت كنف والده الشيخ راشد بن أحمد المعلا الذي كان حاكمًا لأم القيوين لمدة 25 عامًا تقريبًا، وكانت نشأته تلك لها أثر كبير في كفائته في الإدارة والحكم لسنوات طوال.
كان للشيخ أحمد الفضل في تأسيس نهضة الإمارة، فقد اهتم بخدمة شعبه وتوفير لهم الخدمات المختلفة الصحية والتعليمية منها كما اهتم بإنشاء المرافق المختلفة، كما أنجز العديد من مشاريع التطوير في الإمارة.
كان لسموه دور مهم في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد عمل بجانب المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إقامة الاتحاد مع حكام الإمارات الأخرى.
عائلة المعلا
ترجع أصول الشيخ أحمد بن راشد المعلا إلى واحدة من أهم القبائلة العربية التي تعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، حيث ترجع نسبها إلى قبيلة آل علي من بني ربيعة أو "الطائيين"، وقد دخلت القبيلة في حلف مع بعض القبائل العربية الكبيرة منها العدناينة والقحطانية لسنوات، ثم وصلت جماعة كبيرة من قبيلة آل علي إلى الإمارات واستقرت بها.
ووفقًا للمصادر التاريخية فإن أول من حكم إمارة أم القيوين هو ماجد المعلا، ثم خلفه ابنه راشد بن ماجد، وفي عام 1820 حكم الإمارة عبد الله بن راشد وقد وقع معاهدة سلام مع بريطانيا.
خلف بعده ابنه عبد الله الذي تنازل عن الحكم لأخيه أحمد بن عبد الله وتولى الإمارة عام 1873 حتى 1904، وبعدها خلفه في الحكم ابنه الشيخ راشد بن أحمد والذي اشتهر بقوة شخصيته وأخلاقه العالية واستمر في حكم الإمارة حتى عام 1929 ليتولى بعده الإمارة ابنه الشيخ أحمد بن راشد المعلا.
توليه حكم أم القيوين
نشأ الشيخ أحمد بن راشد المعلا نشأ إسلامية ودينية، فقد حرص والده على تعليمه القرآن الكريم والشريعة الإسلامة والصفات والأخلاق الحسنة وأهمها الحكمة والعدل، وكانت لهذه النشأة أثر مهم على قراراته في المستقبل.
تولى الشيخ أحمد حكم إمارة أم القيوين مبكرًا، فقد توفي والده عام 1929 حينما كان هو يبلغ من العمر 18 عامًا فقط ليتولى مهام حكم الإمارة لأكثر من 50 عامًا عمل خلالها على تأسيس نهضة الإمارة والاهتمام بشؤون شعبها.
اتخذ الشيخ أحمد من حصن أم القيوين مقرًا لإدارة شؤون الإمارة، وقد عرف بنزاهته وهدوئه ورجاحة عقله ورحابة صدره، لذا كان يلجأ إليه الكثيرون من أجل حل الخلافات وخاصة بين القبائل المختلفة، لذا خلال حكمه انتشر الاستقرار في المنطقة وتمكن بفضل حكمته وفطنته من حل المشكلات الداخلية داخل الإمارة.
استطاع الشيخ أحمد بن راشد رحمه الله أيضًا من تحسين علاقاته مع الإمارات المجاورة بل ساعدهم على حل مشكلاتهم أيضًا، وكان لهذا جميل الأثر على استقرار المنطقة وتطورها حيث انشغل بعدها بتولي زمام نهضة الإمارة وإدخال التحديثات والتطويرات عليها.
في عام 1968 أسس رحمه الله دائرة البلدية في إمارة أم القيوين، وعيّن ابنه الشيخ راشد بن أحمد في إدارتها، وكان وقتها وليًا للعهد والمساعد الأول له في إدارة شؤون أم القيوين.
كانت البلدية لها دور مهم في تقديم الخدمات للمواطنين ورعايتهم، كما أنها قامت بإنشاء المساكن الشعبية وشقت الطرق ونفذت العديد من المشاريع التنموية، وخاصة في المناطق القريبة من الكورنيش.
من المشروعات التي اهتمت بها البلدية إقامة حاجز الأمواج لحماية المواطنين، كما أنشأت البلدية الحدائق العامة واهتمت بشكل كبير بتشجير الشوارع والإنارة.
أنشأت البلدية كذلك دائرة الشرطة لحفظ الأمن والنظام في الإمارة، كما اهتم- رحمه الله- بالتعليم فبنى العديد من المدارس النظامية، واهتم بالصحة فبنى المستشفيات في مختلف مناطق الإمارة.
دوره في قيام اتحاد دولة الإمارات
كان الشيخ أحمد بن راشد المعلا رحمه الله له دور إيجابي وهام في قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد شارك برفقة الشيخ زايد بن سلطان –طيب الله ثراه- في اجتماعات قيام الاتحاد مع شيوخ وحكام الإمارات الأخرى.
وفي الثاني من شهر ديسمبر عام 1971 وقّع نجله الشيخ راشد بن أحمد، الذي كان نائبًا للحاكم ووليًا للعهد حينها، على الدستور الإماراتي ليشهد إقامة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفاة الشيخ أحمد بن راشد المعلا
توفي الشيخ أحمد بن راشد المعلا في الـ21 من شهر فبراير عام 1981 عن عمر 70 عامًا تقريبًا بعد مسيرة حكم زادت عن 50 عامًا وترك ورائه إرثًا طيبًا في الإدارة والحكم العادل وأكمل أبناؤه من بعده حكم الإمارة، حيث تولى ابنه الشيخ راشد بن أحمد حكم إمارة أم القيوين ودفع عجلة التطور للإمارة وبدأ من حيث انتهى والده.
جامع الشيخ أحمد بن راشد المعلا
بعد وفاته تم تأسيس مسجد الشيخ أحمد بن راشد المعلا، وفي عام 2000 أعيد بناء المسجد على نفقة صاحب السمو الشيخ راشد بن أحمد المعلا رحمه الله وتكلف البناء 4 ملايين درهم والمسجد يتسع لحوالي 1500 مصلي.
وفي عام 2013 افتتح صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، حاكم أم القيوين، مسجد أحمد بن راشد المعلا والذي يتسع لألفي مصلي بجانب مصلى للنساء يتسع ل200 مصلية.