أبو هريرة: سيد الرواة وحافظ الأحاديث

"عن أبي هريرة رضي الله عنه" هكذا عرفناه جميعنا.. اسمه يسبق معظم الأحاديث النبوية الشريفة.. إنه عبدالرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة.

كنيته

وُلد في أبي هريرة عام تسعة عشر قبل الهجرة في قبيلة دوس، وأسلم في السنة السابعة من الهجرة عندما كان في الثامنة والعشرين من عمره.

وكني بـ "أبي هريرة" لأنه كان يرعى الأغنام برفقة هرته الصغيرة التي كان يعطف عليها ويطعمها.

صفات أبي هريرة

كان أبو هريرة محباً للعلم، واتسم بالأخلاق الحميدة، وقوة ذاكرته وقدرته على عدم النسيان.. وهذا اتضح من حفظه الأحاديث النبوية نتيجة لملازمته النبي (صلى الله عليه وسلم).

وكان أبو هريرة شديد الفقر، لدرجة أنه كان يربط على بطنه حجراً من شدة الجوع، وكان وقت وصوله إلى المدينة، لزم المسجد النبوي في أهل الصفة من المهاجرين الذي يمكثون بالمسجد النبوي؛ حيث لا مأوى لهم بعد هجرتهم.

أبي هريرة المحارب

حضر أبو هريرة عدداً من الغزوات مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما شهد كافة الغزوات في عهد الخلفاء الراشدين، ومنها حرب الردة التي قادها أبو بكر الصديق، وفتوحات عمر بن الخطاب لبلاد فارس.

مناصب أبي هريرة

وفي عهد عمر بن الخطاب، كان أبو هريرة والياً على إمارة البحرين، وجاء بعد ولايته بعشرة آلاف درهم، فاتهمه عمر في تلك الأموال، وأنكر أبو هريرة وقال له إنها من تجارته في الغلال، فحقق عمر في الأمر، فتبين له صدق ما قاله أبو هريرة، وبعدها أراد عمر أنه يعيد أبا هريرة إلى ولايته في البحرين، فرفض أبو هريرة، وكان نائباً لمروان بن الحكم على المدينة، وأميراً عليها في حال غيابه.

وفاة أبي هريرة

توفي أبو هريرة في عام سبعة وخمسين هجرياً؛ أي في عام ستمئة وستة وسبعين ميلادياً، في المدينة المنورة عن عمر يناهز سبعة وثمانين عاماً، ودُفن في البقيع.