بشخصية سيفيروس في سلسلة هاري بوتر تمكن الفنان البريطاني آلان ريكمان من تحقيق شهرة ونجاح عالميين، واشتهر بصوته العميق الذي أكسبه مزيدًا من الشهرة، وبجانب موهبة التمثيل فقد كان يملك موهبة في الفن التشكيلي، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
حياة آلان ريكمان ونشأته
آلان سيدني باتريك ريكمان مخرج وممثل مسرحي إنجليزي، وأحد الأعضاء السابقين في شركة شكسبير الملكية، إحدى أكثر مجموعات المسرح الإنجليزي شهرة، ولد في 21 فبراير عام 1946 في هامرسميث لندن في إنجلترا.
نشأ ريكمان في أسرة من الطبقة المتوسطة، فقد كان والده عامل مصنع، أما والدته فكانت ربة منزل، ونشأ آلان ريكمان في لندن مع أشقائه الثلاثة.
فقد ريكمان والده عندما كان في الثامنة من عمره، وتولت والدته، مارجريت دورين روز، بتربيته، وقد تلقى تعليمه الابتدائية في مدرسة ديروينت ووتر.
أحب ريكمان الفن منذ صغره، وامتلك العديد من المواهب، واهتم بعدة فنون منها فن الخط، والرسم بالألوان المائية في دراسته الابتدائية، وبفضل مواهبه حصل على منحة دراسية في مدرسة لاتيمر الثانوية، ثم حصل على منحة للدراسة في مدرسة تشيلسي للفنون والكلية الملكية للفنون.
تلقى ريكمان في أثناء دراسته الجامعية التعليم الجرافيكي، وبعد التخرج بدأ العمل في مكتب تصميم جرافيتي افتتحه أحد أصدقائه، ثم اتجه للعمل كمصص جرافيك في صحيفة Notting Hill Herald، واستمر العمل فيها لمدة 3 سنوات، ولكن لم يستطع مقاومة رغبته في أن يصبح ممثلا ليترك وظيفته في النهاية.
ولرغبته في التمثيل التحق ريكمان بالأكاديمية الملكية للفنون المسرحية، وفها شارك في عدد من المسرحيات، كما فاز بعدة جوائز بما فيها جائزة إيملي ليستر للمسرح، وخلال دراسته كان ريكمان يدعم نفسها ماليًا من خلال العمل كمصمم ملابس للسير نايجل هوثرون والسير رالف ريتشاردسون.
حياته الشخصية
في عام 1965 عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا التقى آلان ريكمان ريما هورتون، البالغة من العمر 18 عامًا، وأصبحت شريكته في أوائل السبعينيات، وتزوجا في مدينة نيويورك في عام 2015، حيث عاشا معًا من عام 1977 حتى وفاته، ولم ينجب منها أطفال.
مرضه ووفاته
في عام 2005 تلقى الممثل الإنجليزي آلان ريكمان علاجًا لمرض سرطان البروستاتا، وبلغ ذروة المرض عام 2006 وأجرى عملية استئصال، وقد أجرى العملية في وقت تصوير أحد أجزاء فيلم هاري بوتر.
في أغسطس عام 2015 أصيب ريكمان بسكتة دماغية طفيفة، وبعدها تم تشخيصه بسرطان البنكرياس، وقد كشف عن مرضه للمقربين منه فقط، وقد توفي ريكمان في 14 يناير عام 2016 في لندن عن عمر 69 عامًا، وحرقت جثته وتم تسليمها لزوجته.
بعد وفاته أنشأ معجبوه نصبًا تذكاريًا في محطة سكة حديد كينجس كروس في لندن، وقد نعاه العديد من النجوم العالميين منهم كيت وينسلت، والمخرج كولين فيرث، والممثلة إيما طومسون، والمخرج كيفن سميث وغيرهم.
مشواره الفني
شارك الممثل الإنجليزي آلان ريكمان في عدد كبير من المسرحيات في لندن، وقد شارك في مهرجان إدنبرة الدولي، وقدم عدة مسرحيات شهيرة منها روميو وجولييت وغيرها.
في عام 1985 حصل ريكمان على دور البطولة في مسرحية Les Liaisons Dangereuses، وقد تلقى ترشيحا لجائزة توني عن دوره في هذه المسرحية.
كان أول عمل سينمائي له عام 1988 حينما شارك في فيلم Die Hard، وقد كان أول فيلم روائي طويل له، وتلقى إشادة كبيرة من الجمهور والنقاد، وتم اختياره ضمن قائمة أكثر 100 شخصية شريرة في السينما.
في التسعينيات شارك ريكمان في عدد كبير من الأعمال الناجحة، ومنها فيلم Robin Hood: Prince of Thieves عام 1991، وقد حصل على جائزة أفضل ممثل في دور داعم في البافتا، وفي هذا العام حصل على جائزة نقاد السينما في لندن لأفضل ممثل لعام 1991.
في عام 1995 شارك في فيلم Sense and Sensibility، وقد حصل على جائزة بافتا أفضل ممثل للمرة الثالثة، وفي العام التالي حصل على جائزة بافتا للمرة الرابعة في فيلم Michael Collins، شارك أيضًا في أفلام The Winter Guest، Galaxy Quest.
في عام 2003 قدم ريكمان دور البطولة في الفيلم الكوميدي الرومانسي Love Actually، وفي عام 2005 شارك في فيلم الخيال العلمي الكوميدي The Hitchhiker's Guide to the Galaxy.
في عام 2007 شارك في فيلم Nobel Son، وقد حصل على جائزة نوبل في الكوميديا السوداء عن دوره في هذا الفيلم.
في عام 2004 شارك ريكمان في فيلم Something the Lord Made، وقد ترشح عن دوره في هذا الفيلم لجائزة إيمي، وفي عام 2009 حصل على جائزة جيمس جويس من المجتمع الأدبي والتاريخي بجامعة دبلن.
في عام 2010 شارك ريكمان في المسلسل التلفزيوني The Song of Lunch، كما شارك في فيلم Alice in Wonderland، في عام 2012 شارك في فيلم Gambit، وفي عام 2014 شارك في فيلم A Little Chaos.
في عام 2015 شارك في فيلم Eye in the Sky وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ولاقى استحسانًا كبيرًا، وكان هذا آخر عمل سينمائي يشارك فيه قبل وفاته.
أعماله في المسرح
شارك ريكمان في العديد من المسرحيات، ومنها مسرحية My Name Is Rachel Corrie التي عرضت عام 2005، وفاز فيها بجائزة اختيار رواد المسرح لأفضل مخرج، وقد تم تقديم المسرحية 48 مرة.
في عام 2011 شارك ريكمان في مسرحية Seminar، وقد فاز فيها بجائزة دراما للممثل المفضل في مسرحية.
آلان ريكمان وسلسلة هاري بوتر
في عام 2001 ظهر ريكمان لأول مرة في دور سيفيروس سناب في سلسلة هاري بوتر، واستمر في تقديم هذه الشخصية من عام 2001 حتى عام 2011، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، كما حصل على إشادة كبيرة من النقاد.
في الجزء الأخير من سلسلة هاري بوتر اعتقد النقاد أن ريكمان يستحق أن يحصل على جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد.
تمكن ريكمان من ترك انطباع دائم للمشاهد، وقد حصل على جوائز عدة عن دوره في سلسلة هاري بوتر، ومنها جوائز ساتورن وغولدن غلوب.
وصفته جوان رولينغ، مؤلفة سلسلة هاري بوتر، بأنه ممثل رائع، كما قالت إنها قضت وقتًا مع رجل مميز في أثناء تصوير الفيلم.
